الحلقة الثامنة

5.1K 141 0
                                    

8*
استيقظت في يوم جديد مستعدة لذلك العرض و هي علي احر من الجمر لانها تريد ان تعود مرة اخري الي القاهرة حتي تقدم استقالتها عن عملها و تبدأ حياة بعيدة عن إياس و خوفها منه..
دخلت الحمام ثم أخذت حمام ساخن جعلها منتعشة ثم ارتدت ملابس العرض و قفت امام المرآة تصفف خصلات شعرها السوداء التي جعلتها مثل مهرة صغيرة..
ثم ربطت شعرها علي شكل كعكة و ارتدت الخوذة و الحذاء و خرجت من غرفتها..
و هي تريد ان تبذل كل وسعها بأن تظهر كل قوة احترافتها في التعامل مع الحصان التي ستركبه حتي تقدم عرض مختلف و من النوع الخاص..
نزلت عند الاستقبال و جلست علي الأريكة منتظرة أحد  يقول لها اين سيكون العرض و بعد فترة وجدت ماجد يقترب منها فوقفت و هي تنظر له مستفهمة ثم بدأت في الحديث و هي تقول.
-صباح الخير يا استاذ ماجد..هو العرض هيبقي فين؟
-صباح النور..لا العرض مش هنا خالص ده في اخر القرية.
-طب و هنمشيله و لا هنركب و لا ايه؟
-انا رايح بعربية تحبي تيجي معايا ؟
-ها..هو احنا مش هنروح بالاتوبيس ولا ايه؟
-لا مفيش اتوبيس دلوقت و لو انتي مكسوفة تيجي معايا فتقدري تتمشيها..بس هي حتة طويلة شوية.
-حوالي اد ايه ؟
-كيلو كده ولا حاجة.
-طيب خلاص انا هتمشاها.
-علي راحتك..المهم جاهزة للعرض؟
-اها جاهزة انشاءالله..رغم انكوا معملتوش بروفا حتي.
ابتسم ماجد لها و هو يقول..
-معلش والله عشان مفيش وقت و كمان الساعة دلوقت ٢ الضهر و الاجتماع هيبدأ الساعة ٣ و نص.
-طب و العرض هيبدأ امتي؟
-يعني علي الساعة ٢و نص كده.
-طيب تمام.
-بعد اذنك يا كابتن.
رحل ماجد عن حنين فظلت تفكر هل تذهب وحدها ام تصعد لصديقتها التي تعرفها و يذهبا سويا..و لكن هل ستكون الفتاة ذهبت الي مكان العرض ام لزالت في غرفتها..
و بعد تفكير طويل عزمت حنين انها سوف تصعد لتلك الفتاة..
فاقتربت من المصعد و دخلت به ثم ركبته و صعدت لها..
بعد ان وصلت عند غرفتها طرقت الباب عدة طرقات لكن لا صوت لها..
فطرقت مرة اخري لكنها وجدت أحد من خلفها يقول..
-زمانها راحت العرض.
التفتت حنين و هي تبتلع ريقها بصعوبة ثم نظرت في وجه إياس و هي تقول..
-اصل انا كنت رايحة و لقيت استاذ ماجد راح فقولت اروح مع شادية يعني عشان مروحش لوحدي.
-طب و مروحتيش مع ماجد ليه؟
-عشان قالي انه هيروح بالعربية.
-عربية؟ هو ماج...
تذكر إياس ان ماجد قال له انه سيذهب مع أحد الأشخاص الذين سيحضرون العرض..
بتر كلماته التي كان سيقولها ثم نظر لحنين و هو يقول..
-طب تعالي معايا انا رايح علي رجلي.
-ها.
-لو مش عايزة خلاص..بس عشان متمشيش المسافة دي كلها لوحدك.
-خلاص يلا بينا مفيش مشكلة.
ذهبت حنين خلف إياس حتي انهما خرجا خارج الفندق فأستدار لها إياس و هو يقول..
-انتي ماشية ورايا ليه كده! تعالي امشي جنبي.
اقتربت حنين منه عدة خطوات ثم سارت بجانبه و هي صامتة فوجدته يقول..
-هتفضلي ساكتة؟
نظرت له حنين نظرتها التي تنبع حب و هي تقول..
-هو حضرتك عايزني اقول حاجة؟
-هو انا لازم اللي اعوز؟
-انا بطبيعتي هادية و مش بحب الرغي الكتير.
-احسن بردو.
-افندم!
-قصدي احسن انك مش بتحبي الرغي الكتير يعني.
-اه بحسب.
-معلش انا عارف ان كلامي معاكي بيبقي دبش كده بس اعذريني.
-ولا يهمك.
-عارفة يا حنين..
وقفت حنين في مكانها و وقع قلبها في رجلها و هي تبتلع ريقها بصعوبة و شعرت ان أتي بها دوار مفاجئ لشدة الصدمة..فهل قد تم اعلان إعدامها الان..لكنها نطقت كلمات بصوت خافت وهي تقول..
-مين حنين؟
نظر لها إياس ببلاهة و هو يقول..
-هو انا قولت حنين؟
-اه قولت حنين!
وضع يده في خصلات شعره ثم سحبها الي الخلف و هو يقول بإبتسامة الم..
-انا اسف بس اتلغبط.
بدأت حنين مرة اخري في السير بجانبه و هي تتنفس الصعداء ثم قالت..
-شكلك بتفكر فيها كتير.
تنهد إياس ثم نظر لها و كأنه يريد ان يخرج كل الذي في قلبه عن حبه لحنين و عن كيف اشتاق لها لكن كرامته تمنعه..
-مش بالظبط بس هي جات صدفة.
-مظنش.
-ليه بتقولي كده؟
-لو كانت صدفة مكنتش هتنح كده لما قولتلك انك ندهتني باسمها.
-يمكن عشان انتي شبهها؟
صدمة اخري علي حنين و هي خائفة ان يكون عرف إياس انها حنين و يريد ان يختبرها..
فتوقفت مرة اخري عن السير و هي تقول في صدمة..
-قصدك ايه!
-في ايه يا بنتي هو انا شتمتك؟ انا بقولك انك شبه واحدة اعرفها.
-اه بحسب.
-لا متحسبيش.
-طب شبهها من نحية ايه؟
-عينيكي زي عينيها بالظبط و رقتك بردو و لون شعرك.
-واضح انها ليها معزة خاصة في قلبك علي كده.
-مش عارف..و متسأليش ازاي بس انا فعلا مش عارف.
-طب هي ليها معزة خاصة في قلبها ليك؟
-مش عارف بردو..اذا كنت مش عارف نفسي هعرفها هي!
- بس انا حسة انك بتحبها.
نظر لها نظرة سعادة ثم ابتسم و هو يقول..
-تعرفي اني مش بالساهل اتكلم عليها مع حد غريب كده..بس عرفت اتكلم معاكي عادي.
ابتسمت حنين ثم نظرت ابتسامة فخر و هي تقول..
-شوور هو انا أي حد ولا ايه ؟
ضحك إياس علي طريقة حنين و ظلا يتحدثا حتي انهما وصلا لمكان العرض..
اقترب إياس من مكان التجمع ثم جلس  بجانب ماجد فوجد ان قد الجميع قد تجمع تقريبا..
اما حنين كانت تستعد للعرض و هي سعيدة  أن إياس بالفعل لم ينساها و ايضا انه لازال يحبها..مما أعطاها حافز كبير..
بعد خمسة دقائق تقريبا ركبت فرسة لونها بني غامق..
كانت فرسة في غاية الجمال و الهدوء..
بدأ العرض و كانت حنين تنظر من كل حين و الاخر علي إياس لتجده ايضا يتبادل معها النظرات..
كانت خفيفة و قوية في ذلك العرض..
تتحرك برشاقة مع الفرسة و تدور بها كأنها تركب فوق سحابة في سماء صافية..
بعد نصف ساعة تقريبا انتهي العرض و انتهت نظرات حنين مع إياس..
نزلت من علي الفرسة فوجدت الجميع يصفق لها و لزميلاتها..
همت بالخروج من ساحة العرض لكنها وجدت شادية (الفتاة التي تعمل معها في النادي) تقترب منها و هي تقول..
-استاذ ماجد فاجئني دلوقت اننا لازم نروح نغير و نيجي.
-ليه؟
-عشان بعد نص ساعة هيعلنوا اسمائنا و هيدونا هدايا.
-انتي بتقولي ايه!! هما هيقولوا اسمائنا الحقيقة!
-اه يابنتي في ايه!
وضعت حنين يدها علي جبتها و هي تقول في سرها...
"يا نهار اسود يا نهار اسود! ده كده هيعرف اني حنين!"
وجدت شادية تنظر لها و هي تبرق بها و تقول..
-انتي بتكلمي نفسك؟
-انا فعلا هكلم نفسي بعد شوية!
-يلا نروح بقي نغير و بعدين نشوف موضوع الكلام مع نفسك ده!
-يلا.
ذهبت حنين مع شادية و هي تدعي ربها ان اليوم يمر علي خير..
ظلت يدها ترتعش من الخوف..
كانت خائفة و بشدة ان إياس يعرف شئ عنها فيتحول من أنسان تعشقه الي وحش ترهبه..
معدل الادرنالين قد زاد في جسدها و بقوة حتي انها شعرت انها تريد ان تأخذ اول مواصلة و تعود الي منزلها لكن لا فائدة فوقت وضوح الحقيقة قد بدأ..
كانت في تلك الحالة حتي انها وصلت إلي الفندق..
ركبت المصعد و معها شادية فوجدتها تقول..
-يا بنتي مالك متوترة كده ليه ؟
-اصل اصل..
-اصل ايه!
-اصل حسيت اني عملت العرض وحش.
-لا بالعكس انتي كنت احلي واحدة في العرض.
-ربنا يخليكي.
وصلا عند طابق غرفتهما فدخلت شادية غرفتها بينما حنين جرت مسرعة علي غرفتها و بعد ان دخلت غرفتها أغلقت الباب بسرعة ايضا و جرت علي هاتفها ثم فتحته و أجرت اتصال بصديقتها ريم..
-ريم الحقيني!
-خير يابنتي في ايه؟
-إياس بعد نص ساعة هيعرف اني حنين يا ريم!
-بتقولي ايه!! مين قالك!
قصت حنين علي ريم ما حدث و هي تبكي بقوة و لا تعرف ماذا تفعل..
فبدأت ريم مرة اخري في الحديث و هي تقول..
-بصي انتي روحي اغسلي وشك و البسي و حطي مكياج و لما البنت اللي معاكي تيجي اقعدي عيطي و قولي بطني وجعاني و مش قادرة اتحرك.
-و بعدين؟
-و بعدين تلمي هدومك كلها و تنزلي الاستقبال تقوللهم انك عندك حالة وفاة و مضطرة تمشي و تطلبي منهم انهم يقولوا الكلمتين دول لأستاذ ماجد..و بعدها تاخدي اول مكروباس رايح القاهرة او تاخدي تاكس المهم تمشي من عندك يا حنين.
-حاضر حاضر انا هروح اغسل وشي و ألبس.
-و بعد ما تخلصي كلميني.
أغلقت حنين الخط ثم فتحت خزانة الملابس و أخذت فستان من اللون الأبيض الطويل و كان بأكمام لكنه لديه فتحة صغيرة من الامام أظهرت مفاتن صدرها الأنثوي..
ثم وضعت بعض المساحيق التجميلية و ارتدت حذائها و انتظرت قليلا فوجدت احد يطرق الباب..
اقتربت حنين من الباب خائفة و هي تقول..
-مين؟
-مين ايه يا حنين انا شادية!
فتحت حنين الباب و هي تمسك معدتها و تقول بألم..
-ألحقيني يا شادية هموت!
-في ايه يا بنتي مالك؟
-بطني بتتقطع مش قادرة اتحرك.
-طب و بعدين و الناس اللي مستنين!
-اااااه هموت!
-طب انزل اجبلك دكتور؟
-لا لا..بصي روحي انتي و انا هقعد هنا.
-طب هقولهم ايه؟
-قوللهم اني تعبانة و جاتلي نزلة معوية و عمالة ارجع.
-مش هاين عليا اسيبك.
-معلش يا شادية روحي انتي..كتر خيرك.
-طيب تمام..خليي بالك من نفسك.
خرجت شادية من الغرفة فتنفست حنين الصعداء ثم اتجهت لحقيبتها و فتحتها و وضعت بها ملابسها بطريقة عشوائية ثم خرجت من الغرفة و وصلت عند الأستقبال و بلغتهم انها ستذهب لظروف خاصة..
ثم اتجهت مسرعة إلي خارج الفندق و كأنها تسارع الموت..
كانت بوابة القرية بعيدة قليلا عن الفندق فبدأت بالجري سريعا حتي ان أنفاسها بدأت تنقطع..
وصلت عند بوابة القرية و همت بالخروج لكنها وجدت احد يركض خلفها..استدارت لتري من لتجد أحد يخبطها في رأسها حتي انها فقدت الوعي..

نوفيلا لن أدعك تفوز..[مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن