7*
#لن_أدعك_تفوز
#الحلقة_السابعة
هل الحب سيفوز علي الانتقام؟
ام الانتقام لهب يحرق أي شئ؟
ظلت حنين تفكر في تلك الأسئلة ليلا..بعد أن خرجت من المسبح و اتجهت إلي غرفتها حتي تستريح مرة أخري بها..
لا تعلم لماذا تشعر بالملل في تلك الغرفة التي بها كل شئ تحتاجه..
جلست علي فراشها ثم أخذت هاتفها و ضغطت علي زر الاتصال بريم صديقتها..
انتظرت برهة من الوقت حتي ان ريم ردت عليها و هي تقول بصوت ممزوج بالخزلان..
-نعم!؟
-متزعليش مني يا ريم انا اسفة والله.
تنهدت ريم و هي تستجمع كلماتها و تقول..
-يعني ايه اسفة يا حنين! انتي ازاي تسافري اصلا لوحدك كده! و مع مين!! مع اللي عايز ياخد حقه منك!
-مكنش فيه طريقة تانية عشان اتكلم معاه الا الطريقة دي.
-ايه هي الطريقة بقي!؟
-اني احاول اقرب منه بس للأسف اكتشفت اني فشلت في دي كمان.
سرحت حنين ثم تنهدت و أخذت نفس عميق بعدها و هي تقول لريم..
-انا اكتشفت اني خايفة منه! مش عارفة ليه خايفة و انا معملتش حاجة!
-هو مش هيشوف كده يا حنين..هو شايف انك انتي اللي ممكن ياخد منها تاره.
-و لما يموتني! هيستفاد ايه!
-اكيد مش عارفة هيستفاد ايه يعني..بس هتكوني رمز انه اخد حقه.
-انتي ازاي واثقة اوي من كلامك كده!
-عشان اي حد في مكانه هيفكر كده يا حنين وانتي اللي حطة قماشة علي عينك و علي قلبك عشان متشوفيش الحقيقة.
صمتت حنين عدة ثواني و شعرت ان ريم معها حق في كل كلمة تقولها لكنها تشعر ان إياس ليس بهذه القسوة و الهمجية..
طلبت حنين من ريم ان تغلق الخط لانها تريد ان تنام و بشدة..
مددت جسدها علي الفراش ببجامتها الوردية التي جعلتها مثل طفلة صغيرة و همت بالنوم لكنها وجدت احد يطرق بابها..
نفخت بقوة تشير إلي الغضب و ذهبت لفتح الباب لتجده امامها بملامحه الصلبة..
نظر لملابسها و لهيئتها الملائكية و هو يقول..
-اسف علي ازعاجك بس احنا عزمينك علي العشا.
بلعت ريقها بصعوبه ثم أغمضت عينيها و فتحتهما مرة أخري و هي تستجمع شتات قوتها ثم قالت..
-طيب..هلبس دلوقت و هنزل لحضرتك.
-احنا هننتظرك في الريسبشن تحت.
-مفيش مشكلة.
وجدته ابتسم لها ثم ذهب بعيدا فأغلقت الباب و هي تبتسم بقوة فارحة انه أتي خصيصا لها حتي يخبرها بالعشاء..
فتحت خزانة ملابسها ثم اخذت فستان من اللون الأخضر الغامق الطويل و مغلق من الأمام لكن ظهره مفتوح و بشدة..
ثم وضعت بعض المساحيق التجميلية التي ابرزت جمال شفتيها المتورمتين دائما و تركت لشعرها المستقيم الحرية..
ثم ارتدت حذائها الأبيض و خرجت من غرفتها لكنها كانت سعيدة انها ستجلس مع إياس و ليست خائفة كعادتها..
ركبت المصعد ثم وصلت عند الإستقبال لتجد إياس و معه ماجد و بعض الرجال الآخرين..
همت بالذهاب إليهم لكنها وجدت أحد يضع يده علي كتفها من الخلف ..
فاستدارت لتجدها تلك الفتاة التي ستقدم معها العرض..
رحبت بها حنين و بعدها اتجهت إلي مجمع الرجال و بعض الفتيات التي سيقومن بهذا العرض غدا..
لكنها وجدت إياس ينظر لها نظرات نارية و علي ملامحه الغضب ثم اقترب منها ببذلته السوداء و قميصه المفتوح الذي أظهر عضلات صدره و هو يأخذها من مرفقها بقوة بعيدا عن التجمع و هو يقول..
-ايه القرف اللي انتي لبساه ده!
شهقت حنين من طريقته معها فكيف تجرأ و يقول هذا الوصف علي ملابسها..
-مسمحلكش تتكلم كده علي لبسي!
-و ده بتسميه لبس! يا هانم انتي هتقعدي مع رجالة كلهم بتوع نسوان و حضرتك جاية بفستان زي ده!
-محدش يقدر يتكلم معايا نص كلمة اصلا!
أخذها مرة أخري من ذراعها ثم أدخلها المصعد و دخل هو ايضا و هو يصرخ في وجهها..
-اقسم بربي لو مطلعتيش غيرتي الزفت ده لهتشوفي اللي هيحصلك!
-وانت ايه اللي مدايقك يا اخي!
-لما واحد من الناس اللي تحت دول يحط ايده علي ضهرك و يقوم حاتط في ايدك فلوس عشان تطلعي معاه الأوضة هترتاحي؟!!
احمرت وجنتي حنين فنظرت للأرض و هي تضع يدها في خصلات شعرها بالجانب حتي تهدأ قليلا ثم خرجت من المصعد و دخلت غرفتها و أغلقت الباب خلفها و رغما عنها بكت بقوة لأنها شعرت ان إياس قد رأها فتاة رخيصة الثمن و عزمت علي انها لن تذهب ذلك العشاء..
مسحت دموعها ثم ابدلت ملابسها لملابس النوم و ربطت شعرها كذيل حصان ثم همت بالنوم لكنها وجدت احد يطرق الباب مرة اخري..
ذهبت لتفتح الباب فكان الطارق مع الأسف إياس..وجدته يصرخ في وجهها و يقول..
-انتي لسه ملبستيش!انتي مش عارفة اني واقف برة!!
-مش هروح في حتة!
-يعني ايه مش هتروحي في حتة! ده شغل يا هانم و لازم كل البنات اللي هيقدموا العرض يبقوا موجودين!
-وانا مش عايزة اروح.
- انا لحد دلوقتي محترمك و مش عايز اتعصب ! اتفضلي ألبسي هدوم عدلة و مش مفتوحة و انا مستنيكي هنا.
أغلقت الباب مرة أخري ثم اتجهت للخزانة و انطقت ملابس محتشمة بعض الشئ ..فأخذت بنطال من الجينز و فوقه كنزة من اللون الأصفر الفاتح و تركت شعرها مرة أخري بدون أي شكل..
ثم خرجت لتجد إياس أمام غرفتها..
اقترب منها و هو يقول..
-يلا عشان اتأخرنا.
سارت بجانبه و هي صامتة..تتجنب أي حديث معه حتي لا يشك أنها حنين..
كيف تريد ان يعرف انها حنين و ايضا خائفة من ان يعرف الحقيقة.
ركبت معه المصعد و هي مازالت علي تلك الحالة حتي انهما وصلا عند مكان العشاء..
اقترب إياس من السفرة الكبيرة التي كانت ممتلئة بالأطعمة و الأشربة المختلفة ثم جلس بجانب ماجد ليجد ماجد يقول..
-انت كنت فين؟
-هبقي اقولك بعد العشا.
بينما حنين اتجهت للجلوس بجانب الفتاة التي تعمل معها في النادي و هي صامتة لا تريد التحدث مع أحد..
ظل الرجال يضحكون و يتحدثون في عدة أشياء و النساء أيضا يتحدثن و يضحكن علي مختلف المجالات..
لكن اثنين فقط لا يشاركا هذه الأحاديث..
يشبهان بعضهما كثيرا في عدة أشياء و منها الصمت عند الحزن او القلق..
بعد ساعتين تقريبا كان البعض بدأ بالذهاب..
فبدأت حنين الحديث مع الفتاة التي تعمل معها في النادي و هي تقول..
-هو اللي هيعملوا العرض كلهم بنات ؟
-اها.
التزمت حنين الصمت مرة أخري و شعرت بالملل فهمت بالذهاب إلي غرفتها لأنه قد انتهي العشاء لكنها وجدت إياس خلفها و هو يقول..
-بعد إذنك يا كابتن ممكن اتكلم معاكي شوية.
-اكيد.
ذهب إياس بعيدا عن مكان العشاء و خلفه حنين..
و بعد عدة أمتار توقف و هو يقول..
-بعتذرلك عن كلامي اللي قولته فوق.
أدارت وجهها الذي كان مشير للغضب..
فوجدته يقول بصوت خشن للغاية معلنا انه لن يبرر موقفه..
-انا اعتذرتلك عشان مبقاش غلطان في حقك و ده ميمنعش انك غلطانة.
همت بالحديث لكنه استوقفها و هو يقول..
-إياس العزمي مبيعتذرش لحد بالساهل..بعد اذنك.
تركها و هي واقعة بين براكين غضبها فخبطت الأرض عدة مرات بساقيها حتي تخرج الغضب الذي بها ثم اتجهت إلي غرفتها تترجي ان غدا ينتهي سريعا حتي ترحل إلي القاهرة مرة اخري.
![](https://img.wattpad.com/cover/170989773-288-k208696.jpg)