الحلقة الاخيرة

7.1K 210 16
                                    

10*
#لن_أدعك_تفوز
#الحلقة_العاشرة
دخلت المرحاض بهذه الحالة التي لا توصف و وضعت نفسها تحت المياة و هي تبكي بحرقة جعلت قلبها يصرخ الما..
بكت لان ريم و ايمان كانا محقين..
بكت لان اياس بالفعل تحول الي ذلك الوحش الذي ترهبه..
وبكت لأنها كانت تريد ان يأتي لها و يقول.. "قد أتيت لأخذك من بين العالم باختيارك" فلم تتوقع انه سينهش لحمها و يقول "قد أتيت لأخذك بين العالم بقوتي و بدون اختيارك"
انتهت من الاستحمام فخرجت مرتدية منشفة تغطي جسدها كله و وقفت امام المرآة تمسح دموعها التي أصبحت جزء لا يتجزء منها ثم ارتدت فستان يخفي كل ملامح جسدها ثم وضعت ملابسها في الحقيبة و عزمت علي انها ستذهب اليوم و الآن..
اما ماجد كان يصرخ في وجه إياس الذي وقف امامه يبرر فعلته و هو يقول..
-باخد حقي!
-حقك ايه يابو حق..انت كده مأثبتش انك راجل و عندك كرامة..انت كده أثبت انك ضعيف و بتاخد حقك بالدراع مش بالعقل.
أدار إياس وجهه نحو النافذة ثم دس يده في جيبه و تحول لون وجهه الي اللون الاحمر و هو يقول..
-عايزني اعمل ايه!
-روح اعتذرلها و اكتب عليها.
-مش بالسهولة دي..هتسامحني ازاي اصلا.
ضرب ماجد كف علي كف و هو يضع يده في شعره كاد ان يقطعه و هو يقول..
-انا مش مصدق نفسي انك عملت كده!
ثم خرج ماجد و هو يسبه بكل الشتائم و بعد ان خرج من الغرفة ليجد حنين واقفة أمام المصعد منتظرة اياه..
جري إليها مسرعا و هو يقول..
-انتي رايحة فين يا حنين؟
ابتعدت عنه حنين بخوف ثم وضعت يدها علي صدرها و باليد الاخري أدارتها علي جسدها و هي تبتعد منه خوفا بان يفعل بها شيئا..
نظر لها بصدمة و هو يقول..
-متخافيش مني مش هعملك حاجة.
سقطت دمعة من عين حنين و هي تتحدث بنبرة ضعيفة كادت ان تختفي..
-انت قولتيلي انه مش هيعمل حاجة و عمل حاجات كتير اوي!
-ممكن تهدي طيب و نقعد نتكلم مع بعض؟
صرخت حنين بقوة جعلت صوتها يرن في كل نواحي الدور و هي تقول..
-ابعدوا عني..انا بكرهه و مش عايزة اشوفه تاني..ابعدوا عني بقي!
ثم دخلت المصعد مسرعة تهرب من تلك المواجهة العنيفة..
ظلت تجري بقوة حتي تبتعد عن ذلك الفندق المشؤم و كأنها تبتعد عن ذكري حرقت كل شئ بها..
ظل ماجد واقف بعض الثواني متحسر علي حال حنين ثم دخل الغرفة ليجد إياس جعل الغرفة كلها دخان بسبب سجائره..
اقترب منه ماجد و هو يقول..
-انا مش قادر اصدق انك صاحبي!
ثم اقترب من خزانة ملابسه و وضع كل ما يخصه و ألقي نظرة أخيرة علي إياس و رحل و هو نادم كثيرا انه قرب حنين من إياس مرة اخري..
بينما إياس ظل جالس علي الفراش ثم مدد جسده و هو يشعر انه يريد يأخذ حنين الي هذا العالم مرة اخري..
يشعر ان شهواته هي التي توجهه الان!
لعن نفسه ثم دخل المرحاض و أخذ حمام ساخن لعله يستطيع ان يعرف ماذا يريد و ماذا سيفعل..
ارتدي ملابسه ثم اخذ حقيبته و خرج من غرفته ثم اقترب من غرفة حنين و طرق عدة طرقات فلم يجد صوت..
فعلم انها قد رحلت..
و كيف ستنتظر بعد ان أخذ أعز ما تملك بقوته و جرأته و ايضا عنفه!
نزل عند الحافلة التي سيرحل بها كما جاء فركبها لكنه لم يجد ماجد ..فعلم ان ماجد ايضا يريد ان يرحل من وجهه بسبب عملته الدنيئة..
لا يستطيع ان يكذب نفسه لانه الآن يشعر ان كرامته استردت و لو جزء بسيط..
لكن هل سيترك حنين بعد ان بصم عليها..؟
ام سيحاول ان يسترجع أي شئ و لو شئ بسيط..
ظل يفكر في كل شئ بعد ان ركب الحافلة حتي انه لم يستطيع النوم..
و بعد ان وصل منزله صعد و دخل شقته و ترك لنفسه العنان علي فراشه بدون ان يخلع ملابسه..
ظل نائم حتي صباح اليوم التالي..
رفع جسده بصعوبة ثم خلع ملابسه و ارتدي ملابس بيتية حتي يرتاح في الحركة..
ثم مسك هاتفه ليتصل بماجد لكن وجد الهاتف مغلق..
جلس علي الفراش ثم مدد جسده مرة اخري و هو يريد ان ينام و لا يستيقظ الي الأبد..
                                *****
ظلت حنين علي تلك الحالة..صامتة لا تريد ان تتحدث مع أحد..
مر شهرين كاملين منذ الحادث و هي لزالت علي حالتها..
لكنها وجدت بطنها بدأت في التمزق مرة اخري فوضعت يدها علي فمها و دخلت المرحاض ثم اخرجت ما في معدتها و هي تشهق من الالم..
نظرت امام المرآة و هي تقول في نفسها..
-شكلك كده يا حنين ادبستي في عيل!
خرجت من المرحاض و جلست علي السرير و شعرت بألم قوي في بطنها فتجهلته..
و بعد برهة من الزمن خف هذا الالم إلى حد ما..
مسكت هاتفها ثم اتصلت بالصيدلية تطلب منها اختبار حمل..
و بعد نصف ساعة تقريبا وجدت رنين جرس المنزل يعلو..
فذهبت اليه مسرعة و فتحت فوجدت احد يعطيها الاختبار فأعطته المال و دخلت مسرعة الي المرحاض..
و بعد دقائق اعلن الاختبار انها ستصبح ام..
نظرت للاختبار و سقطت منها دمعة فرح و ايضا دمعة حزن..
فرحت انها ستصبح ام و حزنت علي الطريقة التي ستجعلها ام..
خرجت مرة اخري ثم جلست علي الفراش و هي لا تعلم ماذا ستفعل الان..
هل تذهب و تجهض هذا الطفل..
ام تذهب الي والده لتقول له انها ستصبح ام بسببه؟
فتحت هاتفها مرة اخري ثم اجرت اتصال بماجد..
نعم الموضوع غريب حقا لكنها لا تستطيع ان تتحدث مع أحد غيره..
-الو؟
تنهدت حنين بارتباك و هي تقول..
-الو..هو انا ممكن اتكلم مع حضرتك شوية يا استاذ ماجد؟
-اكيد طبعا يا حنين اتفضلي.
-انا اسفة والله علي اللي هقوله بس صدقني انا مش عارفة اتكلم مع مين في المصيبة اللي انا فيها دي!
ارتبك ماجد قليلا ثم بدأ في الحديث و هو يقول..
-انتي كويسة؟
-لا انا مش كويسة خالص.
-طب ممكن تحكيلي في ايه؟
-اعتبرني اختك يا استاذ ماجد و لو لحظة واحدة عشان مفيش حد يعرف الموضوع ده و مش عارفة اقوله لمين.
-انتي زي اختي يا حنين اكيد..اتكلمي و متقلقيش من حاجة.
أخذت حنين نفس عميق فسقطت منها دمعة و هي تقول..
-انا مش معايا رقم إياس و مش عايزة اتكلم معاه و لا حتي اسمع صوته بس انا حامل!
وقع كلمات حنين علي ماجد و هو مصدوم..فكيف لم يتوقع ذلك الحدث؟
صمت قليلا و هو يقول..
-عيزاني ابلغه؟
-لا.. انا عايزاك تقولي اعمل ايه في المصيية دي..انا مقولتش لحد علي اي حاجة حصلت و مش عارفة حتي اتكلم مع مين و اسأله اعمل ايه!
-ممكن تهدي يا حنين..بصي ده قدر ربنا و اللي حصل حصل..احنا دلوقت لازم نحل المشكلة دي.
-احلها ازاي؟
-ان يتكتب كتابك علي إياس.
-انا استحالة ابقي مراته.
-معلش يا حنين بس انتي كده هدخليي نفسك في سكة شمال..اسمعي كلامي و هي ورقة بس و بعد ما تولدي هيبقي فيه كلام تاني.
-انا عايزة انزل البيبي ده!
-مينفعش يا حنين خصوصا ان الموضوع مر عليه شهرين يعني دي تعتبر جريمة..استهدي بالله كده.
اغلق ماجد الخط ثم اتجه لمنزل إياس حتي يتحدث معه في ذلك الموضوع..
ظل يفكر في حنين و إياس..
هل ذلك الطفل سيصبح ضحية بينهما ان سيصبح الرابط الذي سيجعلهما سويا مرة اخري؟
عزم علي نفسه ان يعود إياس لحنين مرة اخري..
وصل عند منزل إياس فصعد المنزل ثم طرق عدة طرقات فوجده يفتح له و هو يفرك عينيه حتي يفوق..
مما اوضح انه كان نائم..
دخل ماجد ثم جلس علي الأريكة و هو يقول بصرامة..
-انا مجتش عشان اتكلم معاك.
-اومال جاي ليه؟
تنهد ماجد و هو ينظر في الارض ثم وقف و اقترب من إياس و هو يقول..
-حنين حامل يا إياس.
-انت بتقول ايه!؟
-حنين حامل بقالها شهرين يا إياس.
ظل إياس واقف لا يعرف ماذا يفعل و كأنه شئ غريب و عجيب ايضا!
لكنه ابتسم ابتسامة فرح و هو يقول..
-انت بتتكلم جد يا ماجد؟
-اه والله.
ضحك بقوة و هو يريد ان يصرخ من فرحته..
مسك ماجد من ذراعيه و هو يقول..
-انا لازم اشوف حنين!
-انا جايلك عشان نروحلها البيت و معانا المأذون..و بعدين انت فرحان ليه كده؟
-عشان انا بحبها يا ماجد بس غشاوة الانتقام كانت عمياني..المهم انت عرفت منين ان هي حامل ؟
قص ماجد علي إياس كل الذي قالته حنين..
فصدم إياس ان حنين مازالت لا تريد ان تراها..
انقلب وجهه فوجد ماجد يقول..
-متقلقش هي لما تلقيك عايزها هتسامحك.
-مش بالسهولة دي يا ماجد.
و كأن انقلب السحر علي الساحر و انقلبت الأدوار..
فالان هو الذي يريد ان تسامحه..
دخل غرفته ثم أخذ بذلة من اللون الرمادي الفاتح و فتح ازرار قمصيه ثم خرج لماجد و هو يقول..
-يلا؟
-يلا.
بعد ساعة تقريبا كانت حنين تنتظرهم و هي ترتدي فستان من اللون السماوي المشجر الطويل فكان يخفي كل ملامح جسدها ثم وضعت حجاب علي رأسها..
فهي شعرت انها قد قصرت في حق نفسها كثيرا و تركت جسدها فرأها الجميع و شعرت ايضا ان الذي حدث معها كانت هي لها دور به بملابسها العارية..
ارتدت ملابسها بعد ان ماجد ارسل لها رسالة بأنه سيأتي و معه إياس و المأذون و شاهدين..
كانت تريد ان تجري بعيدا عن منزلها و بعيدا عن كل شئ..تريد ان تصبح وحدها حتي لا تراه فيتمزق قلبها مرة اخري..
وجدت احد يطرق باب المنزل..اتجهت اليه ببطئ و هي تريد ان تبكي..
فتحت لتجد إياس في وجهها فتركت الباب و دخلت غرفتها..
دخل إياس و معه ماجد و المأذون و الشاهدين..طلب المأذون ان يكون بهذه الزيجة واصي علي حنين لكن إياس شرح له الموضوع و قال له انه ابن عم حنين..
وجد إياس ان حنين واضعة بطاقتها علي الطاولة حتي لا يطلب منها شئ..
و بعد ان انتهي المأذون طلب ان تأتي حنين حتي تمضي علي عقد زواجها..
اقترب إياس من الغرفة ثم طرق الباب و دخل علي حنين و هو يقول..
-يلا عشان تمضي.
خرجت بدون ان تنظر له ثم كتبت اسمها و دخلت مرة اخري الغرفة..
بعد ان انتهي المأذون من الإجراءات..خرج من الشقة فخرج الجميع عدا إياس..
أغلق إياس الباب خلفهم..فسمعت حنين صوت غلق الباب فظنت انه لا يوجد احد في منزلها..
فخلعت حجابها و همت بالخروج لكنها وجدت إياس في وجهها يقول..
-رايحة فين ؟
وضعت حنين يدها علي صدرها و هي تشهق من الصدمة ثم ابتعدت عنه و لم تتحدث بكلمة..
دلفت الي المطبخ و أخذت كوب ماء فوجدت إياس يقول بإبتسامة..
-هتسميه ايه لما يتولد؟
نظرت له باستحقار و همت بالخروج لكنه لم يسمح لها و هو يقول..
-انا اسف.
لم تنظر له حنين و ادارت وجهها فوجدته يمسك ذقنها و يقربها من وجهه و هو يقول..
-عشان خاطر ابننا؟
نظرت حنين في أعينه و كأنها تريد ان تحرقه لكن قلبها لا يريد..فرغم كل شئ لازالت تعشقه..
نظرت له حنين بتلك القوة و هي تقول..
-سبني يا إياس علي راحتي..سبني احاول انسي اللي حصل.
-حنين عشان خاطري كفاية بُعد لحد كده.
ابتسمت له ابتسامة ساخرة و هي تبتعد و تقول..
-مين اللي بيتكلم؟ مش ده نفس الشخص اللي من شهرين قالي انساه؟
اقترب منها إياس و هو ينظر في وجهها مرة اخري و يقول..
-كنت غبي و مش حاسس بقمتك.
-دلوقت حسيت؟
مسك يدها ثم قربها لشفتاه و قبلها و هو يقول..
-حسيت لما عرفت انك حامل.
-يعني انا لو مكنتش حامل مكنتش هتتجوزني؟
-كنت هتجوزك بردو بس هكون رجعت عشانك انتي و بس لكن دلوقت انا رجعت عشانك انتي و النونو.
ابتسم في وجهها ثم قال..
-انتي ملكتيني خلاص يا حنين و مهما عملتي انا هفضل احبك..و للأسف اثبتي و بجدارة انك عمرك ماسبتيني افوز عليكي..سمحيني!

تمت بحمد الله..

تمت بحمد الله

نوفيلا لن أدعك تفوز..[مكتملة]Where stories live. Discover now