الحلقة الثانية

6.2K 172 0
                                    

2*
#لن_ادعك_تفوز
#الحلقة_الثانية
"انتي ازاي دخلتي هنا!!"
وجدت حنين صوت أنثوي يصرخ في وجهها و هي جالسة تبكي..
انتفضت و قامت من جلستها و هي تمسح دموعها و تنظر لهذه الفتاة بقوة و كأنها تعيد ترتيب افكارها..و تعيد أشباه ذكراها منذ سنوات عديدة التي مرت عليها ببطئ شديد..
اقتربت من تلك الفتاة ثم صرخت و هي تبتسم و تحضنها ايضا و تقول..
-ريم وحشتيني اوي.
ابعدتها الفتاة و هي تنظر لها بصدمة من فعلتها التلقائية و كأن حنين تعرفها منذ زمن..
انقلب وجه تلك الفتاة و هي تتحدث بصوتها القوي و تقول بصرامة..
-انتي مين و ازاي عارفة اسمي!
ابتسمت لها حنين و هي تعلم ان ريم لن تعرفها لان ملامح وجهها قد تغيرت كثيرا..
-انا حنين مصطفي يا ريم..جارتك اللي سافرت من عشر سنين!
نظرت لها ريم بصدمة و هي مازالت مندهشة ثم بحلقت في ملامح وجه حنين فانقلب وجهها بدرجة كبيرة بسبب المفاجأة ثم حضنتها بقوة كادت ان تقع حنين علي الارض..
-وحشتيني يا حنين اوي.
ثم دمعت أعين حنين و هي بين ذراعي ريم فتركت حضنها و هي تقول بابتسامة..
-انتي ازاي مكنتيش فكراني!
-شغلك اتغير اوي..ده اكنك واحدة تانية..الغربة بتحلي و لا ايه؟
مسحت حنين دموعها ثم ضمت خصلات شعرها خلف اذنها مبتسمة و هي تقول..
-انا بجد مش قادرة اصدق اني شوفتك يا ريم.
-بقولك ايه انا مليش في الكلام علي الواقف كده تعالي معايا الشقة كده كده اصلا مفيش حد معايا.
أخذت حنين الحقيبة البلاستكية ثم دلفت داخل منزل ريم و هي تقول..
-يااه شقتكوا اتغيرت اوي يا ريم.
ابتسمت ريم و هي تداعب حنين و تقول..
-اذا كنتي انتي اتغيرتي مستخسرة ان الشقة تتغير..اه صحيح تشربي ايه بقي؟ تشربي! قصدي تاكلي ايه بقي؟
ابتسمت حنين علي طريقة ريم الطفولية و هي تقول..
-ألبسي يا ستي و تعالي نخرج ناكل في أشيك مكان في مصر.
ضيقت ريم أعينها متصنعة المكر و هي تقول..
-اه عشان تغفليني و تدفعي انتي الحساب.
ضحكت حنين ضحكات رنانة و هي تقول..
-لا ياستي مش هغفلك و هخليي العزومة عليكي بس العزومة اللي جاية تبقي عليا.
-اتفقنا.
دلفت ريم داخل غرفتها و ابدلت ملابسها ثم خرجت و هي تقول..
-يلا بينا.
ركبت حنين و معها صديقة الطفولة ريم سيارة الأجرة حتي وصلا عند مطعم فخم للغاية بمصابيح ذهبية جعلته مثل كتلة ذهب في مكان عام..
كانت حنين في اشد سعادتها انها رأت صديقة عمرها مرة اخري..
دخلا المطعم ثم جلسا علي مقعدين..
كانت ريم فتاة تصغر حنين بعامين..
فتاة من النوبة بملامح سمراء فرعونية و حجاب جعلها كأميرة متألقة علي العرش..
طلبت ريم طعام لها و لحنين ثم نظرت لحنين و هي تقول باشتياق..
-مش متخيلة بجد انتي وحشتيني ازاي.
-انا مش متخيلة انك قاعدة قدامي بعد طول الغياب ده كله.
-انا عايزة اعرف بقي ايه سبب سفرك المفاجئ ده! و ازاي قعدتي ده كله بره مصر و ازاي ابن عمك كان بيجي يسأل عليكي كل شهر.
-ايه انتي قولتي ابن عمي؟
دق قلب حنين بقوة معلنا عن سعادته عن سماع أي خبر عن أياس..وجدت ريم تسترسل الحديث و هي تقول..
-اه كان اسمه اياد باين؟!
-إياس؟
-اه هو ده..كان كل شهر يجي يسأل اذا كان في خبر جديد ولا لا عنكوا بس بقاله سنتين مش بيجي..حنين بالله عليكي انا عايزة اعرف انتوا سفرتوا ليه!
تنهدت حنين بقوة ثم شبكت أصابعها ببعض و وضعتهم تحت ذهنها و هي تقول..
-من ١١ سنة كده عمي اتوفي..
همت بالاستكمال لكن قطعتها ريم و هي تقول..
-عمك ده اللي هو ابو أياس؟
-اها هو..المهم بعد وفاته جدتي اتشرطت ان ابويا يتجوز مرات عمي..لانها صغيرة في السن و كانوا خايفين تتجوز واحد تاني.
-كملي و بعدين؟
-بعد ما كملت شهور العدة بابا كتب كتابه عليها و قرر ان ماما و انا و ايمان و هي نعيش مع بعض في نفس البيت.
-طب و ولادها؟
-هي مكنتش مخلفة غير إياس و بنوتة صغيرة.
-و بعدين؟
-جات و عاشت معانا في البيت..وطبعا مقولكيش الخناقات اللي كانت بتحصل بينها و بين ماما.
-عشان كده كنتي بترفضي انك تجيلي او انا اجيلك بحجة ان باباكي مش موافق؟
-اها هو ده السبب..و لما كنتي بتسأليني ايه صوت الزعيق اللي عندك ده كنت بقولك ده صوت خنافي انا و ماما و ايمان.
-كملي و بعدين ايه اللي حصل؟
-المهم في يوم من الايام الخناقة بين ماما و مرات عمي كانت كبيرة اوي اوي لدرجة ان انا و ايمان مكناش عارفين حتي نسلك ما بينهم..المهم ماما و هي بتتخانق مع مرات عمي دي كانت قريبة اوي من الشباك..فمرات عمي قعدت تتخانق و تضرب في ماما و قربت ماما اوي من الشباك فماما حست انها هتقع قامت لفت مرات ابويا بطريقة قوية اوي خلتها تقع من الشباك.
وضعت ريم يدها فوق فمها و هي مصدومة ثم قالت..
-مش دي الست اللي قالوا انها وقعت من الدور اللي تحتينا؟
-محدش كان يعرف هي وقعت منين عشان هي وقعت في المنور مش علي الشارع.
-محدش كان يعرف غيركوا طبعا.
-اكيد.
-و بعدين؟
أخذت حنين كوب الماء ثم شربت منه لعلها تهدأ قليلا ثم بدأت في الحديث مرة اخري و هي تقول..
-طبعا زي ما شوفتي كده..البوليس جيه و الدنيا اتقلبت.
-اها بس محدش عرف ايه اللي حصل بعد كده.
-اللي حصل يا ستي ان الموضوع كبر و إياس مسكتش عن حقه لما عرف اننا شهدنا بالحقيقة.
-ايه هي الحقيقة؟
-ان ماما مش قصدها فعلا و ان ده مجرد دفاع عن نفس خصوصا ان الطب الشرعي اثبت كلامنا لما وجد علي جثة مرات عمي الهدوم مشدودة و كأن حد كان بيحاول يشدها مش يزوقها..و كمان شهادتنا انا و ايمان هي دي اللي كانت هتحكم بردو.
-طب و بعدين ايه اللي حصل بعد كده ؟
-ماما ساعتها كانت في الحجز علي زمة القضية فخرجت براءة عشان كده يعتبر معملتش حاجة.
-طب و إياس سكت؟
-ساعتها اخته كانت تعبانة أوي و مامته مقطوعة من شجرة و ملهاش حد فهو فضل معاها.
-طب لمواخذة في السؤال هو ابوكي فين في كل ده؟
-زي مانتي عارفة ان بابا كان عايش برة اصلا و انه اتجوز مرات عمي بس عشان خاطر جدتي و جدتي بردو هي اللي اتشرطت ان مرات عمي تعيش معانا عشان هي مش مخلفة غير عمي اللي اتوفي و بابا و مكنتش موافقة ان حد يعيش معاها في شقتها..المهم بعد كل ده بابا اخدنا معاه برة مصر و إياس فضل هنا هو و اخته.
-ياااه..يعني الضحية في الاخر إياس!
تنهدت حنين بقوة فانفجرت في البكاء رغما عنها و هي تقول..
-انا حسة بالذنب نحيته اوي يا ريم..سبته في وقت هو فعلا كان محتاجني فيه..سبته و مشيت بحجة كلام الناس علينا الفترة دي..انا بجد حاسة اني حقيرة اوي يا ريم!
وقفت ريم ثم اقتربت من حنين و احتضنتها و هي تقول بإبتسامة..
-وانتي خلاص رجعتي يبقي ليه تضيعي وقت!
-يعني هعمل ايه! انا حسة اني عاجزة يا ريم.
-بصي يا ستي بقي فتحي ودنك معايا عشان هديكي اخبار هتفيدك اوي.
مسحت حنين دموعها ثم نظرت لريم بكل ذرة تركيز لتجد ريم تقول..
-مش هكدب عليكي الصراحة انا كنت بحاول اعرف مين إياس ده بكل الطرق حتي بعد ما قالي انه ابن عمك..بس حسيت انه وراه حاجة مخفية..فدخلت علي صفحاته علي مواقع التواصل الإجتماعي عشان هو اداني الإيميل بتاعه عشان لو عرفت اي حاجة عنك ابلغه و لقيته واحد معاه و معاه اوي كمان.
-معاه ايه ؟!
-فلوس يعني.
-ازاي معاه فلوس..يابنتي إياس كان مستوي المادي ضعيف جدا..و بابا اللي كان بيساعده.
-مهو مش كل حاجة بتفضل علي حالها ياستي دلوقت إياس ده بقي عنده نادي رياضي لرياضة الخيل بس.
-انتي بتتكلمي جد؟
-لو مش مصدقة هخليكي تعملي سيرش علي النادي بتاعه علي جوجل.
فتحت ريم هاتفها ثم كتبت اسم النادي الخاص بإياس فظهر لها كل شئ عنه..
اعطت الهاتف لحنين و هي تقول..
-بصي يا ستي و شوفي اهو.
مسكت حنين الهاتف و فوجدت بالفعل كل شئ قالته ريم..
ظلت تقرأ بصوت هامس و هي فاتحة عيونها بقوة و بصدمة شديدة..و شعرت ان الكلام قد انقطع من فمها..لكنها وجدت ريم تنظر لها و هي تقول..
-انا عندي الحل اللي هيخليكي متحسيش بالذنب!

نوفيلا لن أدعك تفوز..[مكتملة]Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora