بارت 26

481 50 4
                                    

فصلت جيسو المكالمة و ركضت فورا نحو سيارتها فيم ويندي بقيت مكانها تتبعها بنظراتها المستغربة وهي تسأل نفسها بحيرة : مالذي اصابها فجآة ?

صعدت جيسو الى سيارتها و انطلقت بها بسرعة جنونية وهي تحدث الفراغ بحدة : لا, هذا لا يمكن انها مجرد صدفة ابني لا يفعل شيئا كهذا حتى انه كان يمزح في تلك المرة ابني انا ليس مجرم, ليس مجرم.

في هذه اللحظة خرج بيكهيون من غرفة الطبيب متوجها مباشرة نحو بيكي الذي كان مستندا على الجدار و ينتظر خروج بيكهيون

اوقف بيكهيون كرسيه المتحرك امام بيكي يحدثه بهدوء : اعلم ان ما عشته صعبا جدا و رين كان صديقك لكن حاول ان تنس ما حدث , و انا و والدتك سنكون دائما بجانبك

نظرات بيكي كانت مفعمة بالثقة و كأنه ليس الطفل الذي كان يبكي قبل قليل ليسأله بحدة : لم تجلس على هذا الكرسي ?

بيكهيون بتوتر : ساقاي تؤلماني قليلا
ابتسم بيكي بشر و حدثه بهدوء مستفز : انا لست طفلا يا ابي العزيز اعلم ان هذا الكرسي مخصص للاشخاص المعاقين اللذين لا يستطيعون المشي ابدا

نظر له بيكهيون بصدمة و حينها اتى اليه سوهو ليقف امامه متحدثا بحدة : لم تسنح لي الفرصة للاطمئنان عليك من بعد الحادث سيد بيكهيون حمدا لله على سلامتك

بيكهيون بسخرية : اذن يجب ان اكون شاكرا لتلك الفرصة التي لم تسنح لك

ابتسم سوهو باستفزاز ثم تحدث بجدية : صحيح انه تم تبرئة ويندي من محاولة قتلك لكن كلينا نعلم انها هي من اطلقت عليك النار مع ذلك دافعت عنها اما انك غبي جدا او انك داهية

بيكهيون بحدة : وما رأيك انت ?
سوهو بنبرة مستفزة : رأيي انك غبي جدا, ان كنت تريد الانتقام منها بنفسك فتذكر انك لم تعد قادرا على ذلك تحتاج لمساعدة

ضغط بيكهيون بقوة على قبضة يده وهو ينظر له بغضب لأنه استوعب ان سوهو يقصد اعاقته وفي تلك اللحظة اتت جيسو بسرعة منادية اسم بيكي فركض اليها كي لا يلفت الانتباه نحوه و يظهر بصفة الطفل البرىء المصدوم

انحنت جيسو لطوله لتجلس على ركبتيها وهي تضمه بقوة عند صدرها و تبكي بشدة

حرك بيكهيون حدقة عينيه لليمين و اليسار من التوتر وهو يحدث نفسه بارتباك : ماهذا الحظ ان رأتني جيسو على هذه الحالة فستشفق علي لا اريد ذلك من الافضل ان اذهب قبل ان تنتبه علي

استدار بالكرسي المتحرك و قبل ان يتحرك شبرا واحدا انتبهت له جيسو ففصلت للعناق ببيكي و نادته ببداهة : بيكهيون

توقف بيكهيون مكانه دون ان يلتفت لها فيم جيسو استقامت في وقفتها و توجهت له ببطىء عيونها متسعة بصدمة, وقفت امامه تنظر له من الاسفل الى الاعلى لتراه على كرسي متحرك فامتلأت عيونها بالدموع وهي تسأله ببكاء : لم اخفيت الامر عني ?

بيكهيون بحزن : كنتي قد تركتي البيت و ارسلتي لي اوراق الطلاق , هل اخبركي كي تشفقي علي ?

جيسو ببكاء : اذن فقد وقعت اوراق الطلاق لأنك تظن اني سأعود للمنزل شفقة عليك ان علمت بخبر شللك أليس كذلك ? هل هذه هي ثقتك بحبي هل هذا ما تظنه عني ?

بيكهيون بهدوء : المكان ليس مناسبا لهذا الحديث جيسو

جيسو بصياح : لا يهمني المكان المناسب للحديث ما يهمني هو انك مخطىء بيكهيون ولا يمكنك اتخاذ قرار كهذا بمفردك

بيكهيون بغضب : وهل اخذته بمفردي ? ألستي انتي من ارسل الي اوراق الطلاق ? حكمتي علي بأنني خائن دون ان تسمعي مني حتى و اتخذتي قرار الطلاق بنفسك هل استشرتني في ذلك ?

جلست جيسو على ركبتيها امامه تمسك بيديه وهي تقول ببكاء : لقد كنت غبية جدا عندما اتهمتك بالخيانة۔ عندما عدت لمنزلنا و رأيت دمائك على الارض علمت ان ويندي لا تحبك وهي لا تفكر الا بالانتقام منك لأنها تعتبرك سببا في موت اخيها ليتوك , اتخذت قراري على عجلة لكني نادمة الآن نادمة جدا ولا يمكنني السماح لها بأخذك مني

امسك بيكهيون بيد جيسو و ابعدها برفق على يده ليجيبها بهدوء : لقد فات الآوان جيسو, فات الآوان

ادار لها ظهره و حرك كرسيه المتحرك بثقة نحو الامام فيم جيسو مكانها تتبعه بعيونها الدامعة وهي تبكي بشدة اما بيكي فكان متسمرا مكانه ينظر لبيكهيون وهو يحدث نفسه بحدة : ان غادر فستفشل كل مخططاتي سيترك المنزل و الشركة وقد يسافر كيف سأنتقم منه هكذا مغادرته هكذا ليست في مصلحتي ابدا يجب ان امنع ذلك

ركض نحو بيكهيون ليوقفه عن التقوم و رمى نفسه في حضنه يقول ببكاء : ارجوك لا تذهب ابي ارجوك ابقى معنا انا و امي لا تتركني, لقد مات صديقي المقرب بشكل متوحش جدا و انا بحاجتك جدا ارجوك ابي لا تذهب

امتلأت عيون بيكهيون بالدموع فهو يرى بيكي مقربا منه و يتوسله بهذه الطريقة لأول مرة في حياته فكان في حيرة من امره بين قرار الاصرار على رأيه او الاستسلام لدموع ابنه

تنهد بيكهيون بيأس ثم نظر لجيسو من فوق كتفه قائلا بحدة : لدي بعض الاغراض فيمنزل ويندي سأحضرها ثم آتي للمنزل

استقامت جيسو في وقفتها بسرعة وهي تمسح دموعها بكف يدها مظهرة ابتسامتها المشرقة وهي تهز رأسها بالموافقة فيم بيكهيون تابع طريقه بثقة اما بيكي فبقي مكانه يتبعه بنظراته وهو يبتسم بشر , بالنسبة لسوهو فكان ملتزما الصمت طوال الوقت يتبع بيكهيون بنظراته المرتابة

في تلك اللحظة أتى الطفلين اللذين كانا برفقة رين لحظة تنمر على بيكي ترافقهما امرأة في آواخر العشرينات متوجهة بهما نحو مكتب الطبيب النفسي

اختفت ابتسامة بيكي الماكرة و نظر لهما بحقد فتوقفا مكانهما ينظران له بارتعاب حتى صاح احدهما بخوف : انه هو, هو من قتل رين, لقد كان صوته مخيفا و يهدده بالقتل انه مجنون هو من قتل رين

اتسعت عيون جيسو و سوهو بصدمة فيم بيكي كان في أقصى حالات الغضب وهو يضغط بقوة على قبضة يده محافظا على نظراته الحادة لهما اما الطفلين فلم يتوقفا للحظة عن اتهامه بقتل رين فكان متسمرا مكانه ينظر لهما بغضب

_______________Sheitana23_________

الطفل القاتل ( مکتملة )Where stories live. Discover now