10|على شَفا الحُبّ

5K 427 467
                                    

الأكثَر إيلامًا من حُلمِ بعيد المنال يعقُب مشقّة عظيمة هُو حُلمٌ غير مشروع، لا يحقّ السّعي له حتّى.

كذلِك عِشتُ وجثمتُ على العيشِ أطالعُه مُرتميةً خُطاه بخطّ الأفق يقطعُه جيئة ورواحًا دونَما أن يلتفِت إليّ، وأنا بِكُلّ انكِسار أطالِعه فحسب، كشمسٍ تُشرق بسطوع وتغربُ تاركةً سطوعها ليُنير ليالي حافِلةً بالصّمت، وصخب ذكريات.

بأحرف حبرتها الأعيُن بمِداد طافٍ من الأحاسيس، أعربنا عن حُبّنا لبعضِنا البعض، الشّمس الّتي ألِفت مرقد الأفقِ بعيدًا عن مُتناول قلبي، صارت لؤلؤة تتوهّج بحرارة داخِل شِغافِه الّذي رحّب بالاحتِراق، رغمَ ذلِك هُو لا يزال بعيدًا عنّي، مُحرّمٌ عليه العُبور إليّ بكُلّه أو إعلاء رايةَ حُكمي في مملكتِه.

هو عبَر إليّ بكامِل إرادتِه لكنّه أدخلني قلبَه بإرادَةٍ مسلوبة، حيثُ رفعتُ راية مُلكي له وأقامَ حولي حُصونًا منيعة بنظرات كانت في الأصل خاشِعة ببراءَة، أدخلني فأخرجتُه إلى هذا العالم، لكنّه ضاعَ في حُجرة خانقةٍ منه تحوي ذكرياتنا، قبلاتنا، رائحة عطري.

أدري كم هُو واقع لي وليس بيدي ألّا يروقني الوضع، ويدري أنّني لا أرى سِواه، لكنّه صائِمٌ عن الإقدام تجاهي خُطوة أخرى، لربّما هُو غير متأكِد من مشاعره!

حينما رأيتُ زوجتَه بجوارِه اليوم، يقفان بشموخ دون مخاوف من كلامٍ قد يجلبُ المشاكل، أدركتُ أنّني في دوامةٍ أخطاءِ تمتدُّ إلى الحضيض، رغمَ أنّها كانت لطيفة في تعامُلها معي لم أستطِع أن أكون صادِقةً في سعادتي بلقائِها، تمنّيتُ لو كُنّا وحدنا هُنا.

والآن إنّي غارِقة في فقر الأنفاس، أجاهِد في اقتناء البعض من الفضاء الخارجيّ بعد حديثِ والدتِه المُفاجئ واللّامنطقيّ، كُنت أسعُل بقوّة، وجنتيّ ساخنتين ناعيتين احتِراقَ الأحمر بسطوع وبروزٍ عن جِلدهما الحاجِب.

ما لبِثتُ أن شعرتُ بيد بيكهيون تُطبطِب على ظهري برفق بينما ينبِس بقلق مُتغافِلًا عن الموقِف.

" روزا هل أنتِ بخير؟ أأسكُب لكِ كوبَ ماء؟ "

نظرتُ إليه فكان معزولًا عن العالَم بحقّ، يُطالعني كأنّني الوحيدة وأنا بدوري طالعتُه كما لو أنّه الوحيد، نجح في إلهائي عن اختِناقي المرير، وجهه صار مُتنفّسي الخاص، لستُ كالبشَر.

" أنظروا لهما كم هُنا مُتناسِقان سويًّا كقدرٍ وغِطائه. "

كانت أمّه الهائِمة في تأمّلِنا تغترِف وجهها بين كفيّ يديها المُرتكزتين على المائِدة، لحظتَها بيكهيون تناءى عنّي بحرجٍ مُستقصيًا مدى تأثُّر زوجتِه بفعِله، فيما تابعت الخبط على صدري حتّى تسلّك بلعومي.

رشّة جنون || Madness's dashWhere stories live. Discover now