«1» | أوَلُ سحبَة

6.6K 342 123
                                    

"إلكي"

الطَبيبُ يُنادي بإسمي، تنهَدتُ والتفَتُ لأرى الطَبيب 'لي' وهو يَسيرُ نَحوي، أزاحَ قِناعَ الفَم إلى أسفَلُ ذقنه.

أنا أعرِفُ بالفِعل ما الذي سيَحدُث، سوفَ يَطلُب مني الذهابُ معَه في مَوعِد على العشاء... مرة أُخرى، وانا علي أن أرُفضه... مرة أُخرى؛ يعتَقِد زُملائي في العمَل أنَهُ يجِبُ عليّ أن أقولَ نعَم، حَيثُ أنَهُ رَئيسُ قِسم الصدمات لدينا، ومعَ ذَلِك، فقَد أوضَحتُ لزُملائي الجدُد أنَ كوني المُساعِدة الجراحية الجَديدة لا يَعني أنَهُ سيَتِمُ دَفعي إلى قبولُ مَوعِد، حدَقتُ لاشعوريًا في الخَيط الأحمَر المَربوط على خِنصَري الأيمن.. يتدحرَجُ الخَيط إلى الأرض ويَختفي بعيدًا عَني.

"إلكي"، تحدثَ الطَبيبُ 'لي' مُجددًا، يُخرِجَني مِن أفكاري؛ أرغَمتُ نَفسي على رَسمِ ابتسامَة على شفَتي، بينما اشدِ قبضَتي على يَدُ حَقيبَتي المُعلقَة على كَتفي.

وقفَ الطَبيبُ 'لي' أمامي، كانَ طَويل ذو ملامِح جَميلة ناعِمَة وابتسامَة بيضاء ناصِعَة، كَتفَيهِ عَريضان لَكِنَهُ نَحيف، عيون مُعظَم الإناث في الغُرفَة كانَت على ظَهره؛ المُمَرِضات يُحِبونَه والمَرضى يُحِبونَه ولوحَة المُستَشفى تُحِبه وكلُ مَن يراه سَيُحِبه، لقَد كانَ رَجُلًا مُذهِلًا بشَكل عام، كانَ يبدو أنَهُ لا يوجَد هُناك شَيءٌ خاطئ بِه.

"انتهَيتُ للتَو مِن غُرَز السَيدة تشوي، بعدَ أن أُنَظِف نَفسي سوفَ أذهَب لبَقية اللَيل، يُمكِنُني أن أُصِلك للمَنزِل أو أن نأكُل شَئ في مكانٍ ما"
خلعَ القُفازات المُلطخة بالدَمِ جُزئيًا، نظَرتُ بعيدًا لثوانِ

"لا، شُكرًا لكَ أيُها الطَبيب، انا بِخَير إن ذهَبتُ سيرًا على الأقدام إلى المَنزِل، انا لا أُريدُ أن آكُل أيضًا، إنها-" توقَفتُ مؤقتًا لإخراجُ هاتفي مِن جَيبُ بِنطالي، "الساعَةُ الأن 11:23 مساءً، انا مُتعبَة وغدًا يَومُ إجازَتي؛ انا فقَط أُريدُ العَودة إلى المَنزِل والنَوم."

تلاشَت إبتسامَة الطَبيب 'لي' للحظَة قبلَ أن تَعود إلى وَجهِه، باستثناءِ أنَهُ الأن يَبدو مُتوَتِرًا قليلًا.

"إلكي، انا لا أفهَم"، يضحَك وكأنَهُ يُحاوِل أن لا يَبدو عدوانيًا، "هل تنتَظري رَفيقُ روحِك أم ماذا؟" نبرتَهُ كانَت ساخِرة

نظَرتُ إلى أسفَل نحوَ الخَيط الأحمَر حولَ إصبَعي الخِنصَر، إنَهُ أمرٌ غَريب حقيقتًا، فَكلُ شَخصٍ في العالم لدَيهِ خَيط أحمَر حولَ خِنصَره، بالطَبعِ ليسَت خيوط حَقيقية أو ماديَة؛ إنها خيوط يُمكِن أن يراها الشَخص ورَفيقُ روحه فقَط، أنا الوَحيدة التي يُمكِنُني أن أرى الخَيط المَلفوف حولَ خِنصَري.

The Serendipity of Things. | JHWhere stories live. Discover now