١٤. ذكرياته

370 105 30
                                    

كم عدد الوعود التي قطعناها و لم نفِ بها بسبب أشغالنا الكثيرة و المفاجئة أحياناً؟ اعتقد أننا لم نسبق و أن حاولنا عدها حتى لا نشعر بالإحباط لفشلنا. هذا كان حال هافن، فقد مضى عام منذ أن افترقا. و لسوء الحظ، أغلق المقهى الذي كانت تعمل به بشكل مفاجى، لذلك أُجبرت على قضاء عدة أسابيع باحثة عن مهنة آخرى

من جهته، بدأت شركته بالعمل مع آخرى خارج البلاد. فلم يستطع البقاء في كندا، و زيارة متجر الكتب خاصتها كعادته.

وللآن، مازالت تدخل إلى شقتها وهي تبحث عن ابتسامته حالما يقول لها 'اهلا بعودتكِ!' بصوته اللطيف. و يرتسم خياله أمامها واقفاً يلتقط الصور لـلوَري بطريقة فنية. وأحياناً، تستطيع شمّ بعض الاطباق التي قام بطهوها في شقتها.

حسناً، يبدو جلياً انها تفتقده صحيح؟ ولكن ما العمل؟ لا تستطيع الحديث معه بعد مضي سنةٍ كاملةٍ. أيّ غبيٍ سيفعل هذا دون سبب؟

نقلت بصرها إلى قطها المسترخي على الأرضية بحزن "أظن حالكَ يشبهني" ليبادلها لوَري نظرات الخيبة.  كان لوَري ،مذّ رحيل صديقته، يشعر بالحزن بشكلٍ مفاجئ، فيتملكه كسلٍ شديد، و يرتسم على وجهه تعابير حزنٍ بسيطة. أنه حزين، كحال مالكته

اظهر لها هاتفها الدردشات القديمة بينهما، لتظهر ابتسامتها المتنحية. ولكن، وعن طريق الخطأ، قامت بإرسال وجه ضاحكٍ له في تلك اللحظة "تباً!" صرخت و دب الخوف في عروقها. لقد أرسلت له! بعد طول هذه المدة من القلق و التردد في الحديث معه قامت بإرسال وجهٍ ضاحكٍ غبي لا يمكن منع وصوله إليه، ما العمل الأن؟

تنهدت مخرجةً عدة زفراتٍ قلقة. وبلحظةٍ كالخيال، أجابها كرستوف!

من: كرستوف
هافن؟ هذه أنتِ صحيح؟

"ياللهول! اه ماذا عليّ أن افعل" مشت ذهاباً و أياباً في الحجرة، و هي تقضم أظافرها بتوتر. تمعنت  في رسالته مجدداً، لتأخذ نفساً عميقاً و تجيب

من: هافن ويتسويفسكي
نعم
مرحبا كريستوف
كيف حالك؟
_ثلاثة وجوه مبتسمة بتردد_

لقد مضى وقت طويل يا فتاة!
لقد افتقدتكِ
انا بخير، أضيّع حياتي في العمل _وجه غاضب_

إذا، مازالتَ تعمل هنا في كندا؟

لا
حالياً أنا في نيوزلندا
سأعود لكندا في الأسبوع القادم

Kittens| هِررةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن