١٥. كرستوف مجدداً

487 113 75
                                    

كيف بإمكاننا أن نعرف مشاعر الطرف الآخر؟ أهو يبادلنا ذات الحب أم لا؟ و هل سنخسر شخصاً آخر من حياتنا إن اعترفنا بمشاعرنا نحوه؟

تفحصت هافن متجر كتبها للمرة الأخير، متجاهلةً تلك الأفكار، بعد ان قامت بتزيّنه بأضواء لطيفة معلقةٍ على الجدار، وثم تأكدت من بقاء أطباق الطعام ساخنة قدر الإمكان. لقد دعت كرستوف للعشاء في متجرها، فقامت بإغلاقه باكراً، و زيّنت المكان، معدةٌ عشاءاً بسيطاً لكليهما

في هذا العشاء ستعترف له، ستخبره بما يجول في قلبها، وستُبعد هذه الأفكار عن بالها. هي حقاً لا تمزح! ستخبره بكل شيءٍ بلا تردد ! ستفعـ-

أو ربما ليس اليوم...

ابتسمت بفخر بعد أن مدح طعامها، إن أخبرته بهذا الأن ربما لن يستطيع إكمال الطعام، وسيخرج من متجرها و لن يعود ابداً. لا ليس الأن

لمَ يبدو متغيراً؟ اوه ،لقد تغير لون شعره للبني، و قام برفعه للأعلى بطريقةٍ رائعة. أكان دوماً بهذا الجمال؟

"يبدو متجركِ لطيفاً هكذا" انقطع حبل أفكارها، ونظرت له مبتسمة "صحيح؟ اعتقد أنني سأبقي الأضواء من الآن فصاعداً"

"إذاً، كيف كانت أحوالكِ؟ لقد حاولتُ الاتصال بكِ عدة مرات، ولكن العمل ازداد ثقله على  كاهلي فجأة" أردف ، ونقل انظاره لهاتفه حالما انتهى "ها، أرايتِ؟ هذا رقم رئيسي" رفع الهاتف و اراها ياه لتضحك "أعليكَ الذهاب الأن؟"

أومأ متأسفاً "للأسف نعم، اعتقد ان لدينا اجتماعٌ مهم" ارتدى معطفه الاسود و توجه إلى باب المتجر "سعيدٌ بلقائكِ مجدداً، كنتُ أود تذوق طعامكِ مجدداً. سأحادثكِ عندما املك وقتاً شاغراً في المرة القادمة. وداعاً" واختفى طيفه من المكان، تاركاً الآخرى لوحدها

بعد منتصف الليل، كانت هافن تتقلب في سريرها و جسدها يقاوم النوم. خطرت في بالها أن تذهب لرؤيته الآن و أخباره بكل شيء، ولكن هل هي حمقاء لتذهب بهذا الوقت؟

شعرت بطنين شيءٍ بجانبها، و قد كان هاتفها يعلن عن اتصالٍ ما.. اتصالٍ منه! ، هل هذه نهاية العالم؟ كيف يتصل بها الان؟

"مرحبا؟" استمعت لانفاسه المتقطعة، يبدو أنه كان يجري؟

"هافن، هل أنت في شقتك؟ " أخذ نفساً عميقاً و أردف "إنني بجوار المقهى الذي تعملين به. انتظريني سآتي"

لم تستطع النطق بكلمة، وجلست للُحيظات محاولةً فهم ما يحدث. ولكنها حملت معطفها و خرجت من المنزل

بدأت بالجري بأقسى ما لديها، وهي تدعو أنه يسلك نفس الطريق. بدأت أنفاسها تتقطع ،ولكن لا يمكنها التوقف الأن

لاح طيفه من بعيد، ورافق ذلك ابتسامةٌ عريضةٌ على وجهها، تستطيع الوقوف الأن. من الجهة الآخرى، لمحها ليلوح بيده، و يسرع خطاه حتى وصل إليها

"كرستوف" أخرج أنفاسه المتعبة، ثم احتضنها قبل أن تكمل كلامها "لقد اشتقتُ لكِ، أتعلمين؟"

ترددت قليلاً، ولكنها بادلته العناق بسعادة "وانا أيضاً، كنتُ أود إخبارك بكل شيء لكني لم استطع، أنا أسفـ-"

انفصل عنها، مقاطعاً حديثها، و وضع يديه على كتفيها. كلهما يتبادلان النظر للحظات، والابتسامةُ رُسمت على شفتيهما

"هافن، أتريدين الزواج بي؟"

Kittens| هِررةOù les histoires vivent. Découvrez maintenant