الفصل الثاني

3.9K 80 8
                                    

دلفت غرفه مكتبه بالقصر بحماس الا انها وجدته فارغ..اختفت ابتسامتها وهي تمسح الغرفه بعيناها لكن لا أثر له..خرجت بإحباط..انه غير متواجد بالقصر بأكمله..
اتجهت لمكتب آسر الذي بجانب مكتبه..طرقت طرقه خفيفه..ثم دلفت عندما سمعت إذنه بالدخول..
سمعته يقول متسألاً:"ماذا هناك يا أيسل؟"
ابتسمت بحرج قائله:"لا..لا شئ..كنت ابحث عن ظافر وظننت انه معك"
اومأ بتفهم قائلاً:"لا انه ذهب شركه لأمر ما هام"
لا تعلم لما ارادت ان تسأله هذا السؤال الان..
لتقول وغمامه حزن غلفت عيناها:"آسر..هل فقدنا شفق للأبد؟"
رأت اهتزاز حدقتيه..لم يجيبها سريعاً..قام من مكتبه وتقدم اليها وظل ينظر اليها للحظات ثم قال أخيراً داعماً وهو يمسك كتفيها :"أيسل عزيزتي..انا أفعل المستحيل كي نجدها..ولن أيئس ابداً..و أعدك بهذا سنجدها لنا قريبا"
نظرت له بأعين مدمعه:"ربما أسما وغيداء لم يتذكروها جيداً..لكني أشتقت لها بشكل سئ للغايه" ربما هي تماثله شوقاً لها..
ضمها لصدره بحنان أخوي..قائلاً:"لا احب ان أرى دموع صغيراتي"
ثم ابعدها برفق ليقول ممازحاً:"رغم أنكم تزدادوا جمالًا والدموع تتلألأ كالماس ع وجنتكم"
صدرت من ابتسامه صغيره وسط دموعها..
أخذ يمسح دموعها برفق:"هيا لا بكاء..طوال انا معكم وبصدري نفس يتردد"
الحقيقه لقد هو من تعلق بهم اكثر ما تعلقوا هم به..يشعر بالمسؤولية الكامله تجاههم..مسؤوليه أب لبناته..وكأنه أبيهم..لا أبن عدو عائلتهم..
فهو من قام بتربيتهن...
في تلك اللحظه دلف ظافر للقصر وكان سيصعد لغرفته مباشراً لكن قبل ان يصعد ع الدرج ..سمع صوت آسر..التفت يميناً حيث تقع غرفه مكتبه..وجد أيسل تاوليه ظهرها منحيه الرأس وكأنها تبكي وآسر يقف امامها يمسح لها دموعها..
انقبض قلبه فجأه..لِما تبكي حبيبته!!..ثم شعر بالغضب عندما فكر..هل آسر من كان يهدئها!!..احد غيره يمسح لها دموعها..
اتجه اليهم متجاهلا غضبه وابتباهه كله لما تبكي!!..هل حدث لها شئ سئ..
لتسمع صوته القلق من خلفها يتسائل:"ماذا هناك!!.هل انتِ بخير عزيزتي!؟"
ارتبكت قليلا وأخذت تكمل مسح دموعها..لتسمع آسر يردف بخشونه:"انها بخير" الا ان تجاهله ظافر وكأنه لم يسمعه وعينيه مصوبه ع تلك التي امامه..ابتعد عنهم آسر ليكمل عمله ع مكتبه..
اما هي اردفت لظافر بمرح قبل ان يستوجبها:"لما تأخرت..لدي لك خبر مفرح للغايه"
نظر اليها بعيونه البنيه الحاده مع حاجبيه الكثيفة المعقودين بحده مما جعلت نظرته أشبه بالصقر في حادتها..ثم امسكها من معصمها بقوه واتجه بها لمكتبه..
ادخلها واغلق الباب عليهما..وقبل ان تنبث بأي حرف..هتف بحده لم تفهمها:"ما كنتي تريدين منه؟!" عقدت حاجبيها بإستغراب هاتفه بتعجب:"لا شئ..كنت أبحث عنك ولم اجدك ..فظننت انك معه داخل مكتبه"
ادرك حدته ثم أخذ نفس عميق يحاول به تهدئه نفسه
"إذا ماذا كنتي تريدي!!؟"
عاد الحماس مره اخرى لعيناها وتوهج بريقها عسليتيها ..لتقول بسعاده:"لقد قُبلت في شركه إعلانات كبيره..سأعمل لديهم مصممه إعلانات..رغم انني لم اتذكر شيئاً مما دارسته في الجامعه"أنهت جملتها وهي تضحك بمرح..
أظلمت عينيه فجأه وتحولت ملامحه لجمود..جمود غاضب..
اما هي فور رؤيتها لظلمه بُهتت ملامحها..واختفى بريق عيناها..
"ماذا!!.لقد ظننت انك تسعد بي"
اردف بنبره جامده:"لما سأسعد!"
ازدادت صدمتها.."لأني اخيرا فعلت شيئاً..فها انا في السابعه والعشرين من عمري..ولم أتقدم في حياتي في شئ قط..منذ ما انتيهت من جامعتي وانا ارقد هنا في القصر ولم افعل شئ سوي ان أطلب منك المبالغ كي أتسوق واتكسح بها وحيده..سأُبني كيان لي اخيرا..أليس يجب ان تسعد بي لهذا!"
لوى فمه بسخريه.. ثم اردف بحده"حقًا!!..ألم أقترح عليكِ من قبل ان تعملي معانا بشركتنا..إذا كنتِ تريدين بناء كيان لكِ بالفعل"
قالت مدافعه:"نعم هذا صحيح..لكن أولًا انا اريد ان اعمل بما دراسته..ثانياً إذا عملت معكم لم أأخذ الموضوع بجديه..ستتغاضى عن أخطائي بل ربما لم تعترف بفشلي ان فعلت وفشلت "كان يعلم انها محقه في تلك النقطه..كان سيضع راتب ضخم لها وان كانت لا تفعل شئ هناك حتى..
سمعها تكمل :"ثالثاً وهذا الأهم.. انا اود ان اكوّن علاقات جديده..اريد معرفه أناس مختلفه..أكوّن صداقات لا حصر لها..فأنا ع اعتاب الثلاثين الان ولم اكوّن في حياتي علاقه صداقه واحده ع الاقل..لم يكن لي سوى زميلاتي في الجامعه والتي انقطعت علاقتي بهم فور انتهائنا من الجامعه ..حتى كنت لا تسمح لي ان اتحدث حتى مع زميل لي"كان يسمع نبرتها تشوبها بعض الحرج واللوم..لحظه!!!
هل هي منزعجة لانها لم تكوّن صداقات مع شباب من قبل!!
هل تريد هذا العمل لذلك!! هل جنّت تلك الخرقاء ام ماذا..
امسكها من ذراعها بقوه ألمتها.."وهل انتي تريدين هذا العمل السخيف كي تكوّني تلك العلاقات ام ماذا؟!!!"
فكرت بتمرد..ولما لا!!..هي ليست صغيره الآن..ثم أليس من حقها ان تفكر في مستقبلها!!..أليس من الممكن ان تجد شريك حياتها..ولما لا؟!
عقدت حاجبيها بإنزعاج يشوبه بعض الألم:"ظافر انا لست مراهقه كي تمنعني من مرافقه احد الشباب كي لا يخدعني..لقد كبرت بما فيه الكفاية ..
كل ما اريده ان اكوّن صداقات مختلفه وهذا ليس السبب الأساسي لعملي..انا ايضا لقد مللت من المكوث وحدي هنا..جميعكم تعملون وأسما وغيداء بجامعتهم..اقضي معظم الوقت وحيده لا اجد ما يشغلني.. وإن أردت ان أرفه عن نفسي قليلا واخرج أأتي أليك لتعطيني المال"
رق قلبه لها قليلا..ارتخت قبضته بها قليلا الا انه لازال ممسك بها..
"لقد قلت لكي مئات المرات ان تأخذي بطاقه ائتماني بما انكِ لا تملكين واحده لكنك ترفضين..و موضوع العمل..إذا تريدين ان تعملي فليكن بشركتنا..وهذا اخر ما لدي" ثم تركها وغادر الغرفه بعنف..تاركاً إياها والدموع ع ملقتي عيناها..
..
.
دخل غرفته ليغلق الباب وراءه بقوه مُصدراً صوت يدل ع غضبه..
يتنفس بقوه غاضبه ويضع يديه ع خصره..وافكاره تزيده عنفًا وغضباً و...غيرة
اللعينه تريد ان تعمل وتكوّن صداقات وعلاقات...تلك جافه المشاعر تريد ان تعيش في علاقه..هو غير مخطئ في تلك الفكره..فهي بجميع الأحوال فتاه ولديها أحلامها الوردية..
لكن فليكن هو بطل أحلامها الوردية ..أيسل العمياء لم تراه ابداً..لم تشعر به قط..
لم ينسى ابدا تلك المره التي قالت له ممتنه وبحب عندما جاء لها بهديه يوم مولدها "انا اشكر الله انك معي دائماً أخي"
كاد قلبه ان يطير فرحاً يومها الا ان نهايه جملتها أسقطته ارضاً بكل عنف..ثم فاجئته وهي تعانقه بقوه وكأنها تداويه..بادلها العناق ثم استغل الفرصه كي يملئ رئتيه برائحتها الأنثوية التي تجذبه اكثر لها..
فكر بسخريه..هو يكاد يجن فقط من رائحتها وهي تريد ان تبحث عن شريك حياتها..اللعنه عليها...
ان صبره ع وشك النفاذ...
.
.
.
بعد عده أيام ..كان يقف أمام جامعتها يستند ع سيارته الرياضية التي تجذب الأنظار عليها بإعجاب ع لونها الأحمر كما يجذب الأنظار هو ايضا..بوقفته اللامباليه ومظهره الوسيم للغايه التي تجعل فتيات تلك الجامعه تحسد زجاجه المياه التي يشربها بهدوء..
فور رؤيتها له وهي خارجه من الجامعه مع زملائها..هرولت اليه بسعاده بالغه دون حتى انها نست ان تستأذن منهم..تشبثت بعنقه تحتضنه بشوق وهو يحملها من خصرها ويدفن وجهه في رقبتها غير مبالين لتلك الأعين التي تناظرهم..بعضهم بامتعاض وبعضهم ينظرون لهم برومانسيه وبعضهم بحسد..
انزلها ارضاً اخيراً لتقول هي:"لقد اشتقت لك كثيراً أيها الأحمق"
ضربها ع رأسها بخفه قائلاً مناغشاً لها:"لازال لسانك أطول من طولك القصير هذا"
ضحكت بمرح وهي تنكزه بكتفه العريض:"كف عن هذا..ثم لما تأخرت تلك المره"
ارجع شعره الناعم الكثيف الذي يماثل لون شعرها للوراء..قائلا:"فور انتهائي من تلك الصفقه التي ارسلني لها آسر جئت..لقد كانت تلك الصفقه معقده نوعاً ما"
ثم قرص خدها مشاغباً لها:"لم أنسى هديتك لا تقلقي"
نظرت له بسعاده ثم اردفت بحماس طفولي:"حقًا!! أين هي أين!!"
كان يلاحظ بأن هناك أختلاف ما بها الى ان ما برقت عيناها هكذا ادرك انها أردت تلك العدسات اللعينه..رغم ارتدائها تلك النظارات الشمسيه العسليه..
خلع لها نظاراتها بقوه ثم تحولت نبرته في لحظه و اردف بغضب مفاجئ:"ألم أقل لكي لا تضعي تلك اللعنه بعينيكي"
اهتزت عيناها بإرتباك وتوتر قائله بصوت منخفض:"غيث..تعلم انني لا احب هذا"
قله ثقتها بنفسها أغضبه للغايه..تلك الغبيه ألم تنظر في مرآتها من قبل!!
تلك العينان المميزة هو واقع في حبها للغايه..يحب ان يرى الليل والنهار متقابلان في نفس الوقت في عيناها..
أنزلت عيناها بحزن..ليرق قلبه لها فوراً..فتح لها باب سيارته الأمامي وأشار لها بمعنى ان تركب..صاغت له دون ان تنبث بكلمه..
اتجه هو سريعا ليجلس امام المقود..وقبل ان ينطلق بالسيارة..اردف بخشونه:"هيا ازيلي تلك اللعنه"..
اغمضت عيناها بحنق..لتسمعه يردف مره اخرى لكن بمزاح:"إذا كنتِ لا تريدين هديتك أبقي بها"
حولت نظرها له وهي تحاول كتم تلك الابتسامه لتفلت منها اخيرا قائله:"حسنا..دعنا نذهب للقصر الان..فلن أستطيع ان ازيلها هنا"
لينطلق بالسيارة سريعا مصدراً صوتا صريراً..فهذه هي قيادته للسياره..
...
..
غيث هو الصديق المقرب لغيداء..تثق به كما تثق بأختيها..تربت في هذا القصر لتجد ان غيث قرينها لا يفارقها ابدا..فهى مدللته..مدللة القصر كله..
يتدخل في ادق تفاصيل حياتها..ورغم ذلك هي لم تتذمر ابدا..
فهو جزء منها..
دلفا القصر بشقاوتهم المعهودة دائماً..كانت تصعد الدرج بسرعه لتتصدم أثناء هرولتها بأيسل..تذمرت أيسل منها:"كفي عن حماقاتك وانظري أمامك"
الا ان غيداء لم تقف لتسمعها واكتفت بأعتذارها وهي تكمل صعودها..
قلبت أيسل عيناها بعدم فائده واكملت نزولها للدرج..فقد كانت تسجن نفسها في غرفتها منذ أخر لقاء لها مع ظافر..وهو لم يكلف نفسه كي يسأل عنها..وهي من الأساس لم تحاول ان تصادف وجودها معه..لذلك فضلت المكوث في غرفتها..الى ان شعرت بجدران الغرفه تطبق ع انفاسها فخرجت اخيرا قبل ان تختنق..
دخلت غرفتها سريعاً تبدل ملابسها الى فستان اصفر  خفيف ذو حمالات رفعيه..طوله يصل اعلى ركبتيها .. ثم ازالت تلك العدسات من عيناها..
ونزلت اليه مره اخرى بنفس السرعة والحماس كي ترى هديتها...
كان هو دلف لآسر المكتب..يسرد عليه ما يتعلق بالصفقة التي إنجازها بالخارج...
فتحت عليهم باب المكتب بقوه دون ان تستأذن..فهي الوحيده المسموح لها بإقتحام عليهم المكاتب..
كانت تبتسم بطفوليه وعيناها المميزة تبرق بحماس..اتجهت لآسر تقبله ع خده:"ابيه آسر استسمحك ان أأخذ غيث منك فقط لدقائق" كانت تتكلم بدلال يخصها..يجعل الذي امامها يخضع لطلبها دون اي جهد..
قرص آسر خدها بخفه:"حسنا ايتها المحتاله..لا تجعليه يتأخر لأننا نتحدث في أمر هام"
ابتسمت ابتسامه واسعه وهي تتجه ناحيه غيث وتلتقط كفه كي يقوم معاها قائله بشقاوة:"فقط خمس دقائق لا تقلق"
وخرجت به بخطى مسرعه..
التفتت له مبتسمه وتسير بخطواتها المسرعة..هناك مفاجأة لك..
كان تارك نفسه لها فقط يتأمل حماسها وسعادتها بابتسامه..وعندما ازالت ذلك الشئ الذي يخفي عنه جمال عيناها يزداد قلبه اضطراباً من هذا البريق الذي كان مُخفي منذ قليل..فهو يعشق هذا البريق عندما تتحمس لشئ..
خرجت به للحديقه الواسعة..ثم اتجهت للجزء الخلفي من الحديقه ..ليجد في الركن الايمن من الحديقه.. حوض كبير مليئ بالأزهار الارجوانيه والبيضاء بشكل ملفت للغايه..
في تلك اللحظه تركت يده ليتجه هو ناحيه الحوض مسحوراً بألوانه..أزهار الاوركيد..انه مهووساً بالأزهار خاصاً بالاوركيد..وتلك الخبيثة كانت تعلم..
اقترب منه وهي تراقب رده فعله يإبتسامه ليسمعها تقول بمرح من خلفه:"هل تعلم كم شهراستغرقت لزرعها!"
التفت لها بإبتسامه مبهوراً بجهدها:"يا الهي انها تستغرق اكثر من عام..كيف فعلتي هذا دون يلاحظ احد"كان يتحدث بعدم تصديق..تلك الفتاه تستصيبه بالجنون يوماً ما ..
رفعت حاجبيها بغرور مصطنع:"لا تستقل بي رجاءاً"
فلتت منه ضحكه صغيره وألقى نظره ع الحوض ثم عاد ينظر اليها قائلا وهو يرفع حاجبه:"لابد انكِ تستحقين هديتي بالفعل"..
لمعت عيناها بحماس منتظره ع حراره تلك الهدية..
ادخل يده داخل جيب كنزته ببطئ متعمد كي يزداد حماسها..ثم اخرج فجأه ذلك الشئ الذي بيده..
نظرت له بخيبه وملل وهي ترى ذلك الظرف من الورق..:"ما هذا" هتفت بها بوجوم..
فلتت منه ضحكه ع مظهرها وهو ينظر اليها باستمتاع:"لما لا تفتحيه وترى بنفسك"
التقتت منه الظرف بملل وفتحته بعدم حماس..لم تلبث لتحجظ عيناها بعدم تصديق ونظرت له بفمها المفتوح:"قل انك لا تمزح"
ابتسم ابتسامه واسعه قائلاً بثقه:"لا أمزح..انه حقيقي"
انفجرت باكيه امامه..توتر هو من بكائها الطفولي هذا..لتتقدم منه دون مقدمات وتدفن رأسها داخل صدره الواسع..
ابتسم بحنان واخذ يمسح ع شعرها الحريري بحنان فهو يعلم انها كانت تريد بشده ان تذهب لتركيا.. لتسمعه بين بكائها:"سنذهب معاً لتركيا فور انتهائك من اختبارتك النهائية"
ابتعدت وهي تمسح دموعها بطفوليه بدت لطيفه للغايه..
"اريد بعض الحلوى" ابتسم ع لطفتها كم يود أكلها الان..فهي امامه الان كالحلوى التي تطلبها ..
ثم دلفا للقصر معاً بضجيجهم ومزاحهم مع بعضهم..
..
.
تجلس في غرفتها بوجوم وجمود كاد يقتلها..لقد لُغيت رحلتها التي كانت تنتظرها ع احر من الجمر..لا تعلم كيف حدث هذا!!..
لم تحدث من قبل ..ابتسمت بسخريه ..هل حظها عثر لتلك الدرجه!!
كانت تحتاج بشده ان تلتقط انفاسها ولو قليلا بعيداً عن هذا القصر وبعيداً عنه هو..
استقامت فجأه وهي تشعر انها تختنق..تريد الانفجار..تريد الانفجار بشده...
اتجهت لخزانتها وهي عازمة ان تلقي بنفسها بالمسبح لعل تلك الخنقة تزاح من صدرها...
نزلت وها هي الان امام هذا المسبح الكبير والعميق  والمياه تلمع وتعكس عليها أشعه غروب الشمس وكأنها تودعها...
خلعت الروب الذي كانت ترتديه..لتكون ببدله السباحه..عباره عن قطعه واحده لونها أسود..يبرز بياض بشرتها ..تاركه العنان لشعرها الأشقر القصير فهو بالكاد تستطيع جمعه في ربطه شعر صغيره من قصر طوله..
فمعظم وقتها تاركه إياه دون ربطه شعر..
كان الحرس يقفون ع الأبوابه ..وبعض الخدم فقط يحيمون حولها..
قفزت في المياه غير آبيه لأحد..لغمرجسدها داخل تلك المياه الباردة مرسله قشعريرة لداخلها تُيقظ بها الشعور مره اخرى..فتلك الفتره تشعر وكأنها متبلده الشعور..
ظلت تسبح لفتره مُتمتعه بتلك اللحظه التي لا تتكرر كثيراً..يا ألهي
كم تتمنى ان تكون سمكه..تعوم وتسبح طوال حياتها...تغوص وتنعزل عن هذا العالم المُقيت دون ان تختنق..في تلك اللحظه كانت هي تغوص بالعمق
للحظه شعرت انها لم تختنق بالغطس لا بل ان الاختناق الحقيقي هو العيش بهذا العالم الذي بالاعلى ..ظلت تغوص اكثر وأكثر..وكأنها لا تريد ان تصعد مره اخرى..
لتشعر فجأه بمن يمسك بذراعها ويصعد بها لسطح المياه..
شهقت بقوه لتأخذ اكبر قدر من الهواء تملئ به رئتيها..ثم اخذت تسعل..
لم يكن سوى صُهيب الذي كان يراقبها وعندما شعر بتأخرها داخل المياه لم يفكر لحظه ليقفز ويأتي بها...قال أخيراً بغضب:"أجننتي..هل تريدي الانتحار ام ماذا"
كانت أخر ما تريده هو سماع صوته الغاضب..ظلت تسعل..لتقول منزعجة:"هل كل ما افعله لم يعجبك هكذا..كنت اريد الترفه عن نفسي ولو بسيطاً..اكاد اختنق من هذا القصر "
ظل ع نفس نبرته:"هل هذا كله بسبب تلك الرحلة التي قامت الجامعه بإلغاءها"
نظرت بإستغراب له وقالت متسائله:"وكيف علمت هذا!!"
قام بإخفاء توتره بمهاره..وقال بثبات:"انا ع علم بكل شئ لا تنسي هذا..هيا نخرج من تلك المياه..كفى هذا"
بالطبع هي لم تكن تعلم..انه هو من أجبر تلك الجامعه بإلغاء الرحلة..
فالجميع ع داريه اسم عائله "نورالدين" هذا غير انه خصص جزء من نصيبه من دخل شركتهم تمويل مادي لجامعتها..وكان تمويله مبلغ يكاد ان يكون ضخم..فرضخوا له دون ان يبدوا اي اعتراض..
..
.

عالم ثالثWhere stories live. Discover now