الفصل الثامن

2.7K 71 22
                                    

تقف أيسل امام خزانتها تقوم بتجهيز حقيبتها التي ستسافر بها مع ظافر..لقد وضعت الكثير من الفساتين بعضها الخريفي والصيفي وبعض من الملابس الشتوية..فهي لم تعلم بعد كيف سيكون الطقس في تلك البلده التي سيذهبون اليها لكنه ع الارجح سيكون الخريف وضع لامساته في هذا الشهر لذلك وضعت اغلب ملابسها ثقيله وخريفيه والقليل من الفساتين الخفيفه..
توقفت يدها ع تلك ملابس السباحه التي قامت بشرائها في احد الجولات التي كانت تتسوق فيها وحيدة كالعاده مازال برونقه و ورقته بها..لا تعلم لما ابتعته رغم انها لا تستطيع السباحه حتى..ربما جذبها لونه الاسود وتصميمه المثير..
في تلك اللحظه دلفت عليها غيداء بهوجتها المعتادة انفضت ع أثرها أيسل
.."أأيييييسل"
وضعت ما بيدها سريعاً في الحقيبة ثم اردفت بانزعاج:"بحقك متى ستكبرين..افزعتيني "
قهقهت غيداء بخفه ثم قالت بمرح:"لم اقصد صدقيني..لكني انتهيت للتو من اختباراتي اللعينه ومن الجامعه..اليوم كان اخر اختبار لي...هياااا ارييييد الاحتفال انا"
ابتسمت أيسل ع سعادة صغيرتها التي لن تكبر ابدا..لتقول بابتسامه وهي تكمل تجهيز اغراضها:"أظن ان سفرية ظافر لنا تكفي..وستكون بمائه احتفال ملل" انتبهت غيداء لتلك الحقيبه الكبيره الموضوعه ع فراشها لتراها ممتلئه بملابس أيسل..
قضبت حاجبيها باستغراب واردف بتساؤل:"أي سفرة هذه..وما تلك الحقيبه!!"
توقف يد أيسل و هي توجه نظرها لغيداء المتعجبه..لتقضب حاجبيها باستغراب يضاهي تعجب اختها وهي تردف بنبرتها المتعجبه:"لقد قال لي ظافر اننا سنسافر خارج البلاد..حتى انه قال لي ان اسرع في تجهيز حقيبتي لاننا سنذهب خلال يومين!!.لا تقولي انه لم يخبرك"
ضحكت غيداء ع سذاجه اختها رغم انها تكبرها ما يقرب بسبع سنوات الا انها تغلبها في سذاجتها..انزعجت أيسل من ضحك غيداء..لتقول بانزعاج:"بحقك غيداء..ما المضحك؟"
توقفت غيداء عن الضحك بصعوبه..ثم قالت بين ابتساماتها:"لأنني لم افقه شئ عن هذا الموضوع وفهمت ان قصده انكما ستسافران معاً وحدكما..وانتِ لم تفهمي حتى الآن" ثم اكملت باستنكار وعيناها تناظرها بخبث:"حبيبتي لو كان يقصد جميعنا..كان سيخبر آسر اولاً وآسر كان سيقول لنا جميعاً ونحن متجمعون ع سفره الطعام...بالتأكيد لن يخبر كل منا ع حدى!"
ظلت تنظر لها أيسل وبدى ان كلامها مُقنع و ع حق..لتتوسع عيناها بذعر وهي تهمس بفظع:"يا ألهي..لا يصح هذا..نسافر وحدنا..لا لا ..هذا مستحيل ان يحدث"
نظرت لها غيداء بشقاوة و هي تقول بمكر:"لما؟ ها!..هل لًمح لكِ بإعجابه ام ماذا!؟" توحشت عيني أيسل ثم نكزتها في ذراعها وهي تردف باعتراض:"أنه أخي ايتها الحمقاء..بالتأكيد لن يحدث شئ كهذا"
ضحكت وهي تتألم و تمسك بذراعها لتستمر بنبرتها الماكرة واللعوبه:"سنرى ايتها الجميلة..فأنا اصدق حدسي تماماً"
قلبت أيسل عيناها بعدم اهتمام وملل..ثم اكملت حديثها بنفس نبرتها المقلقه:"هل انتهيتِ!..قولي لي الآن ماذا سأفعل !! لا يصح ابدا ان نذهب وحدنا"
اكملت بنبره متلهفه وهي تنظر لها برجاء:"ما رأيك ان تأتي معنا..لو قلتي انكِ تريدين ان تأتي سيصحبه معانا بالتأكيد..ارجوكي وافقي"
غمضت غيداء عيناها بعدم فائده لتقول بنبره رزينه ع غير العاده:"أيسل حبيبتي..لو كان يريدني كان سيخبرني..هو بالتأكيد يريد الاحتفال معكي فقط بخصوص مشروعك" ثم اكملت بمرح وهي تنظر لها بغرور مصطنع:"كما انني مشغوله انا ايضاً" تحول نبرتها لحماس وهي تقول:"سأسافر انا ايضا مع غيث..لقد وعدني بالذهاب لتركيا فور انتهائي من هذا العام"
توسعت عيني أيسل وهي توبخها:"ايتها اللعينه..كيف وافقتي ع هذا!!"
قلبت غيداء عيناها بملل لتقول بملل:"اعلم اعلم ماذا ستقولي..لكن هذا غيث يا أيسل..تعلمين انني أحبه..فكيف ارفض تلك رحله احلامي و معه هو خصيصاً" انها جملتها وهناك لمحه حزن دفينه داخل عيناها
تعاطفت معاها أيسل ثم قالت بحنان وهي تنظر لها بعطف وحزن:"اعلم انك تحبينه ولكن ما تلك نظره الآن"
رغرغت عيناها بدموع لا تعلم سببها.. او تعلم..فسببها تلك الغصه المؤلمه التي في قلبها:"لم افهمه قط..احيانا اشعر انه غارق بحبي واحيانا ارى انني لست بداخله أبداً..يعاملني ويغرقني بحبه لكنه لم ينطقها الى الان!!..
تعلمي!..أحياناً اشعر انه من المستحيل ان ينظر إلي..لأنني فالنهايه مسخ..هذا اللقب الذي كنت اسمعه طوال حياتي...حتى ان قررت ان ارتدي تلك العدسات كي تخفي هذا القُبح..الا انه كان دائماً يرفضه ويمقطه لانه يعلم كم اكره ارتدائه..بالنهايه رجل وسيم مثله لن يفكر بالنظر لي حتى كحبيبه"انهت جملتها بابتسامه حزينه و دموعها مستمره بالنزول ع خديها  برقه..
وأيسل مثلها تبكي ع ألمها وتشعر بتمزق قلبها ع حال اختها الصغيره..جذبتها لاحضانها بقوه ثم ابعدتها بخفه لتنظر بعيناها وهي تنهرها ع قولها هذا:"مسخ من أيتها الغبية..بل هم المسخ..ليتني أأخذ انا تلك الهبه الخلابة..تلك الأعين يميزناكِ عن أي بشر طبيعي" ثم امسكت وجهها بين كفيها الرقيق وهي تكمل :"لانك لستِ بشر يا غيداء..فأنتِ ملاك من السماء و قد خلقك الله هكذا كي يُميزك عن أي بشري..فعيناكِ تُجمع جمال السماء الصافيه بالنهار اسفله بحر ازرق امواجه متلاعبه و سحر الليل مع كوب من القهوة بعد يوم مُرهق ..في آن واحد"
ابتسمت غيداء بتأثر لتدفن نفسها مره اخرى داخل احضان اختها الحنونه..
اخذ أيسل تملس ع شعرها الحريري بحنان وهي تبتسم بحب وحزن في آن واحد ع حال صغيرتها..
قالت أيسل اخيراً بمرح في محاوله لتغيير مجرى الحديث:"ألم تقولي لي بعد..ماذا سأفعل في تلك المعضله!"
ابتعدت عنها غيداء وهي تبتسم وقد عاد مرحها مره أخرى.."انها ليست معضله ايتها الساذجه" ثم نظرت لها بتحدي وهي تقول:"ألم تقولي انه أخاكي..لما انتِ قلقه..أيقلق أحد من السفر مع أخيه!!!!"
اهتزت حدقتيها في توتر لتقول بنبره مهتزه:"ل..لا..لم اقصد هذا!! لكن..."
قاطعتها غيداء وهي تردف بنبره جديه:"ليس هناك لكن...انه كما قلتي..اخااااكي...لا يجدر بكِ القلق أبداً..كما بالتأكيد سيكون لكلا منكم غرفته..فلما هذا كله!!...لا تنسي اننا نقيم في قصرهم كبرنا هنا بينهم..فلما لا تثقي به!!"
قالت أيسل سريعاً:"بالتأكيد أثق به" ثم اكملت وهي تخفض نظرها:"كنت فقط اقصد.. " ثم رفعت نظرها لها مره اخرى وهي تقول باقتناع "حسنا لايهم..انتِ ع حق..لا يجدر علي القلق أبداً...بالنهايه هو أخي"
فتحت أسما باب الغرفه عليهما في تلك اللحظه..لتدخل بمرح وسعاده غير عادتها الكئيبه..هم يعلمون السبب..فبعد ان اخبرتهم عن هذا الأحمد تحسن حالها وتحول مزاجها مائه وثمانون درجه..
اردفت بنبرتها الفرحه:"جيد انكما متجمعين معاً..فلدي خبر مفرح للغايه لنا جميعاً"
نظر لها الاثنتان بحماس و فضول ليقولن في نفس الوقت :"ماااذا مااذا"
لترد عليهما أسما وهي تقفز بسعاده عارمه:"لقد تحدث أحمد مع آسر لخطبتي ووافق"
صرخت غيداء بفرحه شديده وهي تعانقها بقوه..أما أيسل تهجمت ملامحها و قد اضطرب قلبها بقلق و توتر وحزن..لا تعلم لما!؟
لكن اول من جاء برأسها هو صُهيب..لا تعلم لما شعرت بالأسف نحوه..
الا انها رسمت ع وجهها سعاده مزيفه و ع ثغرها ابتسامه حاولت بصعوبه ان تخرجها..
..
.
في مكتب ظافر كان صُهيب مجتمع مع أخيه غيث..حيث استغلوا عدم وجود ظافر بالمكتب ليقوموا بذلك الاجتماع الهام والخاص جدا..بالاصح ليقوم صُهيب بذلك الاجتماع مع اخيه..
قال صُهيب بعد انهى كلامه:"ها..هل عرفت ما هي مهمتك؟"
رد عليه غيث بمسرحيه و ابتسامه المرحه:"أخي لا تقلق..أخيك رجل و سيتكفل بها دون خطأ واحد" ثم اكمل بنظره ماكره:"انك تستغل حسي الاجرامي في هذه المهمه لكني ممتن جدا لهذا..منذ زمن لم افعل تلك الشقاوه"
صُهيب بجديه:"الاهم لدي لا أريد اي خطأ..يجب ان نكون حريصين"
في تلك اللحظه دلف ظافر ..قضي حاجبيه بتعجب قائلًا بسخريه:"لعله خيراً..ما اجتمع الغاضب و المجنون الا لافتعال مصيبه ما"
رفع غيث كفيه مستسلمًا قائلًا بمزاح:"حشى لله يا ابن العم..لقد كنا نتفق ع سباق سيارات فقط..فتوجد جوله اليوم..تحب ان تأتي!؟"
رد عليه ظافر بإرهاق ويخلع بدلته ليبقى بالقميص فقط:"لا اخي..فأنا غارق في العمل تلك الأيام..و اخيك آسر مختفي تلك الفتره لا اراه كثيرا لا اعلم اين يذهب" ثم اتجه يجلس ع مكتبه يكمل بعض الاعمال..
استقام صُهيب ليخرج الا ان اوقف ظافر متذكراً:"صحيح صُهيب..من ذلك المدعو أحمد الذي طلب يد أسما من آسر؟"
قضب صُهيب حاجبيه بحده ثم اردف بوجوم :"احمد الهلالي صاحب معرض سيارات الهلالي" ثم اكمل ببرود ونظره جليديه:"لا أظن انه شخص سئ..لاتقلق" ثم اكمل طريقه ليخرج..
نظر غيث لظافر ليسمعه يقول وهو ما زال ينظر لأثره:" قلبي غير مطمئن لذلك الهدوء" ثم حول نظره لغيث وهو يكمل:"لا أعلم لما آسر فعل هكذا بأخيه و وافق ع تلك الزيجه"
رد عليه غيث بهدوء:" أسما هي من وافقت..وانت تعلم آسر..لا يحب ان يجبر احدهن ع شئ..خاصاً أسما..تعلم كم هي مسكينه..لذلك تعاطف معها آسر ولم يريد ان يكون عقبه سعادتها حتى ولو ع حساب صُهيب"
تمتم ظافرهو يشعر بعدم طمئنينه:" ربك يسلم لما هو قادم..فأنا اعلم تلك النظرة"
...
..
.
دخلت عليها الخادمه وبيدها صينيه طعام لتراها تقف امام شرفتها مربعه الايدي..رأت فطورها كما هو..أشفق قلبها عليها لكنها وضعت ما بيدها من طعام اخر ع الطاولة واخذت صينيه الفطور الذي لم يمس..
وقبل ان تخطو خارج الغرفه اوقفها صوت شفق وهي تقول برجاء:"من فضلك" التفتت لها الخادمة
لتكمل شفق بنفس نبرتها:"ابني يخاف من الغرباء و ربما يصاب بهلع لانني لست معه..ارجوكِ اجلبيه لي"
نظرت لها الخادمه بعجز و عطف لكنها خرجت دون ان تنبث بأي كلمه..
لتغضب بشده ثم اخذت تلك المزهرية الموضوعه ع الطاوله و حدفتها بأقوى ما لديها وهي تصرخ بقوه:"اللللللعننننننه علييييييكم"
لم تمر دقائق لترى الباب يفتح مره اخرى لكنه تلك المره كان هو.."آسر"
تقف امام الشرفه تتنفس بجنون و شعرها الحريري لا يقل عنها جنوناً..توحشت عيناها اكثر عندما رأته..اما هو كان يقابل نظراتها ببرود عكس ما بداخله من سعادة..
اخذ يقترب منها وهو يقول بهدوء:"ما بكِ غاضبه هكذا؟!"
لترد عليه وهي تأخذ نفساً عميقاً لتهدئ نفسها:"اريد ابني يا آسر"
مد يده ليلمس خصله من شعرها...لكنها ابعدت يده عنها بقوه..
ليقول بعبث وهو يسمع اصوات انفاسها القويه:"اهدئي يا عمري..اكاد اسمع اصوات دقاتك.."
وفي لحظه عامية منها امسك خصرها بجذعه القوي ورفعها لتكون في مستواه..
شهقت بقوة و عندما ادركت مدى قربه بل التصاقه بها اخذت تتلوى بجنون..وتضرب صدره كي ينزلها لكنه كالجبل..ثابت و غارق في رائحتها..همس يهدئها:"هشششش..اهدئي يا حبي..انه انا..آسر حبيبك..تجاهدين كي تبعدي من بين ذراعي!!..أم انكِ نسيتِ صدري الذي كنتِ تلجئين له دائمًا..مهما كان مزاجك ترتمين داخله..سعيده ..حزينه..غاضبه..كنتِ دائماً ترددين لي انه ملاذك..أنسيتِ؟!" كان يهمس بلوعه امام وجهها وانفاسهم مختلطه ببعضها..اما هي سكنت تماماً بين ذراعه ..فقط تستمع له و عيناها تنظر له بحزن..حزن نابع من قلبها..
و دمعه واحده من عيناها كانت هي الرد..
ليسقط بشفتيه ع شفاتيها في قبله هادئه حانيه وكأنه سُكر بالفعل عندما استشعر طعم الخمر من ثغرها..يريدها بكل خليه من جسده..اما هي مستكينه في احضانه بضعف..تشعر بارتجاف قلبها..وعقلها يدعو ان يقف الزمن في تلك اللحظه..
ليأتي امامها فجأه صوره ابيها وهو غارق بدمائه..دفعته وابتعدت عنه بعنف..
ينظر لشر نظرتها بعد ان اخرجته من جنته بذلك العنف..زرقاوتيها الممتزجة بوجع طويل الأمد
ليقترب منها هو فجأه ويمسكها من رقبتها بخفه دون ان يخنقها..
و يقول بنبره عاشق غاضب وهو ينظر داخل عيناها:"اياكِ وتلك النظره..لست انا من غدرت بكِ"
ردت عليه وهي رافعه نظرها له:"لكنك فعلت"..
ثم توحشت عيناها اكثر وهي تكمل:"لقد قتلت أبي..ولن اتردد لحظه لقتلك"
نفضها من يده بعنف..ثم اخرج مسدسه وامسك يدها ليضع فوهه المسدس ع صدره ويدها الممسكة بمسدسه بين كفيه..
و اردف بحمقه وعصبيه امام عيناها المدمعه التي تناظره بصدمه :"لا اظن انني سأنجو من تلك المسافه" ثم اكمل وهو يحثها ع الضغط ع الزناد "انظري بعيناي..وان رأيت الكذب بهما اضغطي دون تردد"
كانت تنظر له بذعر..وكل ما يدور بعقلها تلك اللعنه الموضوعه ع صدره..
لتصرخ به بغضب تخفي به خوفها:"اترك تلك اللعنه من يدي...ابتتتتتتعد عنننني هيااااا"
بادلها النظر بغضب اكبر و يده تضغط بقوه اكبر ع يدهاا..وقلبها يزداد ذعراً و ارتجافاً ع اثره..
تركها بعنف ثم اتجه نحو الباب واردف ببرود قبل ان يخرج:"تجهزي..لدي مفجأه لكِ اليوم..وسيأتي آسر الصغير إليكِ بعد دقائق"
ارتفع زاويه فمه في ابتسامه رأى ارتباك عيناها عندما نطق بأسم صغيرها..

توقعاتكم...

عالم ثالثWhere stories live. Discover now