الفصل السابع

2.4K 76 11
                                    

معلش يا بنات الفصل صغير..
بس الجاي كله حلووو...هستغلكوا بقى في الفصل الصغير ده وعايزاكوا تقولولي رأيكوا في كل شخصيه..وايه اكتر شخصيه حبيتها..

مرت الليلة صعبة كثيراً ع معظم من بالقصر...صُهيب لن يغمض له جفن ولو للحظه...كان طوال الليل يدور في غرفته ذهاباً وإياباً..يدخن بشراهه موحشة يحاول بقدر ما يستطاع ألا يذهب لغرفتها و يصب عليها غضبه ونيرانه..يحاول ألا يقتلها..
عينيه المحمره من غضب و سواد مكبوت..مظهره المخيف المشعث يبدي انه ع استعداد قتل أحدهم..
لم يكتفي بتلك اللكمة التي هشم بها فك أحمد..لكنه كان سينفجر إن لم يفعل..تلك اللكمة اشعرته بالقليل من الراحة المؤقتة التي ذهبت سريعاً..
لكن عليه أن ينفذ ما برأسه سريعاً..فلن يأخذ احداً منه أسما  إلا ع جثمانه..
حتى وإن كانت تريد هي هذا!!..فلن يحدث..
و شفق كانت تبكي طوال الليل..تبكي ع عشقها الضائع الذي ظهر فجأه
تبكي ع عشيقها الخائن الذي استغلالها أسوء استغلال ع الاطلاق كي يساند أبيه كي يتخلص من عدوه..
تبكي ع قلبها الأحمق ومشاعرها الخائنه مثله التي لاتزال تريده..التي لاتزال مُتيمه به..تبكي ع خفقان قلبها و ارتجاف و زلزله كيانها عندما رأته حي..يقف أمامها بكل قوة كما سبق..كم ودت أن ترتمي داخل أحضانه!!
نعم أنها مازالت تحبه..انها مازالت تعشقه
كان آسر لا يختلف عنها كثيراً..لم يقدر ع النوم طوال الليل..يدخن تاره ويشرب مشروبه اللعين كثيرًا..لعلها تذهب عن عقله..لعلها تبقى وحيدة لم تستطع أن تحب بعده كما خُيّل له!!..
لكن لا فائده..هي معه في قلعته..هي و أبنها...
وبعد أن تسرسب أول شعاع للصباح أتجه للجناح المعزول في قلعته...متجه لغرفتها..وقبل أن يدلف إليها..دخل للغرفه المُعده للصغير..
فتح باب الغرفه بهدوء ليرى الصغير نائم ع سريره الصغير منهك من البكاء ولاتزال تخرج منه شهقات صغيره ضعيفه..وتلك المربيه الذي أولاها ع أن تأخذ بالها منه تجلس و تطبطب عليه بحنان وع وجهها الآسى والشفقه ع حال ذلك الصغير..
"سيدة ابتسام" نادى عليها آسر بخفوت كي لا يوقظ الصغير..
ألتفتت إليه فوراً واتجهت له وهي تمشي ع اطراف اصابعها خوفاً من ان تصدر صوت من خطواتها..
دلفت خارج الغرفه واغلقته بهدوء..
ليقول آسر بنبره جليدية وهو يقف أمامها ع باب الغرفة:"ما به؟!"
كسى الحزن ع وجهه تلك العجوز و عيناها تشع شفقه ع هذا الصغير..
"ظل طوال اليوم يبكي و بعد ما انهكه الصراخ منادياً ع أمه..انه يا عيني كان مذعور للغايه لقد قمت بتهدئته بصعوبه..الى ان نام" قالت نبرتها بتعبيراتها الحزينه و نبرتها الحنونه..
ظل جامداً للحظات..ليومئ رأسه أخيراً وهو يقول ع نفس نبرته:"كوني حريصة عليه جيداً"
أومأت له العجوز و هي تقول بآسى:"أين أمه؟؟..أظن انه يحتاج اليها كثيراً"
لم يغضبه فضول تلك العجوز فهي أقدم مربية هنا..فقد أتى بها كي تعتني بالصغيرات..وان هذا فضول نابع فقط من شفقتها وقلقها ع الصغير..
قال بصوته الغليظ:"لا تقلقي..سيراها قريباً..ربما الليله"
اشرق وجهه العجوز و تبدلت تعبيراتها لراحه..لتقول هي له بابتسامه حنونه:" ألم تريد أن تراها..انه جميل للغايه..يشبه الأوروبين حتى أنه لم يفهمني كثيراً..تخرج منه فقط بعض الكلمات بلكنته المحببه" كانت تنظر له بحماس ونبره مرحه..
لم تتغير ملامحه الجامده فقط اكتفى بهز رأسه بإيجاب بهدوء..
دخل معها الغرفه بحرص شديد..ليقف أمام هذا الفراش الصغير لكن بالنسبه له فهو غارق فيه..
ليرى أجمل طفل ع الاطلاق..ملامحه الملائكية ممتزجه بحزن طفيف..شفتيه الحمراء الدائرية منفرجة قليلا وتخرج منها شهقاته الصغيره ..و رموش عينيه لا تزال ممبتلة أثر بكائه..
و رغم جماله هذا فهو لا يشبه شفق في شئ.. بشرته القمحية ذات لمعه برونزية كمعظم شعب إيطاليا تختلف عن بشره شفق السمراء المتميزة بها..و شعره اللامع الذهبي يناقض تماماً حُلكه شعرها الأسود..
وكل دار برأسه هو ..بالتأكيد يشبه أباه ...لهذه الدرجة كانت تعشق أباه!!
لهذه الدرجه كانت تعشق زوجها!!..هل كانت تنظر له كثيراً و هي حامل به
لهذا لم يأخذ منها شئ!!
خرج سريعاً من الغرفه بخطواته الغاضبه تحت أنظار ابتسام المتعجبة...
دخل عليها في غرفتها ونيران في صدره تتآكل في قلبه..لكن كل شئ من حوله توقف عندما رآها متكومه في نفسها ع الفراش حتى بدت صغيره جدا في حجمها..تضم ركبتيها لصدرها وتسند رأسها عليها وشعرها الحريري منسدل حولها..كانت أشبه بأميرة..أميرة حزينة بائسه للغايه بعد أن تخلى عنها أميرها..لكن في الحقيقه هي من تخلت عنه ليس العكس!!
ظل يشملها بنظرات جليدية إلى أن شعرت به و رفعت رأسها له...
كما توقع عينيها متورمتين للغايه و أنفها الصغير محمره دليلاً ع تواصل بكاءها طوال الليل..
و كان هو أول من بدر بالسؤال.."أين أب هذا الطفل..و من هو!؟"
ينظر لها بأعين نتطلق منها الشرارات ونبرته رغم انها كانت هادئه الا انها كانت مخيفه..
حاول ان يصل لأسم الطفل بالكامل الا انه لم يجد اي أوراق خاصه به معها..بالتأكيد أوراقهم بأحد الحقائب التي معها..نظر لحقائبها التي وضعها معها في الغرفه..كانوا ع نفس وضعهم ..لم تقترب منهم الى الآن!!..
فصل تفكيره صوتها المبحوح أثر بكاءها:"كل ما أستطيع قوله هو انه و للاسف تركنا..تركنا نعاني معاً بعد ان  ترك لي أفضل هديه قبل رحيله"
ابتسمت ابتسامه جانبيه ماكرة عندما رأت توحش عيناه اكثر..لتكمل هي قاصدة استفزازه:"لابد و انك رأيته..أنه نسخه مصغره من أباه..فقد كنت مُتيمه به حتى اصبح يشبهه كلياً"
شعرت بنشوه انتصار عندما رأت سوداوتيه أشبه بسواد جهنم و نظرته ازدادت حده كحده أعين صقر غاضب...اقترب منها بخطوات هادئه لكنها شعرت بالتهديد من هدوئه لينحني وهو يهمس امام وجهها بفحيح الافاعي:"ما رأيك ان اعود لتجارة الاطفال فقد كانت مُربحة للغاية...أو..افعل به كما فعلت بجده"انهى جملته بابتسامه شيطانيه مرعبه..لتتجمد ملامحها وتقسو زرقاوتيها بشده وهي تقول بقسوة:"ان لم اصب المره السابقه فسأفعل المره القادمه.. اعدك"
استقام وهو يشملها بنظره استخفاف قائلاً  :"أريني ما عندك" ثم خرج بشموخ متجاهلاً إياها..
رن جرس هاتفه ليرد سريعاً وهو متجه للجهه الآخرى من القصر..
اردف بنبرته العميقة:"ماذا فعلت؟!"
اتاه الرد من الطرف الآخر ليتوقف عن سيره فجأه وعيناه متسعه بصدمه مما سمعه...
"أنه طفل مُتبني.. لقد عثرت عليه في إحدى الليالي ملقى في ع طرف حديثه مجهوره..قامت بتسجيل أسمه بأسم ابيها "مالك العوضي" "
تلك اللعينه لم تخبره..لقد تعمدت استفزازه!!
خرج صوته اخيرا المدهوش..:"هل انت متأكد من تلك المعلومات؟!"
"نعم سيدي..لقد اتيت بها من أناس مقربون لها هنا..حتى تأكدت من أسم الطفل بالكامل من حضانته التي كان بها..مُسجل اسمه بالكامل "آسر مالك العوضي".."
وعند تلك النقطه هبطت يده بعدم تصديق بعد ان اغلق الخط فجأه..يقف في وسط البرهه مدهوش مصدوم مما سمعه للتو..تسللت ابتسامه صغيره ع شفتيه..لقد سُمّيت الصغير بأسمه..
رفرف قلبه بسعاده لا تصدق..أنها لازالت تحبه!!...لقد كانت تعيش ع ذكراه مثله..
...
..
.

عالم ثالثWhere stories live. Discover now