الفصل الثالث عشر

2K 62 16
                                    

كانت شفق في غرفتها تدور فيها بتوتر وقلق طوال الليل..الى ان اشرقت الشمس..كانت صغيرها نائم ع الفراش ببرائه دون ان يحمل هم شئ..
ابتسمت بحب ع راحة باله هذه..فاتجهت نحوه قبلته من خده بخفه كي لا يستيقظ..ثم اتجهت نحو باب الغرفه كي تتجه للمطبخ بالاسفل..فجفاف حلقها غير محتمل مع قلقها الذي نهش قلبها..
ومع لحظه خروجها من الغرفه رأت أيسل تخرج من غرفه ظافر وغيث يخرج من غرفه غيداء..
وقفوا الثلاثة ينظروا لبعضهم بتعجب وارتباك دام لثواني..لتقطع شفق هذا الصمت بقولها المتسأل ونبرتها الغاضبة لغيث:"ماذا كنت تفعل في غرفة أختي!!..ألم يكفي أخيك المجنون هذا الذي اختطف الأخرى..ماذا تريدوا منا بالظبط!!؟" أنهت هجومها ع غيث لتلتفت لأيسل التي تحاول تهدئتها
لتواصل غاضبها عليها أيضًا:"وأنتِ ماذا كنتِ تفعلي في غرفه صُهيب في ذلك الوقت؟؟..انا لا أقبل بهذا التساهل والتسّيب هذا أبدا "
نظرت لها أيسل بصدمه من كلامها الجارح هذا:"تساهل!!"
  نطقت شفق بعصبية اكثر:"نعم تساهل..ولذلك سنضع حد وسنغادر نحن الثلاثه من هنا "
استغل غيث التوتر الذي بينهم وغادر سريعاً
في تلك اللحظه وصلت أيسل لأقصى حدودها في الصبر لترد عليها بكل قسوة:"سنغادر!!!..من أين لكِ تلك الثقة؟!...الوضع الذي لا تقبلي به هذا نحن نعيش به منذ خمس عشر عاماً"ثم اكملت بأعين مدمعه وقلبها ينطق قبل لسانها:"الرجل الذي صرختي به بأنه قاتل والدك ..هو من أوانا بعد تخليكِ عنا انتِ وأبي...أبيكِ هو من غدر..هو من تخلى عنا..هو من نسى اننا موجودين ع وجه الارض من الاساس..هنا وجدنا الامان والحنان الذي لم نذقه ابدا في بيتنا..نحن هنا جميعنا اخوة يحمونا حتى من الهواء...والآن تأتين انتِ وتطلبين ان نغادر هذا كله ونأتي معك انتِ!!..انتٍ التي نسيتي من الاساس ان لكِ اخوة..انتِ غادرتي واكملتِ حياتك بصوره طبيعية للغايه!!"
في ذلك الوقت كان آسر يصعد الدرج آتٍ ع صوتهم وقد سمع حديث أيسل الجارح...وقف خلف أيسل ..عُصر قلبه بشده وهو يرى شفق تنظر إليها بزرقاوتيها بصدمه والدموع تملئهما..وقد شعر بعجز شفق عن الرد بسبب هذا الألم التي شعرت به..
اردف بصوته الجهوري:"أيســــــل...لا تتحدثي مع اختاكِ هكذا..تعلمين ما مرت به"
سمع شفق ترد بنبره غاضبه عاجزه:"هو من اقنعك بتلك الخرافات..لتلك الدرجه اعمى قلبك ..لقد رأيت بعيني.." قاطعتها أيسل:"لا اريد السماع..اذا اردتِ الذهاب اذهبي انتِ لا لكِ دخل بنا" ثم غادرت ودخلت غرفتها..

كانت غيداء تقف خلف باب غرفتها واستمعت لكل ما حدث...
ابتعد ثم اتجهت لخزانتها وهي متاخذة القرار..

كان آسر امسك معصم شفق بقوة ودخل معها غرفته وهي تحاول الفرار من قبضته..اغلق الباب خلفه بعنف وتركها...لتهجم هي عليه بضرباتها الضعيفه وهي تنزل بقبضات يدها ع صدره ..كانت تضربه بكل ما آتها من قوة الا ان كانت تصل له ضعيفة وهذا ما أغضبها..لقد تمكن منها الضعف كليًا
ظلت تصرخ به:"كل هذا بسببك...انت من فعلت كل هذا...انت من بنيت تلك الفكرة في عقولهم..اكرهـــــك"
ظل هو ثابت مكانه منتظرها ان تفرغ شحنتها...ليرى ان مع اخر جملتها الصارخه تنهار باكيه مستسلمة
رغم كلمتها التي ألمت قلبه الا ان أستسلمها وهي تخور قواها وتبكي بعجز هذا ما افجع قلبه حقًا...
جثى امامها وهي تجلس أرضاً وتبكي بحرقة...ضمها إليه عنوةً رغم انها لم تقاومه تلك المرة..ولأول مره تشعر بهذا الدفء والأمان منذ زمن..تعلقت برقبته دون وعي وقد اشتد بكائها اكثر حتى بللت رقبته به وهي دافنه وجهها هناك...
لم يصدق آسر انها تتعلق به هكذا وكأنه اخر آمالها ..اغمض عينيه يستشعر دفء جسدها.. ثم حاوط خصرها النحيل بذراعيه وشدد ضمها اليه اكثر...حتى شعر بها هدئت ثم انتظمت أنفاسها التي كانت تضرب جلد عنقه...حملها ثم وضعها ع الفراش..واستلقى بجوارها..
...
..
.
في مطار تركيا..كانا صُهيب وأسما للتو وصلا للاراضي التركية...كانت متشبثه به وكأنها طفله تائهه خائفه من فقد والدها..لا تعلم لما أصر ان يسافرا بتلك السرعة..فبعد تلك الليلة التي انهارت أمامه بفستانها الاسود والذي حقًا كان يشبه هذا اليوم ..خطبتها من ذلك الاجرب الذي يدعى أحمد...وبعد ان قصت له كل ما حدث..اعتقدت انه سيذهب لذلك الاحمق ويبرحه ضرباً ثم يطلقها منه..لكنها تفاجئت به وهو يستقيم بحده وأمرها ان تبدل فستانها بملابس أخرى لا تعلم من أين أتى بها..ليفاجئها بعد ذلك انهم سيسافرا خلال ساعات وقد اقنعها من لابد بفعل ذلك حتى لا يأتي أحمد ويأخذها بحجة انها زوجته...فلابد من ان يتركوا البلد حتى يتصرف هو...لم تعلم بعد انها زوجته هو...لقد خدعها كثيرًا ...لكن لايهم ..الاهم انها بجواره وملكه..امامه عمره كله ليجعلها تحبه...بل تعشقه...
...
..
.

يقف غيث امام غيداء..وقد علم ردها وهو يراها جاهزه امامه وتلك الحقيبه المغلقه بجانب الباب تدل عن استعدادها للمغادرة معه...
اردف غيث وهو ينظر لتلك الحقيبه:"ارى انك جاهزه..لكن لا داعي لتلك الحقيبه ستكون عقبه"
ردت عليه غيداء بمنطقية:"ما عن ملابسي بالتأكيد سأحتاجها"
تقدم منه غيث وامسك غيداء متجه خارج الغرفة بهدوء وهو يرد عليها بهدوء كي لا يسمعه أحد:"سأشتري كل ما ستحتاجينه من هناك" ثم غادرا سراً لتلتقي الصغيره بأختها...
الحقيقة هي لم كانت تنوي ابدا الذهاب معه دون علم أختيها ع الاقل  لكن ما
ان سمعت حديثهم علمت من مصلحتها ان لا تخبرهم...
...
..
لقد مضت ليلة أمس في غرفته ..لا تصدق هذا..عليها الذهاب في أسرع من هنا..نعم ستذهب من هنا مع اختيها..حتى لو حدث هذا رغم عنهن...
شعرت بيد صغيرة تشد فستانها البيتي القصير وهي واقفه في شرفتها تستمتع بنسمات الهواء الصباحية...نظرت لأسفل لترى صغيرها يدلك عينيه بنعاس قائلاً بصوته الناعس:"أين كنتِ ماما؟"
جثت امامه ع ركبتيها وهي تعبث بشعره الناعم بحنان:"بيلو حبيبي...كنت بجوارك لكنك ما شعرت بي"
ثم اكلمت وهي تقبل خده:"هيا حبيب ماما لنكمل نومنا" ثم حملته ودلفت معه داخل الغرفه
...
"علينا المغادرة اليوم" نطق بها ظافر لأيسل الواقفه امامه بتيه
وقبل ان تردف بأي سؤال او حتى تفق من صدمة مغادرة غيداء من القصر...قال:"انا اعلم أين ذهبوا...وأعلم أين أسما"
لم ترد عليه أيسل فقط تنظر حولها بتيه في غرفه غيداء الفارغه وتلك الحقيبه الموضوعه بجانب باب الغرفة...
ولأول مره حقاً تشعر بهذا العجز

عالم ثالثWhere stories live. Discover now