الفصل الثالث

3.2K 94 29
                                    

"لقد جاءوا عمال اليوم يرممون قلعه سيد مالك..وعلمت منهم ان قد تم بيع القلعة لاحد رجال الأعمال المهمين بالبلاد"
انتفض من مكانه وهو يضع الهاتف ع أذنه أثر تلك الكلمات التي نطق بها احد رجاله المكلفين بنقل اي احداث تحدث للقلعة..
تزداد دقات قلبه بشده وعينيه تنظر للفراغ بصدمه..لا يصدق ما يسمع..ربما احد اخر لا يرى أهميه لتلك المعلومات..الا انها كفيله للغايه بالنسبه له لمعرفه مكانها..في أي بلاد..
ماذا كانت تفعل طوال تلك الفتره...هل مازالت تتهمه بقتل والدها..
ليردف بعزم وصرامه لذلك الذي يسمع أصوات انفاسه القويه:"أمامك اليوم فقط كي تأتي لي بجميع المعلومات عن البائع صباح الغد"
"أمرك سيدي" سمعها من الطرف الاخر..ليغلق الهاتف بعدها وعينيه القويتين لم تحيد من النقطه التي ينظر اليها..
أخييييرا يا شفق أخييييرا...أخر لقاء كان أشد قسوة لكلانا..
تنهد بعمق...لا يريد ان يتشتت فكره اليوم..فاليوم لديه حفل ضخم سيعقد فيه صفقه ضخمه تتطلب منه التركيز الكلي..
...
..
.
متجمعين جميعهم في غرفه أيسل كعاده كل أسبوع..فقد كانوا يتجمعون منذ صغرهم في غرفه احدهن في يوم محدد من كل أسبوع بحكم انه عطله رسميه فالجميع موجود بالقصر...في البدايه كانت صدفه الى ان أصبحت عاده..واستقروا ع غرفه أيسل بحكم انها الأكبر..والأهم من ذلك..
جميع أستفساراتهم لديها هي..أحياناً تجيبهم..وأحيانًا تتهرب..وأحياناً ترفض ان تجيب..
فهي تعتبر الوحيده التي تعلم ماضي عائلاتهم ..وتعلم تلك العدواة التي كانت بينهم وبين آل نورالدين..وتعلم أيضاً تلك الليله التي وجدت نفسها فجأه وسط برك دماء..تتذكر رعبها تلك الليله وهي تستمع تلك طلقات المعركه التي بالأسفل ..فكرت بسخريه ..لقد نسى أمرهم أبيهم انهن باالاعلى في غرفتهن..
كم تمنت ان ما تسمعه هو مجرد مشهد مزعج موجود ع التلفاز الضخم الذي بالأسفل..
لكن تلك الصيحات تؤكد لها لاا..انه ليس كذلك..
كانت تحتضن أختيها بكل ما أتى لها من قوه..ظلوا هكذا لساعات طويله..
وعندما شعرت بأن الهدوء عم المكان منذ مده..قررت ان تنزل وقلبها مازال ينتفض رعباً..فبفطرتها تعلم ان هناك شئ سئ ستراه..
قامت من وسط أختيها اللتين غلبهم النوم..قامت بحذر كي لا تيقظ واحده منهن..
واتجهت بخطوات خائفه مرتعبه نحو الأسفل ..
لتفجع الصغيره مما رأته بعيناها البريئه..كانت تريد الصراخ والهروب الا انها كانت تخشى ع أختيها ان يستيقظوا ويروا ذلك المنظر البشع..
تقف في المنتصف بأعين باكيه وقلب كاد يصاب بنوبه من فرط دقاته المرتعبه..
لا تعلم ماذا تفعل..ولا أين تذهب..
لتجد ذلك الشاب الذي يقف في زاويه لم تراه فور نزولها.. يمسك هاتفه ويطلب الإسعاف صارخاً بقلب خائف ربما خائف مثلها..
تقدمت للأمام لتراه بوضوح..لتدرك ان خوفه يصب ع ذلك الملقى امامه..
وبجانبه اخر ملقى لكن دمائه التي تغرق صدره والارضيه بأكملها تدل ع فقدانه للحياه..
يحاول جاهداً الا ينهار..فهو للتو فقد عمه..عمه الذي لم يتردد لحظه في أخذه ليصبح أبنه الرابع..والآن ع وشك فقد ابن عمه وأخيه الأكبر بعد ان تفقد نبضه وشعر بضعفه الشديد..كضعفه هو في هذا الموقف..
ادار رأسه وهو ع حافه انهياره..ليصدم من تلك الطفلة التي تقف ع بعد عنه..لا تحيد نظرها عنه..تنظر اليه بعيناها العسلية المذعورة والدموع مازالت معلقه بهما..شعرها الأشقر مجدولًا وموضوع ع كتفها رغم غرتها المشعثه..مما زادها برائه ع برائه طفولتها..تقف جامده وكأن الخوف جمدها بمكانها..فقط تنظر لذلك الشاب بأعين مذعوره خائفه وكأنها تستنجد به..
اقترب منها بهدوء الى ان وصل اليها..
نزل ليصل لقامتها..ووضع يده يملس ع شعرها..كان من المفترض ان تنفض ذعراً..
بل كان ع العكس..شعرت بنوع ما من الأمان يبعثه من عينيه الحانية لها..
فعينيه بها حنان فطري..يجعل من ينظر اليه بها يشعر بذلك الحنان..
سمعته يقول:"خائفه؟" كان يعلم انها تموت خوفاً ومع ذلك سألها بصوته الأجش..
لم تستطع الرد عليه واكتفت بهز رأسها بنعم ببطئ..
اردف مطمئناً لها:"كل شئ سيكون بخير لا تخافي"
لم ترد عليه..ظلت محدقه به..
اكمل بحنان:"ما اسمك؟"
كانت تحاول جاهده ان تخرج صوتها..وبعد عده محاولات
خرج هامساً مرتعشاً يكاد ان يسمعه:"أ أي سل"
ابتسم بلطف قائلا:"اسمك جميل للغايه يا أيسل"
ثم اكمل قائلا بنبره عاديه:"سنذهب الان للسياره معاً لتنتظريني بها الى ان تأتي سياره الإسعاف"
ارتجفت حدقتيها بقوه..قال ليطمئنها:"لا تخافي انتِ بأمان الان"
لا يعلم لما حيناها شعر بالمسئولية نحوها..
استقام يمسك يدها ليخرجوا من هنا..وقبل ان يخطو خطوه واحده..سمع صوتها أخيرا..صوتها الطفولي المرتجف:"أختاي نائمين بالأعلى..لا استطيع تركهم"
اخفض رأسه ينظر اليها...وكم شعر بالعطف الشديد نحوها..
قال وهو يمسح ع شعرها:"حسنا..سأأخذهم ينتظرون معك بالسيارة"
صعد بها كي تريه غرفتهم..حمل كل منهم بذراع نائمين ع كتفيه..
اتجه بهم و أيسل وراءه تلتصق به ممسكه بقميصه من الخلف..وضعم برفق في المقعد الخلفي وجلست هي بالمقعد الأمامي..حذرها ان تبقى الى ان يأتي اليها..
كان هو منقذها حيناها..
تشعر ومنذ ذلك الوقت انه أمانها..أخيها كما تدعوه..تتذكر تلك الليالي التي كانت تصرخ بها باكيه من تلك الكوابيس..فيأتي هو يطمئنها وأحيانًا ينام بجوارها طوال الليل خوفاً من ان ينتابها الرعب ليلًا ..من وقتها وهي متعلقه به كثيرا..
لا تحرج ولا تخجل منه..كانت اي شئ تريده تذهب جرياً تطلبه..
كانت تفعل ذلك قبل ان يأمرها هو بهذا..
لذلك هي قبل ان تقدم بشئ في حياتها..تهرول اليه تخبره ..هذه هي عادتها معه..وكم هو يحب هذا..
أتت من ذاكرتها ع غيداء وهي تنكزها من ذراعها كي تنتبه لها قائله بتذمر:"ماذا بكم انتن الاثنان..انا أحدثك منذ مدة..والثانية ليست معنا بهذا العالم من الأساس"
انتبهت لها قائله بهدوء:"ماذا قلتِ؟"
زفرت غيداء بملل ثم عادت ما كانت تقوله:"كنت أقول انهم سيذهبوا لحفله اليوم..ستذهبين؟!"
نظرت لها أيسل نظره مبهمه:"لا..لست بمزاج جيد"
"سأذهب أنا" هتفت بها أسما اخيرا بعد ما كانت صامته طوال جلستهم"
نظرت لها غيداء بإستغراب هاتفه بضحك :"ها اخيرا خرجتي من صمتك "
ثم أكملت بتساؤل:"ألم تقولي بعد ما بكِ؟!"
تنظر لها والحزن دفين بزرقاوتيها:"اريد الترفه عن نفسي ولو قليلاً..سئمت من كل شئ"
نظرت لها أيسل بإنتباه قائله بقلق:"لما؟! ما حدث؟"
ابتسمت أسما بأسى واردفت بصوتها الرقيق:"لا شئ..فقط اختنقت من الجامعه..كما ان صُهيب لم يتركني بحالي ابداً..متسلط ومتحكم بكل شئ حتى بات يخنقني..احتاج ان أتنفس ولو قليلا بعيداً عنه..بعيداً عن اي شئ يسبب لي ضغط"
سمعت صوت غيداء وهي تقول:"لا اعلم الحقيقه سر تعامله الفظ معكي هذا..رغم انه يعاملنا نحن برفق نوعاً ما..انه غريب حقاً"
نكزتها أيسل كي تصمت..ثم قالت هي مبرره له:"انتِ تعلمين حبيبتي هو هكذا..صارم نوعا ما ولا يحب الأخطاء ..ولكن هذا من خوفه عليكي..علينا جميعاً عمتاً"
نظرت غيداء لأيسل بحاجب مرفوع فرمقتها أيسل بقوه كي تصمت..
هدرت غيداء مُغيره مجرى الحوار:"حسناً...هيا جهزي فستانك الذي سترتديه..وانا ايضا"
ثم قاموا كي ينتقوا فساتينهن معاً..تاركين أيسل في عزلتها غارقه في التفكير وحدها..
...
..
لم يمر ع مغادره غيداء وأسما سوى دقائق..لتسمع طرقات خفيفه ع باب غرفتها..عقدت حاجبيها بإستفهام..ثم قامت بتكاسل لترى من ذلك الذي ع بابها..
لتجد غيث يقف أمامها..قال بإبتسامه:"مساء الخير إيسل الجميلة..أين تلك القزمة غيداء؟!"
صدرت منها ضحكه جميله ع لقبه لغيداء:"الحقيقه لقد غادرت هي وأسما من هنا حالًا ..فأوجعت رأسنا ع تلك الحفله التي ستقيم الليله"
"حسنا" قال لها غيث بإبتسامه والتفت كي يغادر..الا انه عاد مره اخرى وخبط كفه ع جبهته كأنه تذكر شئ قائلا:"كدت أنسى..ظافر يريدك بمكتبه الان"
وغادر قبل ان تسأله بماذا يريدها..
أخذت تتنفس بعمق كي تهدئ نفسها..ثم اتجهت للدرج لتنزل لمكتب ظافر وترى ماذا يريد..
كان باب مكتبه مفتوح و ماوليه ظهره وهو يتصفح ملف ما بيده..
دخلت أيسل ثم اردفت بحنق وهي تربع ذراعيها امام صدرها:"ماذا هناك؟!"
كانت ملامحها حانقه وغاضبة منه..
التفت ع صوتها ليراها تقف امامه هكذا متذمره..وضع الملف ع مكتبه ثم اقترب منها بهدوء قائلاً مشاغبًا لها:"أرى ان قطتي غاضبه"
اندفعت أيسل قائله:"نعم مازالت غاضبه منك للغايه..فقل ما تريده مني رجاءًا "
اردف ببساطه:"غرفتي لم تُنضف منذ أيام..هل تنظفيها لي من فضلك؟"
عقدت حاجبيها بغضب..هل هذا ما كان يريده مني!!
كم تود ضربه الآن..
نظرت له والشرارات تنطلق منها لتقول بنبره غاضبه:"أنا لست خادمة هنا..يمكنك ان تكلف احد الخادمين ..عن إذنك"ثم همت كي تغادر بقوه..الا ان تلك القبضة الحديدية التي أمسكت معصمها بقوه.. منعتها..
لفت وجهها له بعنف..لترى عينيه تنظر لها بغضب..لتسمعه يردف بنبره عميقه محذره:"لم أُنهي حديثي بعد"
رغماً عنها ارتجفت حدقتيها قليلاً..وعندما رأى انعقاد حاجبيها بتألم..ترك يدها أخيراً..
ثم اردف وهو يرفع رأسه بحزم:"إذا كنتِ تعتبري مساعدتك لي كخدمة ..فهذا يعني أنني عبد لكِ"
أخفضت رأسها بحزن..ليكمل هو:"أنا ما افعله للآخرين ما هو الا انعكاس لتقديري وحبي لهم..فلا تأخذي ما بيننا بحكم الخدمة والمقابل..
انا فقط أحب ان أرى لامساتك بغرفتي"
شعرت بذلك البركان الذي انفجر لخديها ..فظلت مخفضه رأسها الى ان أومأت له ببطئ..
لا تعلم بماذا ترد..فقالت أخيرًا وهي ترفع رأسها له ومازال احمرار خديها مشتعل وبعض الغضب الطفيف بعيناها:"لكني مازالت غاضبه منك"
فلتت منه ضحكه صغيره ع مظهرها اللطيف هذا..غضبها الطفولي مع احمرار خديها.. كم يود أكلها الان..
اردف بخبث:"وماذا ان قلت لكِ بأن لدي ما يسعدك"
تحقق هدفه عندما رأى لمعه عيناها وهى تسأله بإبتسامه تحاول كتمها:"ما هو؟"
امسك تلك الخصلة التي امام عينيها ووضعها خلف أذنها برقه:"أريدك أولًا ان تكوني جاهزه بالسابعة"
ارتبكت قليلا من ملمس يده ع بشرتها وهي ترجع تلك الخصلة خلف أذنها..
أومأت له "حسناً" اردفت بها بابتسامه واسعه..
..
.
تقف في تلك الحفله وحيده..ظلت تسب غيداء بسرها..تلك اللعينه التي تركتها في آخر لحظه لأنها شعرت بتوعك شديد فذهبت وحدها مع آسر وصُهيب بعدما اعتذر لهم ظافر بحجه انه لديه موعد آخر هام..
اتجهت بفستانها الماسي الطويل ذو الأكمام لكن تلك الفتحه الواسعة التي تظهر نعومه ظهرها بأكمله..رأت بسببها الجحيم بعينين صُهيب الا انه لم ينبث بأي حرف لانهم كانوا متأخرين..
كانت تشعر بنظرات صُهيب تصوب اليها كالرصاص..لذلك كانت تشعر بعدم الراحة..ففضلت ان تخرج للحديقه للهواء الطلق..علها تستطيع ان تأخذ بعضاً من انفاسها..
كانت تتنفس بعمق مستمتعه برائحه العشب تتداعب أنفها..اغمضت عينيها وهي تشعر بتلك النسمات الباردة تتداعب وجهها..ارتسمت ابتسامه ع ثغرها..كم تريد ان تبقى هكذا للأبد..تشعر بنوعاً ما بالحرية..
داعبت أنفها فجأه رائحه رجوليه عميقه ممزوجه برائحه سجائر..فتحت عيناها بسرعه والتفتت برعب..
ابتسم ذلك الطويل الذي يقف امامها ابتسامه جانبيه ع ذعرها ..
عقدت حاجبيها بغضب ع ذلك الوسيم المغرور الذي ينفث سيجارته بثقه..
لتسمعه يقول بصوته الأجش:"ما بها الفراشة ..فزعت هكذا"
نظرت له شذراً قائله باستنكار:"وهل من الطبيعي ان يتسحبوا الأناس كالفئران كي لا افزع"
فلتت منه ضحكه خشنه..لقد شبهته تلك الصغيره بالفأر!!
رفع حاجبه باستمتاع قائلا:"لم أكن أتوقع ابدا ان تلك الجميلة التي لم استطع احيد عيناي عنها..ان تكون بذلك اللسان!"
أشاحت وجهها المحمر عنه وكانت ستغادر..الا ان اعترض طريقها
يقول بلطف:"حسناً حسناً..أنا اسف لم اقصد مضايقتك"
أومأت له بتفهم قائله:"لا عليك..عن إذنك "
أوقفها تلك المره وهو يقول:"لم تقولي اسمك بعد..أنا أحمد"
التفتت له باسمه:"وانا أسما..تشرفت بك أحمد" ثم غادرت
اما هو ظل ينظر لأثرها ذاهلًا..تلك السندريلا لقد ابتسمت له!!
يا الهي كاد يصاب بنوبه قلبيه وهو يسمع اسمه من بين شفتيها..
ظل هكذا مبتسماً كالابله..
ليردف بابتسامه.."لنا لقاء أخر سندريلا"
..
.
في الصباح كان آسر في مكتبه منذ أمس..فمنذ ما آتوا من تلك الحفله ليلاً..دخل مكتبه ولم يخرج من وقتها..
لم يستطع النوم حتى..كل دقيقه ينظر ع ساعه يده..منتظراً بفارغ الصبر بزوغ الصباح..
وأخيرا الساعه الثامنة صباحاً بالظبط..ألتقط هاتفه ع عجل كي يتصل بمساعده..ولكن ما ان امسكه رن هاتفه بأسمه..
استقام فجأه وهو يرد عليه سريعا قبل ان يرن رنته الثانيه حتى..
"ماذا فعلت" هتفت بها آسر فور رده عليه..
ليسمع منتبهاً بكل حواسه للطرف الاخر :"هي سيده تدعو شفق مالك..وحيده..فقط تعيش مع أبنها خمس سنوات في بلد أوروبيه..لكنها تخطط ان تأتي هنا لتستقر..فقامت ببيع تلك القلعة وهي الان تقوم بتجهيز منزل صغير نوعا ما في الطرف الساحلي الشمالي "
يستمع بأعين مظلمه..معها أبن!!
معها أبن!!..لقد عاشت حياتها بشكل طبيعي للغايه..الخائنة..لم يمر يوم واحداً الا وهو يفكر بها..خمس عشر عام وهو يحاول الوصول اليها دون ملل..
وهي تعيش حياتها دون ان تلتفت خلفها حتى..
شدد ع قبضته بقوه..ثم لمس ندبه صدره..الان فقط شعر بأنها اخترقت قلبه بعنف ..
اردف بشده:"الآن تحجز اول طائره وتذهب اليها..اريد ان اعلم كل نفس تتنفسه..وخاصاً موضوع أبنها هذا..أريد ان أعلم من أباه وأين هو الان..ستبقى هناك الى ان تأتي هي الى هنا"
ثم اغلق الخط بوجهه دون حتى ان يسمع رده..
غرز أصابعه في شعره المتموج بعنف..ليصرخ بأنفاسه الثقيلة "اللعنه عليكِ ايتها الخااااائنه"
ليترمي ع كرسيه منهزماً منكسراً..لقد فطرت قلبه بكل قسوه..
فغدر الحبيب دائما يكون أشد عنفاً وألماً...
..
.
تجلس في غرفتها ع فراشها الحريري..تتذكر ما حدث أمس بأبتسامه واهيه..
كانت ترتدي فستان بسيط دون أي نقاشات لونه كالعسل يضاهي لون عيناها..ضيق بشكل محبب حيث كان يحدد جسدها الممشوق
بإحتراف ..
وتركت شعرها الأشقرالمتموج القصير مطلق كالعاده..فيكاد يلامس كتفها بحياء..
ارتدت حذاءها الأبيض الرياضي..
وهي تهبط الدرج كان هو بالأسفل منتظرها...
لم يتغير قط..فها هو ع اعتاب الأربعين ومازال وسيم كما هو..كان يرتدي بنطال من الجينز وقميص أسود  مفتوح منه اول زرارين فيبرز عضلات صدره القويه ..وشعره المنمق ولحيته الخفيفه زادته وسامه تخطف الأنفاس..
كانت من المرات القليله التي تراه فيها بدون حله كامله او ملابس رسميه..
دائماً تراه وسيم في كلا الحالتين..
دائماً تنبعث منه الرجولة بدرجه تغري إحساسها الأنثوي..
رجولته تستفز أنوثتها..
تحسد بمن ستنعم بتلك الرجولة الطاغية..
نفضت هذه الأفكارها من رأسها..توبخ نفسها..لا تنسي انه أخاكي..
اما هو ما ان وقع نظره عليها..تشنجت عضلات فكه وانقبضت عضلات صدره..وظل يمسح بنظره عليها من رأسها لأغمص قدميها..
شعر بعدم الرضا من ملابسها..وهي ايضا رأت بعينيه الاعتراض لكنها جهلت من ماذا!!
الا انه قال بسره:"لا يهم فنحن لن نذهب لمكان عام..كما أعجبني للغايه لون عيناها وهو مطبوع ع لون فستانها"
قال أخيراً بابتسامه عندما وصلت اليه:"هيا بنا"
وبحكم العاده التقط يدها الصغيره بين كفه مستمتع بملمس نعومتها ..
ولا تعلم لما شعرت بانتفاضة قلبها أثرمسكه ليدها..
وقف بسيارته امام مبني صغير نوعاً ما مظلم..وقبل ان تبدي اي سؤال..
نزل ثم اتجه يفتح لها الباب سيارته..نزلت بملامح متعجبة ..
"ظافر أين نحن!!" رد عليها بإبتسامه فقط
ثم دلف بها وهو ممسك بيدها ذلك المكان..ثم رفع سكينه الكهرباء..ليعم الأضواء في ذلك المكان..
لتجد بعض اجهزه الحاسوب موجوده جانباً في ذلك المكان الواسع..
وهناك سلم داخلي يؤدي للأعلى..
التفتت له مستفهمه:"ما هذا يا ظافر!!"
وضع كفيه ع كتفيها الناعمه وبتلك العينين الحانية اردف:"هذا مكان عملك"
نظرت له بصدمه..فأكمل هو بابتسامه:"وجدت هذا المكان مناسب جدا ليكون مقر للتصاميم الإعلانية التي ستقومين بها..لقد اتفقت لكِ مع أكفء مصممين الإعلانات كي يعملون معكي هنا يساعدونك وأيضا لتتعلمي منهم..وأيضا بعض العاملين سيعملون هنا..كل شئ سيكون جاهز خلال نهايه هذا الشهر"
كانت تستمع له بأعين غامره بالدموع..غير مصدقه لما تسمعه..
ثم رفعت نفسها اليه فجأة وهي تتعلق برقبته و رجليها لا تلامس الارض..
تبكي داخل عنقه دون صوت..ليحاوط هو خصرها النحيل بذراعيه القويه
ليسمعها تهمس :"شكراً لك كثيراً..انت الأفضل ع الإطلاق"
دائماً يشعر ان النعيم بين يديه عندما تعانقه هكذا..ظل مستمتع بعطرها الآخاذ ثم انزلها ارضاً برفق لينحني معها وهي مازالت متعلقه به..
انزلت ذراعيها اخيراً..ليحاوط وجهها بين كفيه ويردف وهو يمسح دموعها..
"لا أستطيع ان يكون هناك لكي رغبه بشئ وانا لا افعلها لكي..كنت ارفض فكره عملك لدى احدهم ..لذا فكرت بهذا الحل المُرضي لكلانا"
ابتسمت بين بكائها ابتسامه ذاب قلبه بها..لم يستطع كبت رغبته..
لينحني ويقبل فكها قبله طويله وعميقه للغايه..قبله كانت بالقرب من زاويه شفتيها ..شفتيها الذي فكر كثيرا تُرى ماذا يكون طعمها..
توترت وارتبكت للغايه من قبلته..ليشعر بأنفاسها الساخنه تضرب عنقه وصدره بخبث..
ابتعد اخيراً ببطئ رغماً عنه قبل ان يتمادى..
قال بنبره عميقه:"هيا لنذهب نتناول عشاءنا في أي مكان"
حاول جاهداً ان ينتقي مكان فارغ..ليأكلوا به..وبالفعل وجدوا.. وانتهوا من طعامهم..
لكنها لم ترغب بالرجوع للقصر الآن..لذلك اقترحت عليه ان يظلوا يسيروا بالسيارة لفتره..
احضر لها المثلجات ثم بقوا يحيمون دون هدف بالسيارة ..فقط كانوا يتحدثون ويضحكون..ولم يخلوا الجو من صراخ أيسل بسبب مزاحه وجنونه وهو يقود السياره..
..
.
ماتبخلوش برأيكوا..وكالعادة انا لو واحده بس اللي مهتمه بكمل عشانها والله♥️

عالم ثالثWhere stories live. Discover now