مرَّ هذا العالم الذي نعيش فيه بمراحل عديدة ومختلفة، حيث بداية الزمان مجهولة حصلت منذ الأزل؛ تلتها عصور متنوعة إمتازت كل واحدة منها بمظاهر خاصة، وتلتها أخرى ثم تتابع حتى نصل إلى العصر الحديث وعامنا الحالي.
فلنتوقف للحظة ونتفكر، ما هي العصور من الأساس؟ هل فكرت يومًا ما هي الحِقَب الزمنية؟
يُمكن تعريف العصور التاريخية بأنَّها مجموعة من الأحقاب الزمنية التي مرّت في تاريخ البشرية منذ لحظة وجود الإنسان على الأرض حتى الوقت الحالي، حيث أن العصر هو فترة من الزمن في التاريخ يتم تصنيفها بواسطة عوامل ثقافية أو تاريخية وذلك بهدف تسهيل دراسة وتحليل التاريخ.
ورغم إشكالية اتفاق المؤرخين حول الأسس التي يجب أن يتم بناءً عليها تعريف العصور التاريخية، إضافةً لِعدم دقة بعض التصنيفات وصعوبة تحديد فترة بداية أو نهاية كل حقبة بشكل محدد؛ إلا أنه يظل من العسير دراسة التاريخ الماضي أو الكتابة بزمكان صحيح يُعطي قالبًا ملائمًا لأحداث العمل الأدبي دونها.
بناءً على ما قلناه فإن المراحل الزمنية التي مرَّت بها البشرية مُقسّمة إلى حِقب تاريخية متفرعة -التفرعات تشير إلى خواص كل حقبة- حيث هناك طريقة مُتَّبعة لتصنيف العصور من خلال تقسيم التاريخ إلى فترات زمنية عددها ثلاثة أو من مضاعفات الثلاثة، وهذه العصور الثلاثة نفسها تنقسم بدورها إلى ثلاثة أقسام، مثلاً: عصور ما قبل التاريخ فيها العصر الحجري، العصر البرونزي والعصر الحديدي، وهذه تُقسم بدورها إلى عصر مبكر، أوسط ومتأخر.
هكذا تم تصنيف التاريخ إلى عصور قديمة، وسطى وحديثة، بالإضافة لوجود عصور ما قبل التاريخ التي لم يتم تدوينها في وقتها.
والآن دعونا نجازف ونسبح قليلاً في بحور التاريخ بحثًا عن العصور ونتفحص أيُّها سوف يفيد كلّاً منّا كقالب للعمل الروائي الذي يعمل عليه، حيث أنَّ أفضل طريقة لإبراز معالم الزمكان الروائي بدقة هي دراسة الحقبة الزمنية التي حددناه فيها. كل فترة تحوي في طياتها عقودًا وأحداثًا تاريخية قد تُلهم الكاتب لصنع عمل روائي أو تمنحه تفاصيلاً زمكانية على طبق من فضة!
لننطلق في رحلة عبر حِقب التاريخ المتميزة بخواص معينة، لكن في البداية علينا معرفة أنه غالبًا ما يسمى العصر باسم الحاكم أو المسؤول الحكومي الذي تُنجز أعمال عظيمة خلال فترة حكمه، مثل العصر الإليزابيثي عندما كانت إليزابيث الأولى ملكة في تلك الحقبة، وهناك عصور سُميت تِبعًا للأحداث التي حصلت فيها مثل العصور المظلمة التي يرجع اسمها إلى الاعتقاد الراسخ بأن الحضارة الأوروبية لم تحرز أي تقدم تقريبًا في تلك الفترة الزمنية.
ومن ناحية أخرى فإن العصور في الجيولوجيا والآثار تُقسِّم تاريخ الكرة الأرضية إلى خمسة فترات جيولوجية رئيسية، يحتوي كل منها على عدة حقب أو عصور، وتوضح تلك التقسيمات التغيرات الرئيسية في الكرة الأرضية. أما في علم الآثار، فإنهم يستخدمون مصطلح العصر للدلالة على حِقب زمنية وفقًا للتقدم الثقافي، فقد تتبعوا البشر عبر العصر الحجري والبرونزي، وفترات التطور الأخرى، نزولاً إلى الأزمنة الحديثة، مُسمّين العصور وفقًا للأدوات التي استخدمها الناس.
आप पढ़ रहे हैं
معالمٌ منسية |عنصري الزمكان|
बेतरतीबلطالما راودك الشك في أمر الزمان والمكان وكيف يكون الدمج بينهما؟ ثم كيف يكون أثرهما على العمل ككُل؟ كيف نهرب من الغرق في تعقيدات هذا الأمر وحلّه؟ لحل هذا التعقيد وفكّ اللبس، كان معالم منسية، حيث ستسافرون وخُبراء الإبداع بين البلدان والعصور نناقش أهمي...
