المجنون الغامض

1

مشفى ستولد للأمراض العقلية

الساعة 3:55 م

•| ⊱✿⊰ |•

صوت الضجة في كل مكان يتسلل بكثرة من خلال فتحة النافذة الصغيرة كما تتسلل الرياح الباردة لتفرد اجنحتها في المكان ولتغطيه ببرودتها وبينما تفعل الريح ذلك كان هناك من يجلس بنعاس على على تلك الأرض الرثة التي تتجمد شيئا فشيئا

ذلك الطفل كان يبتسم بهدوء بينما تمتد يداه لتحتضن جسده الصغير بمحاولة منه لتدفئة من أجل ان يستطيع النوم قليلا فاعتلت على شفتيه ابتسامة ناعسة وعلى زرقاويتاه نظرات عابثة

لكن برودة مشاعره وعدم اهتمامه بتلك اللحظة للاجواء الطقس حوله غلبت برودة الارض في شتاء زعم انه الاقسى على تلك البلاد مع ان برودته لم تعكس الأفكار التي تجول كأمواج متضاربة داخل عقله ولا تريد التوقف كما لا تريد ان تفعل الأصوات التي في الخارج

اقتربت يده لتبعثر شعره الاسود الذي مال لون بعض خصلاته ليكون سليل للفحم وباقصى درجة غامقة للاسود تجعل من امامه يرغب بتمرير يده من خلال شعره ليكتشف ان كانت ستختفي خلال ذلك

نظر بتلك العيون الزرقاء الى تلك الساعة التي تشير الى اقتراب الرابعة فابتسم بانكسار بينما تعود احداث السنتين السابقتين لتظهر امام ضميره بمحاولة لاشعاره بالذنب

(لكن عن أي ذنب تتحدث أيها الضمير المزعج وتبا لك جيفري لا يوجد كائنات فضائية قادمة لاختطافك)قالها وهو يطالع بالشاب الجالس أمامه بملل شديد والذي كان يمسك قلم ويرسم عدة اشياء على الحائط تحت عنوان مؤامرة الفضائيين ليردف الفتى بضجر شديد(وان كان هناك فانا سأقدمك لهم دون أي مقابل)

(لا ارجوك انقذني سياتون من اجلي ، سيخطفووني الى مجرة اندروميدا لاجراء التجارب علي) نطق المدعوا جيفري بهذا بذعر شديد وهو يختبا تحت السرير فانطلقت عدة ضحكات مصدرها الفتى الأخر الذي يشاركهم الغرفة والذي اقترب ليجلس بجانب رفيقه الساخر ليشبك يداه ببعض وهو ينطق (دعك منه ايفان لا الومه ان فقد عقله بسبب هذا المكان)

أردف تحت ابتسامة ايفان المتلاعبة والتي اعتاد عليها منذ مدة ليكتشف ان صاحبها يخطط لشيء شرير(لا احد غيرنا هنا بقي محتفظ بعقله لذا توقف عن العبث معهم واتركهم بهموهم)

(وهل تعتقد اني عاقل نيكولاس ...؟! أنت طفل ساذج أن كنت تعتقد هذا) بأكثر نبرة مرعبة قال ذلك ليبتلع نكي الصفير ريقه من الخوف ورؤية مدى رعبه لم يجعل إلا ايفان ينفجر من الضحك على ردة فعل المبالغ بها وهو ينطق بأستنكار ولطف (امزح معك كراميل اهدأ)

عبس المعني ذو الشعر البني المائل الى الى السكر المذاب كالكراميل من فوره على هكذا مزحة سخيفة وكان على وشك الشجار والطلب من رفيقه ان يتوقف عن الاعيبه لولا اقتحام اولائك الرجال ذو الازياء البيضاء الغرفة