12

268 41 102
                                    

(لما علي الالتزام بأخلاقيات لعينة كهذه)رمى بجسده على كرسي السيارة بتعب عند آخر كلمة وهو يسحب محرمة بيضاء من درجها لمسح الدماء التي اغرقت يديه برقة وبابتسامة مستمتعة من منظرها الجميل ولونها الزاهي كمختل مهووس

وبالفعل هذا الطبيب مهووس تماماً بالقتل والتعذيب وبلون الدماء ومتذمر بذات الوقت من فكرة أخلاقيات المهنة التي بكل ثانيتين تذكره أن عليه انقاذ الشخص لا قتله ومن الجيد أن الشيطان المهووس لم يختر أن يصبح جراح وإلا لكان قد سجن من أول عملية له

وبذكر الهوس فلا بدّ من ذكر أن الشيء الآخر المهووس به أكثر من أي شيء آخر كان يجلس الآن في مكتبه وسط المشفى يرتشف القهوة بهدوء بانتظار قدومه بالطبع كانت سيدة في منتصف الثلاثينات بخصلات شعر بنية تميل للون الأحمر اللطيف متناثرة بعفوية على معطف الفرو الأبيض الذي ترتديه

تلك العيون الزمردية التي امتلكتها لم تتوقف عن المطالعة بالساعة بانتظار وصول صاحب المكتب الذي سمحت لنفسها باقتحامه ،عندما دخل فرانك مكتبه كان متوقع تماما لمن في الداخل فاستقبلها بأبتسامة لطيفة لكن هذا لم يمنعه من التذمر (في المرة  القادمة تنكري جيداً آناليا قبل أن تقرري زيارتي عزيزتي ،المشفى بالكامل تتحدث عن تواجدك هنا)

عانقته بذات الابتسامة اللطيفة وجميع الهموم والأفكار التي كانت تشوشه اختفت وكأنها الدواء لجنونه ان لم تكن هي السبب فطبع لها قبلة على جبينها قبل أن تعود للجلوس مقابله تنوي الاعتذار عن الضجة التي سببتها له لكن سبقها حينما أردف (ان تكون خطيبتي ممثلة افلام مشهورة أمر مزعج حياتك مرهقة جميلتي)

(انظر الى من يتحدث وكأن خطيبي ليس الطبيب الذي يلاحقه الجميع في كل مكان من أجل جلسة واحدة)باعتراض على كلامه هتفت وهي تكتف يداها لن تسمع له بأخراج سيئات عملها وهو يتشارك شيء مشابه له ليضحك عند تلك النقطة لأنه لم يجد ما يرد به عليها فهي محقة تماما وحتى ان لم تكن محقة سيجعلها كذلك

(اتيت اعتذر على تصرفات مايك بالأمس) أردفت لتجعله في حيرة من أمره للمرة الألف يتسأل الى متى ستستمر بالاعتذار منه كلما افتعل ابنها الوقح مشكلة معه وإلى متى سيستمر عن التغاضي على اسلوبه القذر بالتعامل معها لكنه يعلم أن اسئلة كهذه ستجعلها منزعجة فهمس بدل من ذلك (لا تعتذري حبيبتي هو من عليه ذلك ، سأتحدث مع دالاس بشأنه)

كلامه جعلها تضع يدها على جبينها بقلق لم يكن مبتغاها اقحام دالاس بالأمر على العكس كانت تريد من فرانك أن لا يخبر دالاس بالذات ويعذر مايكي مجدداً على وقاحته فصدمت عندما سحب هاتفه مستعد للاتصال بدالاس كما قال لها  بعد ان ملل من تصرفات ابنه رأس الطحالب  ليخبره انه ان لم يستطع ضبط أفعاله ولده فليرسله له لأسبوع ليعيد تربيته له

(بحقك فرانك لا تفعل) سحبت الهاتف من بين يديه لتضعه على الطاولة وتطالع به بتوسل على ان يترك الامر وقد انهزم امام تلك النظرات بسهولة وضمنت انتصارها بذلك وكانت خطوتها التالية تغير موضوع مايك الذي لن ينسى امره فقالت وهي تقف(اشتقت الى نيكو لنذهب لرؤيته وبأمكاننا اخباره أخيراً اننا اصبحنا خطيبين سيسعده هذا)

المجنون الغامضTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang