المجنون الغامض

7

(هذا إيفان وه‍و من الآن اخاك الأصغر لذا اريد منك ان تعتني به جيدا)فور انتهاء سوين من جملته وجد كريستوفر نفسه يحدق بالفتى الذي يقف بجانب المحقق بدهشة شديدة ولم يجد كلمات تعبر عن انزعاجه من فكرة ان هذا الصبي سيشاركه حياته منذ الان

سبق وان اخبره سوين انه سيجلب فتى معه للمنزل لكن لم يتوقع انه جاد بهذا فوجد نفسه يتجاهل ايفان ببرود ويصعد للاعلى بينما ينطق (ليبقى بعيد عني لست مربية اطفال)كلمات الفتى ذو الشعر الابيض الوقحة جعلت ايفان ينزعج ويغتاظ ويهمس بداخله انه ليس مولع بفكرة ان يكون له اخ حتى

اما المحقق فكان قد فرك جبينه بتعب لا يعلم كيف سيتعامل مع تصرفات كريس قبل ان يلتفت الى ايف بنظرات حنونة ليهمس (لا تنزعج منه عندما تتعرف عليه ستجد انه لطيف) ابتسم بلطف لسوين وفي خاطره يحظر لخطة لازعاج الفتى الذي تعامل معه بفضاضة شديدة قبل قليل

فلحق سوين للاعلى يطالع بأمتنان للغرفة اللطيفة التي اعدها له لينطق المحقق(هذه غرفتك قريبة من غرفة كريس ان احتجت لشيء اطرق الباب عليه وفي الخزانة ستجد عدة ملابس اتمنى ان تكون على قياسك استحم ومن ثم استرح ساعد لك شيء ما)

مرر يده عبر شعره الاسود ليخفض ايف راسه وينطق بلطف(شكرا لك مجددا اتمنى أنني لا ازعجك) كان ايفان ممتن بالفعل لكل ما يقدمه له المحقق فهو يفضل البقاء بأي مكان غير السجن

اتجه الى تلك الخزانة ليجد الكثير من الملابس فأخرج شيء دافى وتقدم ليستحم وما ان خرج حتى أرتمى بالسرير بتعب شديد لا يريد شيء سوى نوم هادئ لم يحضى به منذ سنتين فدعك عيناه الصغيرة وغاص اكثر تحت الغطاء الدافئ تترتسم ابتسامة هادئة على ملامحه

كان على وشك النوم لكن عدة طرقات على زجاج النافذة جعلته يستيقظ بانزعاج ويطالع بالخارج حيث صوت الطرق ولم يكن الا شخص يرمي الحجارة باتجاه النافذة فنهض بانزعاج بنبة توبيخه فاقترب منها وفتحها عندما اصطدمت حجارة صغيرة به جعلته يتراجع للخلف ويسمك جبينه حيث إصابته ليغلق عيناه

فتح عيناه بغضب يشتم أي من كان قد رمى هذه الحجارة لكنه لم يجد شخص في الأسفل مما دفعه لاغلاقها والاتجاه الى المرآة يطالع بمكان الاصابة الذي احمر قليلا فتنهد واخفض خصلات شعره السوداء لتغطي عليها عندما سمع صوت صوت نداء سوين يطلب منه النزول لتناول الغداء

نزل للاسفل بهدوء يخفي غضبه باتقان بابتسامة هادئة ليجد سوين جالس على الطاولة يجري اتصال وذاك الفتى الوقح الذي التقى به يجلس مقابل له ليتخد لنفسه مكان بجانب كريستوفر وليتبادلان عدة نظرات هادئة قبل ان ينهي سوين مكالمته ويقول (بالغد ستستطيع ارتياد المدرسة مع كريستوفر وحرصت على جعلكما بالفصل ذاته)

شعر بالغثيان يصيبه بمجرد تذكره لاكثر مكان ممل قد مر عليه في حياته لذلك اكتفى بايماءة صغيرة وتحريك الملعقة بالصحن الذي أمامه بغير شهية وعندما لاحظ كريستوفر استيائه تجاهله بهدوء وحسب