المجنون الغامض

16

اوقف فرانك السيارة بعنف ليستدير بسرعة للمطالعة بأيفان بقلق عندما شحب وجهه فجاة وثقلت انفاسه وعلى اثر توقفهم استيقظ كريستوفر من نومه بتعب والذي استدار بسرعة لتفقد ايفان الذييجلس بالخلف ان كان بخير لكن الكلب الداكن زاد شحوب وجهه وهو يطالع بالأخبار التي نشرت بمواقع التواصل وبرسالة لوسيان التي حذفت للتو

سحب فرانك الهاتف من يده ليغلق ايفان فمه بيده ويفتح السيارة باليد الاخرى للخروج بسرعة وللتقيئ على جانب الطريق المعزول وعندما حاول كريس اللحاق به وكان قد نزع حزام الأمان لفعل ذلك صرخ فرانك بغضب وهو يضرب مقود السيارة عدة مرات (اللعنة على من فعل هذا)

رمى الهاتف لكريس وخرج هو الاخر من سيارته لتفقد حال إيفان لتتسع عيون البارد من الذي يقرأه واحتاج لثوانن لاخفاض رأسه والشد على الهاتف بخوف ورعب من رؤية صورة الجملة التي كتبها لوسيان بالدماء مرفقة مع الخبر فأسقط الهاتف من يده وخرج من السيارة يترنح

جلب فرانك بعض الماء من سيارته بسرعة واعطاه للأصغر الذي جلس القرفصاء بوهن مغلق على عيناه التي احرقتها الدموع المكتومة بقوة عند التفكير انه لمن يكن لوي وادوارد ليكونان ميتين لو لم يتم تقييدهم من قبله وبذلك حمل نفسه سبب موتهما فأنكمش على جسده كالطفل واخذ يبكي بحرقة وبصوت غير مسموع

لكن رغم ذلك علم كريستوفر بشأن شهقاته المكتومة لذا تقدم لينحي له حتى لامس كتفيه ليجذب انتباهه وينطق حينها بغضب جعل فرانك في دهشة (اسمع اعلم ما يجول في عقلك اللعين الان)

لامس كتفه بهدوء قبل ان يحتضنه بخفة مكمل لكلامه بحده (لذا لا تفكر بالأمر انت لست مسؤل عن موتهما ارجوك ايفان لا تعد لدوامة لوم الذات التي لديك) توسل برجاء في نهاية كلامه لكن الاصغر رفض الاستماع له مما جعله يرعب ويردف بخفوت (انت لست سبب بموتهما ،لا تفعل ايفان لا تلم نفسك)

(لنعد الى المشفى قبل ان تسوء حالة اخيك أكثر كريستوفر) قال فرانك وهو يفتح باب السيارة الخلفي ليشير لهما للدخول فسحب كريستوفر اخاه من يده رغما عنه وادخله السيارة عنوة حيث اغلق الأصغر عيناه بقوة واستمر بالشد على يداه بخوف شديد وبتألم

طالع كريستوفر  بأخاه  بنظرات مستاءة عبر بها عن مدى سوء الوضع المحيط بهم  وهذا جعله يدفع جسده ليميل للامام ليستطيع الهمس لفرانك بهدوء يأمل ان لا يسمعه ايفان (طبيب نفسي ،هو بحاجة لعلاج نفسي اكثر من الجسدي لانه يقع ضحية دوامة من لوم الذات في هكذا مواقف) أوما له الأكبر ليعود بجسده للخلف يمرر يده عبر شعر ايفان ويتكلم معه بهدوء يأمل التخفيف عنه

وحينما وجد ان ايفان لا يبدي ردة فعل اخذ يشتم بداخله آي كان اللعين القذر الذي قتل لوي وادوارد واوصل أخاه الى هذه الحالة فهو لن يسامحه وسيرد له اضعاف العذاب الذي يعيشه ايفان الان