6

290 48 106
                                    

وسط الثلج الذي أغرق الأرض  أخذت أسير متمسك بيد شقيقتي بأحكام ليطمئن قلبي وعقلي أنها بخير وأنتي لن أفقدها مجدداً أما جيني فكانت تطالع بالأرض شاردة منذ مدة أعلم أن كريستوفر قد شغل عقلها  تماماً ولربما تفكر أن كان من الصحيح أخبار كريس  عن ما حصل معنا وهل كانت خطوة صحيحة

(لا تقلقي سيكون كريس بخير) نطقت هذا لأمنحها بعض الطمأنينة بعد أن وجدتها متوترة فقطبت حاجبيها ورفعت راسها للمطالعة بي اشعر أنها تريد أن تسألني ان كان التوتر واضح عليها لهذه الدرجة لكنها اخذت نفس عميق وسألت سؤال مختلف (كيف علمت أنني أخبرته)

لم أستطع منع ابتسامتي عند التفكير بالأمر فأخذت أطالع أمامي بحماس قبل أن أهتف بتفاخر بما اعرفه (لأن كريس أخي ،لقد بقيت معه لأربع سنوات بذات المنزل لذا اعرف طباعه جيدا وأعرف أنه سيستفسر منكِ عن كيف التقيتنا ومتأكد أنه يبحث عن ذاك ألرجل الآن)

(هل أنت غاضب مني لأنني أخبرته)نطقت قبل ان تخفض رأسها ببراءة وتهز شفتاها وعيناها تكاد تذرف الدموع وأنا كالضعيف أمام حركات لطيفة كهذه توقفت وانخفضت لها أنوي قرص خدودها الحمراء بشدة لكني اكتفيت بالمسح على شعرها الأسود الناعم لأهتف بضحكة خافتة لطمئنتها (بكل الاحوال كأن سيعلم لذا لا تقلقي لست غاضب)

كلامي ازاح عنها ألهم لتكمل معي الطريق بسعادة تتمتع بمنظر المنازل على جوانب الطريق الى ان توقفنا عند بوابة المنزل وكانت مدهوشة أعلم لما اندهشت فهو بتصميمه الأيطالي المعاصر وبنقوشه هادئة من افضل التصاميم في هذا المكان واصبح أجمل بعد أن غطى الثلج كل انحائه وشجيراته

ما أن دخلت حتى اتجهت بسرعة للمطبخ للتأكد من عدم نسيان كريستوفر للفرن لأتنهد براحة وأعود لجين التي على عكسي دخلت بهدوء وعلقت معطفها عند الباب ونضفت حذائها من الثلج لتطالع بالمكان الهادئ والنضيف جدا قبل ان تتقدم لتصبح بقربي

عدت للمطبخ وأخرجت الفطيرة التي مازلت ساخنة وأشعلت النار تحت الشاي ليسخن قبل ان اهمس لها (فطائر كريستوفر لا تعوض تعالي وأجلسي هنا)

أعلم أن جين تحاول قدر الإمكان ان تكون حذرة بالذات عندما همست وهو تجلس على الكرسي ( انا مدركة ان صاحب الشعر الأبيض هو مالك المنزل الحالي بما أنك قلت ان المحقق الذي يعتني بك خارج البلاد ،وحسب وجهة نظري المنزل المرتب من المستحيلات ان تكون قد ساعدت بترتيبه فأنت مهمل لذا أحاول عدم توسيخ أي شيء والبقاء هادئة)

شهقت باعتراض على ما قالته أشعر أنها اهانتني للتو وبطريقة غير مراعية تماما لكن لن أهتم ولن ارد عليها سأبحث فقط عن المكان الذي وضع فيه كريستوفر الشوكة والسكين لكن ها قد أحدثت  فوضة ولم أجدها

المجنون الغامضWhere stories live. Discover now