14

255 35 165
                                    

يوم مثلج اخر كان من الصعب التعامل معه كما كان من الصعب التعامل مع فكرة فقدان ايفان وهو لم يترك مكان لم يبحث به عنه طوال الاسبوع الفائت وهذا لا يزيده الا غضب وقلق

وها هو الان امام ستيلا مع ايزابيل يبرر لها سبب عدم رؤيتها للكلب الداكن طوال الاسبوع الفائت بالطبع ايزابيل الفضولية أكشفت اختفاء ايفان من اول ساعة وبسبب فضولها أطر كريس لاخبارها بكل شيءلكن سببه الرئيسي كان تفادي اخبار ايزابيل لسوين بالأمر

(أعتقد أن ابي سبق وأن اخبركِ عن طبيعة مرض ايفان وهو متعب كثيراً هذه الفترة لذا لم يخرج لرؤية احد لا تقلقي انا اعتني به جيداً) بلطف هتف لتطالع به بتصديق فالعذر كان جيد جدآ فسبق وأن اخبرها سوين قبل اشهر ان الصبي الذي يعتني مريض ويكره رؤية الاخرين لحظات ضعفه

ايزابيل ايضا تنفست براحة عندما اقتنعت والدتها بهذا الكلام لكن في داخلها مستاءة من اجل رفيقها المجنون ليقف كل منهما ويعتذران على ازعاجها في وقت عملها وفي مكتبها فتزامن خروجهما مع الباب دخول شاب في منتصف العشرينات الى المكان ما اثار استغراب كريستوفر هو الابتسامة الغير مريحة التي اعطاها له

طالع بايزابيل التي شحب وجهها عندما رأت الشاب الذي مر من جانبهم بأستغراب أكبر  وبالكاد كانت تتنفس وهذا لم يعجبه فسحبها معه للخارج حيث وقف في وسط الحديقة المثلجة ليسأل بأستنكار (من كان هذا الأشقر)

(انه سيء سيء جدا ليس بشخص لطيف كان يؤذي ايفان وكراميل عندما كان في ايطاليا انه وحش هو سبب بكائهما الاف المرات) قالت اخر كلمة بأنهيار وهو تجلس على المقعد مجرد تذكرها للتعامل الذي رأته من لوي تجاه الطفلين قبل سنوات يجعلها ترتطف بتلقائية

فها لهذا كان لاخراج ما في داخلها من خوف دفعه واحدة دون ان تدرك انها سحبت زناد القنبلة للتو فنظرات كريستوفر كانت باردة وغامضة لها لم تشعر لوهلة بالغضب الذي يشتعل به والذي ما أن رأى لوي مقبل نحوهم بأبتسامة مشرقة قرر انه سينفجر به

(سمعت انك اخ ايفان انت تشبهه بطريقة ما وكأنه شقيقك)همس ولم يكن يكمل همسه حتى رمقه كريستوفر بنظرة شرسة جعلته في دهشة من تلك التعابير العدوانية التي يتلقاها وبالطبع كريستوفر لم يكتفي بالنظر وحسب وانما وقف أمامه ليهمس (كل دمعة نزلت من الطفل الذي اذيته قبل أربع سنوات بسبك سأجعلك تدفع ثمنها)

"عدواني" خطرت الكلمة فوراً بعقل لوي الذي ابتسم على وقع ذلك التهديد العنيف والجاد لكنه رحب به بكل رحابة صدر بينما يدس يداه في جيبوه ليتفحص كريستوفر جيدا وكما توقع سبق وان رأى شخص ايطالي بتلك الملامح وذلك الشعر الابيض لكن اخر ذكرى عنه هو بكائه بجانب جثة والدته

(اخبر ايفان ان اراد بعض الكراميل ليقابلني بعد يومين في الميناء الشرقي قرب جمجمة المحيط)ترك لوي كريستوفر مع تلك الكلمات التي لم تعجبه دون ادنى شك لكنه قرر الانتقام على طريقه حينما مد قدمه ليتعثر بها ذلك الاشقر المغرور ويقع بقوة على وجهه في الثلج

المجنون الغامضWhere stories live. Discover now