الفصل الثاني

275 17 3
                                    

من السهل ان تمر الأيام دون ان تظهر اي رحمة لنا..لا تعلم مدى قسوة مرورها بهذا الشكل و كأن شيء لم يحدث..نتمنى لو ان تتوقف كما يتوقف الزمن عندنا  لكن هذا الأمر صعب هي تستمر بالمضي وبسرعة كبيرة..هكذا هي الحياة لا تظنوا انه من الممكن ان تتوقف الحياة لأجل احد فينا بل تستمر وتمضي..لطالما تخيلت سلمى ان العالم سيقف من اجل احزانها لكن هذا لم يحدث فزاد شعور الألم داخلها عندما علمت هي وحدها من ستواجه هذا الألم..استيقظت سلمى صباحا على صوت والدتها وهي تنادي بها بعد ان استغرقت في النوم دون ان يوقظها صوت المنبه او حتى طيفها المعتاد..بدأت
تتسائل كيف استيقظت دون الطيف الذي اعتادت عليه..فنظرت للرف القريب من سريرها اذا بدوائها وكوب مياه عليه..أنبت نفسها بقسوة لكن هذا ماتفعله في كل مرة تريد النوم بهدوء

نهضت لتغير ثيابها بسرعة وخرجت لتناول طعامها ثم اخذت كوب قهوتها وودعت والدتها وتوجهت لعملها في الجريدة..التقت بأمل عندما خرجت..


امل : صباح الخير عزيزتي
سلمى : صباح النور..اين الأخرون؟
امل : شادي لديه مناوبة لذلك رحل بعد ان عدنا جميعًا في الأمس ووليد قالت والدته انه رحل باكرًا اما علياء لم ارها..
سلمى: متى مناوبتكِ انتِ
امل : الليلة..


ثم تنهدت بتعب واكملت
-ان العمل كجراحة عامة صعب جدًا
سلمى : هل تقولين انك نادمة
امل : كلا..طالما اجد نفسي وروحي فيه لست نادمة
سلمى : احسدك
امل : وانا ايضا احسد جرئتك هذه..

ضحكتا معا وتوجهتا لعملهما..مكررات روتين ليس بجديد ولكن اليوم هو الجديد..تفاجئت امل بمريضها البالغ من العمر اربعة اعوام..وجهت سؤالها لزميلها الأخر..
امل : هل هو حقا بحاجة للجراحة
ايمن : اجل..
امل : كيف..انه صغير جدا..التخدير وحده سيشكل خطرًا كبيرًا عليه
ايمن : لكن لو انتظرنا اكثر قد لا ينجو
امل : اه..يا له من مسكين..لكن كم عملية لدينا اليوم؟
ايمن: هل تودين ان تعرفي حقا..
نظرت له بتهجم


امل : هل تود ان تموت
ايمن: سنساعد هذا الأسبوع في عمليات الدكتور ماجد وسام..
امل : هل تعلم ان اسمه فقط يجعلني اصاب بسكتة قلبية
ايمن : انني اعلم فعلاً..لكن طالما لايوجد مرضى طوارئ كثيرون هذه الأيام..

وقبل ان ينهي جملته صاحت به امل..في المستشفيات محظور ان تقول لايوجد مرضى او غرفة الطوارىء هادئة لانهم سيحظون بعدها بليلة مليئة بالمرضى..في مكان اخر انطلقت سلمى بكتابة الحدث المعد عن الطالبة التي يرفض والدها امر دراستها وكتبت بشكل غير مباشر كي لا تتأذى الفتاة..

-  حيث الناس يرسلون اطفالهم الى المدارس من اجل مستقبلهم وان يكونوا بناة للوطن هناك فئة قليلة تقوم بالعكس وتمنع اطفالهم من بناء مستقبلهم وتعنفهم بشدة..علينا ان نجد هؤلاء الأطفال ونساعدهم لأجلهم اولاً ولأجل وطننا أيضًا دعونا نتحد من اجلهم فنحن اليوم البناة وهم غدًا..مسؤوليتنا هي حمايتهم مهما كان الثمن..

طيف الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن