الفصل السابع

133 11 4
                                    

صفق بحرارة لمن علمك القسوة..ثم اصفعه بقوة لكي يعلم انك تعلمت.
-مقتبس

اعتادت سلمى على طيفها بل اصبحت تحب وجوده الا ان في ليالي الأرق الطويل لا تسمح لنفسها بالنوم بشكل طبيعي..عندما تصاب بالأرق تأخذ حبوب منومة ليست كذلك بالمعنى الدقيق لكنها تساعدها على النوم براحة..وصفها لها شادي لكن الان لاتجد سوى علبة فارغة حاولت النوم كثيرا لكن لا فائدة..اشارت الساعة الى الواحدة بعد منتصف الليل ولا بد من عدم وجود صيدليات تعمل في هذا الوقت الا واحدة ولا تعلم اذا كانت ستجد الدواء لديهم لكنها ستجرب..ارتدت معطفها وذهبت لصيدلية تبعد عنهم ربع ساعة فقط كانت خائفة كثيرا لكنها هونت على نفسها حتى وصلت لوجهتها..اعطت الوصفة للصيدلاني ولحسن حظها لديه منه اخذته وتوجهت مسرعة للمنزل..كان الجو غائما جدا فأبعد نور القمر في الليل هذا ما جعلها تسرع واصبح الوضع سيء اكثر عندما بدأت الأمطار بالهطول..ركضت بأقصى ما لديها من سرعة ..ضوء عالي وسرعة مفرطة..اصطدام احد العجلات بشخص ما..حادث اعاد لها طيفها لكن مع شخص اخر لكن هنا لم يهرب السائق بل هرع لنجدته..اقتربت بقدمان مرتجفتان لترى المصاب ففاجئها انه كلب حمله السائق وتوجه به لأقرب عيادة بيطرية بينما سلمى استمرت بدهشتها وخوفها..اصبح الظلام اكثر شدة والأمطار تتساقط بغزارة وازداد الجو برداً..تبللت بالكامل لكنها لم تتحرك خطوة واحدة.. وقفت كالطفلة التي اضاعت طريق عودتها..حتى سمعت صوت ينادي عليها بقلق كبير..تنبهت لوجود سامي معها.. نظرت بعيون تملئها الدموع والخوف..قالت بأرتجاف واشارت لبقعة بقي عليها القليل من الدماء فالمطر ازاله..

- كان هنا حادث
- اهدئي اولا..
- رأيته بعيني..ضرب احدهم كلبا

تفاجئ بصدمتها من ضرب كلب..هل يحتاج كل هذه الدموع ؟ هل هي حساسة وعطوفة الى هذه الدرجة لتتألم على كلب..حاول تهدئتها لكنها كانت متسمرة في مكانها كصنم..اخافه تصلبها هذا فأجبر نفسه على اسنادها فلا يمكنه ان يتركها وسط الأمطار بحالة مزرية..فكر في بادئ الأمر ان يتصل على شقيقه ليبلغ عائلتها او احد اصدقائها ليأتون لأخذها لكنه طرد فكرة حمقاء كهذه قد يكونوا نائمين واذا فعل سيقلقهم..هنا انصدم من نفسه كيف يقلق عليها وعلى الأخرون منذ متى..ففي الأمس كان وليد واليوم هي..لماذا يحشر نفسه بينهم..رغم التساؤلات التي لم يجد لها اجابة الا انه طردها جميعا وفكر فيها فقط وعودتها للمنزل بسلام..حال وصولهم تنبهت لنفسها قليلا واسندتها..قالت بضعف..

- انا اسفة
- لا عليك..لم اكن اعلم ان حادث كهذا يخيفك
- انه يخيفني كثيرا..لا يمكنني التنفس..اختنق

 
فهم من خوفها الشديد ان هذه المشاعر لا تعود لليوم بل لذكرى عصفت بها منذ امد بعيد..ذاتها الذكرى التي ابعدت اخيه عنه..ولأول مرة حزن شديد خيم على صدره وكأن هذا الألم تحول اليه..مسح بيده على رأسها..وهمس في اذنها بكلمات اعتاد ان يسمعها من عامر 

طيف الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن