الفصل العاشر

123 9 3
                                    

المشاعر المدفونة في الصمت وفي دموعنا المهملة ونظراتنا الخاطفة ورسائلنا التي لا تقول ما نريد لن تموت..هناك حياة مؤجلة لأجلها

-مقتبس

مهما كابر الأنسان وتصنع عدم الأهتمام في النهاية هو سيستسلم لقلبه ويختار ما املاه عليه..كسر سامي عناده واصبح فردا منهم دون ان يتمكن من فهم رغبته القوية..كان الظلام قد حل منذ وقت طويل..وبينما كانوا منشغلين باللعب  في منزل شادي بعد ان انضمت لهم سامية.. طرق الباب عدة مرات وكان عامر..


عامر : اعتذر لأزعاجكم ولكن احتاج سامي  بعض الوقت

 
اجاب سامي برفض قاطع قبل ان يسمع ويفهم من اخيه..
سامي : لن اساعد في اي شيء
عامر : وكأنني لا اعرف..السيد امجد لدينا ويريدك بعض الوقت
سلمى : عمي ! 
اومئ بأيجاب..واستأذنهم سامي بالمغادرة اولا..

سامية : انتظرني عامر سأخرج ايضا
اجاب بظرافة..
عامر : اخرجي..ما شأني انا
سامية : اخبرتك انك لا تجيد هذا..سأعزمك على كوب قهوة
عامر : يسمونه بخل
سامية : حسنا..سأشتري لك الكعك الذي تحبه
عامر : لكني لن اقدم معروفا..
صرخت بغضب : حسنا

علاقتهم لم تغيرها السنوات التي غاب بها بل حافظا عليها تاركين العتب ورائهم..عالج كل واحدا منهم ألمه بطريقته..

لم يبقى سوى الفتاتان ووليد وهو الأخر حالما تلقى اتصال من عزام فظهر القلق على محيى شقيقته..هل تقول انها ايضا تكره عمله ولا تريده ان يكمل لكنها  احترمت رغبته من  اللحظة التي قبل بها واخفت تلك المخاوف لتهزمها..

عندما وصل للمكان الذي اخبره به  رفيقه لم يجد احد..لا صديقه ولا امرأة قتلها زوجها ورماها بجانب الشاطئ..بل سمع صوت يعرفه جيدا...يحفظه في اعماقه ولا يمكن ان ينساه..صوت خطيبته سارة
-  انا اسفة حضرة المحقق..كان بلاغ كاذب

بعد سنتان عادت واخيرا..عامان من البعد حتى في ايام العطل لم تفكر بالعودة بل استمرت في غيابها..بقي يطالعها بدهشة وكأن وجودها حلم..هل وصل شوقه الى هذه الدرجة ليحلم احلام اليقظة..

-  ما بك ألست سعيد بوجودي؟
-  هل انت حقيقة؟
قهقهت قائلة : بالطبع انها انا 

-  كيف اتأكد !؟
-  عانقني لتتأكد

عانقها بقوة كاد ان يكسر اضلاعها وليتأكد فعلا انها هنا وهذا ليس بحلم بل هي حقاً امامه..جلسا على الشاطئ مسندة رأسها على كتفه..

-  اشتقت لك وللبلاد ولجدتي
-  كان عليك ان تزورينا في العطل
-  لو فعلت ما كنت اقدر على الرحيل مجددا
-  والان ألن ترحلي 
-  كلا..اخذت كورسات مكثفة واكملت الاعوام الأربعة كلها..
قال بصدمة : حقا..هل حقا انت لن تسافري مجددا
-  اجل لن اسافر ابدا حتى في حفل التخرج لن اغادر سأبقى بجانبك..لا اريد ان اخسر المزيد من السنوات..اريد البقاء هكذا بين يديك
-  ماذا حصل لتقولي هذا ؟ هل حدث مكروه ما ؟
-  عندما كنت في الغربة كانو اصدقائي هناك يقولون سينساك..البعيد عن العين بعيد عن القلب..كنت اخاف من هذه الفكرة رغم ثقتي الكبيرة بك

طيف الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن