الفصل الثامن

121 10 4
                                    

عندما كنا اطفال صغار لماذا تمنينا ان نكبر ؟؟ ماذا كان ينقصنا لنتمنى تلك الامنية السوداوية ؟ كان علينا ان لا نخطىء مثل هذا الخطأ الكبير..ليت لو اننا طلبنا ان نبقى صغار ان لا نكبر ابداً..ان تكون كبير هو شي فظيع جدًا...

وقف وليد مبتهجاً امام البناية بعد يومين من العمل والتعب..فتح ذراعيه وكأنه يحتظن المكان الذي ترعرع فيه وتعلم...
-  اصبح مثالياً الان
علياء : من يسمعك الان يقول انه كان خراباً

نظر لها بأمتعاض قائلا:
اصبحت تتنصتين للأخرين كثيرا
علياء : صوتك عالي جدا سيسمعه من هم على بعد شارعين ايضا..
وليد : لما انت هنا
علياء: ليست لي دروس اول الصباح
وليد: لهذا اسئل لما انت خارجة باكرا
علياء:سأمر على امل طلبت مني اخذ بعض الثياب لها
وليد : ان تكون طبيبا امر صعب..سأوصلكِ اذا
علياء: ماهذا منذ متى وانت تهتم بأيصالي
وليد: ابتعت سيارة جديدة لا حاجة لنا بأنتظار الحافلات بعد الان

هذا اليوم الذي بدا هادئا لم يعلموا ماذا يخبئ في طياته من صراع وألم..امل التي كانت مشرقة في الماضي اطفئها الحاضر..عندما احبت شادي وقع خوف داخلها من خسارته..ألم يقولوا الحب قوة؟ اذاً كيف يكون ضعف وخوف دائم..ليجعلها تشعر بألم كبير من الماضي والحاضر وما تبقى لها من المستقبل..تخاف من اختصاصه ان يقتله كما فعل بوالده..الرجل الذي اثقله هموم مرضاه وعدم قدرته على انقاذهم فقتل نفسه بعد انتحار اثنان من مرضاه..ترتعب من هذه الفكرة وتجعل حياتهم جحيما وخصامات مستمرة..التقى شادي بسلمى عند ضفة النهر لقد ضاقت ذرعا بهم وتريد وضع النقاط على الحروف..ابتاع لها القهوة المفضلة لديها..شكرته وتبادلا حديث عادي في بادئ الأمر قبل ان تدخل صلب موضوعها...


-  الى متى ستبقون هكذا؟
-  ما بنا ؟ نعيش حياتنا ولا شيء يعكرها سوى انانيتها
قالت سلمى بأنفعال
-  هل تظن انها انانية ؟
-  الا تظنين ذلك ؟ انانية لا تفكر غير بنفسها وبما تريد وما يجرحها
-  وهل سبق ان سمعت لجروحها
-  لا ارغب بالغوص بعالمها المظلم..

وهنا ارتعدت سلمى غضبا..
-  عالمها المظلم! ماذا تعتقد عن هذا العالم ومن سببه؟ خوفها الدائم من خسارتك..خوفها من العالم الذي تريد دخوله انت.. هل اصبح الان عالمها وحدها!! ...
-  لم اطلبه منها..هل اخبرتها ببناء عالم كهذا..خسارتي ! من انا لتخاف علي..انها تخاف ان تحزن ويغرقها ألمها لو خسرتني تقلق على نفسها فقط

صدمت سلمى من حديثه وراح سؤال يجوب اعماقها هل هذا شادي الذي تعرفه؟
-  من انت ؟ لست شادي الذي اعرفه
-  لم اعد الصديق الذي تعرفينه..عالمها الذي تسببت ببناءه غيرني..هي من فعلت..ما كان عليها ان تجعل الخوف من الماضي يهدم حياتنا بهذا الشكل
-  وانت لم تقف بجانبها..تركت الظلام يحبسها لم تمد يديك وتخرجها..هل قلت لها ان لا تقلق من الماضي؟ هل جربت تبديد ظلامها ومخاوفها؟

طيف الماضي Where stories live. Discover now