الفصل الأخير

255 9 7
                                    

أحب الحب الذي يجمعنا معا
وأحب تلك الثقة ما بيني وبينك
التي تجعلنا نلتقي بأنفسنا في زحام الناس
دون ان نخاف على قلبينا من أن يسرقهما احد
ان يركض كل منا في ناحية مختلفة لو اضطررنا
لكننا كنا دوما نعرف بأن لقاءنا محتوم في النهاية
كما لو اننا نركض قي دائرة واحدة واحدة
من المستحيل أن نبتعد كثيرا عنا!
- مقتبس

عند كل صباح يأتي يحمل بشائر مختلفة قد تكون خيراً او شر..ففي هذا الصباح لم تعلم سلمى هل سيحمل لها خير فعلا..ابتعاد سامية عنها هل سيكون خيرا لها..لم يبقى سوى يوم على رحيلها لبلد اخر كل شيء سيكون فيه مختلف عن مااعتادت عليه..تريدها ان تبقى معها لتكون امام عينيها ففي نظرها هي امانة اخيها التي عليها ان تحفظها من كل شر..لكن لو كان رحيلها يعني سعادتها هي وبدأها حياة جديدة فليكن ستتحمل الغياب فلقد تحملت اسوء غياب قد يواجهه الأنسان..

حاولت ابعاد هذا الهم عنها وبدءت يومها بأبتسامة مشرقة..كيف لا تكون كذلك وهي ارسلت لسامي موافقتها على علاقتهم...العلاقة التي ارادتها بهذا الشكل النقي

- ماذا يحصل هنا !؟
قالتها سلمى بعد ان صدمت بوقوف علياء عند باب البناية ومعها وليد يحاول تحريك سيارته..اجابتها علياء بنفاذ صبر..
علياء : ماذا قد يحصل برأيك..عربة اخي الحديثة معطلة
وليد : كيف لا تتعطل وهي تراكن كل يوم
سلمى : قل كيف لا تتعطل وانت تستخدمها في مطارداتك التي لا نهاية لها..
علياء : اخبرته انها سيارة حديثة لن تحتمل ضغط عمله وكأن في المركز لا يوجد سيارات
وليد: توقفن عن لومي..اخبروني انها تتحمل

تجاهلن تذمره وذهبن لموقف الحافلات قبل ان يتأخرن..
علياء : سمعت ان ستجرين مقابلة مع وزيرنا
سلمى : سأحطمه لك
علياء: لا تتهوري انهم اشخاص لا يجب ان نتعامل معهم..يقومون بتسوية كل من يزعجهم بطريقة وحشية
سلمى : لا تقلقي..قبل مدة اجريت لقاء مع وزير الثقافة كان مذهلا للغاية
علياء : سترين العكس مع وزيرنا..لا تفتحي القضايا التي تثير اعصابه
سلمى : انت تبالغي كثيرا في قلقك..

الكثير منا يحاول ان لا يثير الطبقة السياسية لأنهم سيفعلون المستحيل لينهو وجودك..في هذه المقابلات عندما يكون الصحفي جريء هو نادراً جدا..الكثيرون يحاولون التملق لهم وهذا ما كانت تكره سلمى وتحاول جاهدة لأجل ان لا تكون مثلهم عند وصولها لعملها تفاجئت ان المدير طلب من شهد ان تحل مكانها..

- لماذا فعلت هذا !؟

شرار يتطاير من عينها وغضب كبير لم يسبق وان تحدثت به مع مديرها..

- طلبت شهد هذا فقبلت..تريد ان تعتاد على اجراء المقابلات
- من طلب منك هذا؟ هل ابي ام عمي؟ اي واحد منهم
صرخ بوجهها..
- انا من فعلت..قرأت الأسئلة الخاصة فجميعها تعني موتك
- هل حياتي مهمة؟ ..ماذا عن سرقة مستقبل هذه البلاد..
- لا تناقشي امر قد انتهى..

طيف الماضي Where stories live. Discover now