الفصل التاسع

123 9 10
                                    

قالو ان الأنسان لا يعرف قيمة الأشخاص في حياته الا اذا خسرهم..كلمات وليد التي نزلت على شادي كالصاعقة فأحرقته وكادت ان تسبب بموته..هنا عرف انه يحبها بجنون وهو الذي يخاف خسارتها اكثر من اي شيء..لم يكن بوضع يسمح له بالقيادة فتولى سامي مهمة اصطحابهم للمستشفى ولم يتركهم حتى انقشع الظلام وحل الفجر..بدأت امل تستعيد وعيها رويدا..كانت ليلة صعبة لم يناموا فيها واملهم في غرفة العمليات تعاني من جرح عميق سببه لها احد المرضى من السجن..لسوء حظها كانت طبيبته فأستغل لطفها وكرمها فجعل منها رهينته..كان هذا ثمن طيبتها لكن ليس سيء ان تكون انسان.. االبشر هم السيئون يستغلون نبل المقابل ثم يطعنوه بظهره..بقي شادي بجانبها طوال الليل و لم يترك يدها..تمسك بها بقوة كطفل لحظة خروجها  من العمليات وحتى استعادتها لوعيها..
شادي : هل تسمعيني؟هل تعرفين اين نحن
اجابت بصوت ضعيف: في المشفى

حرك اصبعه امام عينيها ذهابا وايابا..فهدء قليلا لأستجابتها وعودة وعيها بالكامل..
-  لا بأس كانت ليلة سيئة..
-  ليست اسوء منك
-  اعلم..

بدا الألم واضح من نبرته وملامحه كانت تقصد المزاح معه وحسب..ارادت ان تواسيه لكنه نهض واستأذنها ليطمئن الأخرون..عندما ابلغهم بأستعادة وعيها تمكنوا من التنفس اخيرا..مرو بساعات قاسية منتظرين ساعة الراحة التي حملت نبأ عودة وعيها.. جميعهم هرعو اليها حالما سمعو بأصابتها وكانت السيدة هنادي اكثرهم خوفا..تعزها كأبنتها تماما..اقبلت عليها بسعادة ودموع..سحبتها لصدرها


-  الحمد لله الذي ابقاك لي يا ابنتي..الحمد له دائما

ربتت على ظهرها واخذت تقول..
-  لا بأس خالتي..لقد مضى
-  ياالهي من يجب ان يواسي من
اجابته بأبتسامة لطيفة..
-  اريد ان اواسيك دائما..
-  ليحميك الله من كل مكروه
-  هل الجميع في الخارج
-  اجل..سمحو لي بالدخول فقط
-  ارجوك خالتي خذيهم وعودو للمنزل..اساسا لن يسمح لهم بالدخول
-  سأفعل انت لاتهتمي فقط كوني بخير

ودعتها دون رغبتها تمنت لو ان تبقى بجوارها لكن المشاغل كثيرة..امنتها عند شادي وطلبت من الأخرون ان يتأهبو لأعمالهم..لكنهم أبو تركها..


سلمى : انا لن اتحرك من هنا
وافقها وليد وعلياء.. هم ايضا  لم يرغبون بتركها..
هنادي : انتم ميئوس منكم ماذا عن وظائفكم
علياء :اتصلت بالمدير واخذت اجازة
سلمى ووليد: ونحن ايضا..
هنادي : لا فائدة تذكر من وجود جميعكم لقد استعادة وعيها الان ولا خوف عليها..وانظرو لحالكم من الأمس هنا والتعب يقتلكم على الأقل عودو لتغيير ثيابكم.

لا يوجد بعناد السيدة هنادي اذا اصرت على شيء اخذت سلمى هذه السمة من والدتها..قرر سامي ان يختم نقاشهم الحاد هذا وعرض عليها ان يوصلها للمنزل ويأتي لهم ببعض الثياب..فرفض وليد عرضه
وليد : لاداعي ان تتعب نفسك..اوصل الخالة للمنزل ولا تهتم لنا
سلمى : وليد محق..سأكون شاكرة اذا اوصلت والدتي
سامي : ألم تقولي في الأمس اصبحت واحدا منكم..فلماذا تعاملوني كنكرة ام كانت مجاملة..
سلمى : ابدا

طيف الماضي Where stories live. Discover now