" و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم
و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم .."في الجزائر
بقيت طوال أسبوع تسير من مكان لمكان بلا هدى و زاد الأمر سوءا ، فهي لم تعد تعرف أين وصلت و لا بأي مدينة هي ، فقط تركب أي حافلة أمامها .
مشت تضع يدها على الجدران بعد أن نزلت من الحافلة ، تحاول ألا تبعد يديها طويلا عن الجدران ، حتى لا تكون عرضة للسيارات ، أنهكها التعب و الجوع ، فجلست قرب جدار ما ظمت سترة ذلك الرجل لتدفئ نفسها قليلا ، بينما تسمع تهامس الناس حولها ، و قد أدركت أنها المقصودة ، و هي لا تعلم ما سبب ، هل هي هيئتها ؟ أو الوقت الذي لم تعد تعرفه و تفرق بين ليلها و نهارها ؟ شعرت بيد توضع على كتفها لتنتفض بفزع
" إهدئي يا ابنتي "
إستكانت قليلا لكنها سحبت نفسها من يده
" ماذا تفعلين هنا بهذا الوقت ؟ إن صلاة العشاء قد قربت "
" العشاء ؟ كم الساعة ؟"
هز رأسه بيأس فالواضح من جسمها المتورم و ملابسها الرثة أنها مشردة. ربما أيضا مجنونة ليتمتم بخفوت دعاء " ألهم لك الحمد أن عافيتنا مما إبتليت به عبادك "
سمعته و قد أدركت مقصد الدعاء لتجيب بكلام جعله يعرف أن التي أمامه لها قصة أوصلتها هنا
" عماه ، أنا ليس بي مس من جن أو جنون ، لكن بي كيد ظالمين و قهر رجال ، و لم أفقد عقلي فهو كل ما تبقى لي مما رزقني الله بفضله "
كانت عينيها تشرد في كل مكان ، و لم تنظر له ، ليعض شفته السفلية بندم ، فيبدو أن الفتاة ذكية و متعلمة لكن ما أوصلها لهنا
" بنيتي هناك غرفة ملحقة في المسجد ، عادة أعطيها لمعلمة لتلقي بها دروس تحفيظ القرآن ، أو يبيت فيها المسافرون الذين ليس لهم مكان ، ما رأيك أن تبقي فيها حتى تجدي حلا ؟"
صمتت تفكر قليلا ثم أجابته " و ما يجعلني أثق برجل أجنبي ، و من أين لك بمفاتيح أبواب المسجد ؟"
نظر لنفسه ، فكل ما فيه يثبت أنه إمام مسجد ، ليعيد نظره للفتاة أمامه و هو مستغرب
" أليست هيئتي تثبت أنني إمام أو شيخ ؟"
ابتسمت بألم " أعذرني فأنا عمياء لا أبصر ، فقد خسرت نظري "
فتح فمه بحيرة و صدمة ثم قال بتحذير
" ابقي هنا و لا تتحركي سأعود لك "
أنت تقرأ
Lord of Mafia
Short Storyجلست على مقعد بعد أن تعبت ساقيها المجروحة ، ثيابها جملوثة بدمائها و دماء عدد من الناس الذين لا تعرفهم ، ... كانت قبل أيام تملك كل شيء عائلة ، عمل ، خطيب ، أصدقاء ، و الأهم أنها كانت بعافية .... حياة كاملة و مثالية حتى ذلك اليوم.... فقدت عائلتها و...