part 4

4.1K 225 39
                                    

" و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم
و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم .."

في الجزائر

بقيت طوال أسبوع تسير من مكان لمكان بلا هدى و زاد الأمر سوءا ، فهي لم تعد تعرف أين وصلت و لا بأي مدينة هي ، فقط تركب أي حافلة أمامها .

مشت تضع يدها على الجدران بعد أن نزلت من الحافلة ، تحاول ألا تبعد يديها طويلا عن الجدران ، حتى لا تكون عرضة للسيارات ، أنهكها التعب و الجوع ، فجلست قرب جدار ما ظمت سترة ذلك الرجل لتدفئ نفسها قليلا ، بينما تسمع تهامس الناس حولها ، و قد أدركت أنها المقصودة ، و هي لا تعلم ما سبب ، هل هي هيئتها ؟ أو الوقت الذي لم تعد تعرفه و تفرق بين ليلها و نهارها ؟ شعرت بيد توضع على كتفها لتنتفض بفزع

" إهدئي يا ابنتي "

إستكانت قليلا لكنها سحبت نفسها من يده

" ماذا تفعلين هنا بهذا الوقت ؟ إن صلاة العشاء قد قربت "

" العشاء ؟ كم الساعة ؟"

هز رأسه بيأس فالواضح من جسمها المتورم و ملابسها الرثة أنها مشردة.  ربما أيضا مجنونة ليتمتم بخفوت دعاء " ألهم لك الحمد أن عافيتنا مما إبتليت به عبادك "

سمعته و قد أدركت مقصد الدعاء لتجيب بكلام جعله يعرف أن التي أمامه لها قصة أوصلتها هنا

" عماه ، أنا ليس بي مس من جن  أو جنون ، لكن بي كيد ظالمين و قهر رجال ، و لم أفقد عقلي فهو كل ما تبقى لي مما رزقني الله بفضله "

كانت عينيها تشرد في كل مكان ، و لم تنظر له ، ليعض شفته السفلية بندم ، فيبدو أن الفتاة ذكية و متعلمة لكن ما أوصلها لهنا

" بنيتي هناك غرفة ملحقة في المسجد ، عادة أعطيها لمعلمة لتلقي بها دروس تحفيظ القرآن ، أو يبيت فيها المسافرون الذين ليس لهم مكان ، ما رأيك أن تبقي فيها حتى تجدي حلا ؟"

صمتت تفكر قليلا ثم أجابته " و ما يجعلني أثق برجل أجنبي ، و من أين لك بمفاتيح أبواب المسجد ؟"

نظر لنفسه ، فكل ما فيه يثبت أنه إمام مسجد ، ليعيد نظره للفتاة  أمامه و هو مستغرب

" أليست هيئتي تثبت أنني إمام أو شيخ ؟"

ابتسمت بألم " أعذرني فأنا عمياء لا أبصر ، فقد خسرت نظري "

فتح فمه بحيرة و صدمة ثم قال بتحذير

" ابقي هنا و لا تتحركي سأعود لك "

Lord of Mafiaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن