part 8

3.7K 177 57
                                    

في كل قلب توجد مقبرة
ندفن فيها أحلامنا ... خيباتنا .... آمالنا
و أحيانا ندفن أشخاص على قيد الحياة و نشيع مآتمهم و هم ما يزالون أمامنا

تلألئ القمر بنوره يزين السماء الداكنة ، حوله مليارات النجوم ، ليلة ساحرة للنظر و القلب ، لكن القلوب التي أثملها الألم و أغرقها الفراق ، لن ترى سوى سواد تلك السماء ، و كيف أن النجوم معا تلمع بغرور حول قمر وحيد حزين .

لم يكن حاله أفضل من القمر ، فهو يستمع لأصوات ضحكات قادمة من منزل العائلة الذي خلفه ، بينما هو مستلقي على العشب بمفرده ، و مع كل نسمة باردة تهب من رياح أكتوبر المحتضر ، المبشر بقدوم شهر نوفمبر المثلج ، كان قلبه يزداد برودا ، عينيه الخضراء ذهب رونقها و أحاطتها هالات سوداء ، لحيته الغير مشذبة ، جسده المعضل رغم نحوله ، و مطفأة السجائر المليئة ببقايا السموم ، كل ما حوله يظهر بؤسه ، إنظم له يحيى ليجلس محتظنا ركبته و ينظر للأعلى بشرود هو الآخر

" كيف حالك أيها القيصر ؟"

ابتسم ذو العيون الزمردية بإستهزاء ، هل يسأل الذبيح عن أحواله ؟, هل بقي لديه حال ليكون عليه ، فأجاب بكلام كالألغاز قد إعتادوه مؤخرا

" أيضر الشاة سلخها بعد الذبح ؟"

" إلياس ما فات قد مات ، عليك أن تكمل حياتك ، أنظر حولك ، هناك آلاف غيرها يطلبون رضاك ، و هي لم تعد هنا بعد الآن ، لا يمكنك إيقاف حياتك على من مات و ..."

وقف المدعو إلياس و هو ينفض ثيابه مقاطعا كلام الآخر و هو يهسهس بغضب

" يحيى لا تتدخل "

دخل من الباب الزجاجي متوجها ناحية المدخل الرئيسي لمنزلهم ، و هو يرى سراب ليلة موت روحه و قلبه ، توقف للحظة و هو كالمعتاد شارد في تلك اللحظة و تلك النظرة الأخيرة ، قبل أن تختفي أمامه ، كل ما يراه بذلك المنزل أصبح أطياف الماضي الذي يتراقص أمامه ، سارع بخطاه للخارج بينما يحيى يراقبه ، حرك رأسه بيأس على حال ابن عمه ، ثم صعد للمكتبة .

كانت المكتبة مليئة برفوف تحتوي على آلاف الكتب التي جمعت و رتبت بعناية حسب نوعها و ترتيب حروفها فكتب الأدب وحدها و العلوم و الإقتصاد و غيرهم ، بينما توسطت تلك القاعة طاولة كبيرة و عدة كراسي مختلفة الأشكال هنا و هناك .

و على الطاولة جلس راين و مراد و فهد الذي يعالج جروحه ، ما إن رؤوا يحيى حتى توقفوا عن الكلام ، و كان أول من سأل هو راين

Lord of MafiaWhere stories live. Discover now