part 5

4.1K 206 23
                                    


رغم أنني عمياء لكنني رأيتك الآن لأول مرة ...
ليس بعيني قلبي إنما ببصيرتي ...
و كنت عادي .... عادي لدرجة لم أعرفك بها ...

سمع صوت صبي يسأل " لما أدخل الجنة ؟ لقد قلتي أنه إرتكب كل الجرائم و قتل ، أليس من قتل نفسا كأنه قتل الناس جميعا ؟"

أجابت " نعم ، لكن أنت غفلت ، هو ندم ، و حزن و أراد إصلاح نفسه ،خاف مقام ربه و غضبه فقرر أن يتوب ، لكن الفقيه قد قفل جميع الأبواب بوجهه ، و نسي أن رحمة الله وسعت كل شيء ... "

بقي شاردا مع كلماتها ، كأنها تسمع و ترى كل ما في قلبه ، كل خواطر نفسه ، فتجيب عنها ، و تخبره أنه لا زال هناك أمل ، خرج علي يتكلم مع الشيخ لينظر لسيده

" سيدي ، إمام المسجد هنا "

وقف ليلقي التحية عليه ، بهدوء جعل علي يستغرب ، ليسأله الشيخ بإستغراب و ابتسامة ودودة

" قال صديقك أنك تحتاجني ، خيرا يا بني ؟"

" كنت أنوي رد أمانة لأهلها ، لكني الآن أنوي ردها لأهلي ، أريدها أن تكون زوجتي ، سأكلم والديها في الأمر "

كانت كلماته كفيلة بجعل الإمام يبتسم فرحا، لقد استجاب لدعائه ، و ما كاد يقول شيئا حتى تفاجأ بصوت عميق خلفهما

" تقصد انها ستكون زوجتي"

إلتف صاحب العيون الزرقاء ليقابل الرجل الذي عرف صوته كليا لينظر له بصدمة، بينما ابتسم الآخر ببراءة تبطن شرا مستطيرا

"آدم، تعرف أنني لا أحب اللف و الدوران، لذلك تنحى عن طريقي "

عاد  السيد محمد لمنزله حاملا معه أكياس الخضار ليجلس مع زوجته زينب و قد وجد نسرين تجلس على طاولة جانبية تقشر الخضر لوحدها ، فقد عملت على أن تساعد و لو قليلا  ، ليبتسم قبل أن  يجلس قرب زوجته ليتكلم معهما

" خيرا إن شاء الله أراك سعيدا ؟"

" فعلا إنه خير ، لكن ليس لنا بل للفتاة "

ابتسمت زينب لتظهر التجاعيد التي لم تنجح في إخفاء مدى جمالها في شبابها،  بينما انتبهت حواس نسرين التي توقعت أنه عن أهلها

" أفرحني هل أهلها طلبوا أن تعود ، و سامحوها "

ظهرت ملامح الحزن ترافقها تنهيدة منه

" للأسف لم يأتوا ، لكن رجلان تقدما لخطبتها "

حزنت لأن أهلها لم يأتوا و يبحثوا عنها بينما صدمت زينب من حديثه ، فلا يوجد رجل شرقي يقبل الزواج بفتاة فقدت عذريتها أو حتى إن كانت عمياء فقط فكيف بفتاة تحمل الصفتين معا ، و أتى رجلين لها ايضا

Lord of MafiaWhere stories live. Discover now