براءة الصياد البارت الأول

35.3K 614 73
                                    

بغرفة من إحدى غرف هذه المشفى العملاقة؛ كانت هناك فتاة ترقد على أحد الأسرة الحديدية الموضوعة بها، نائمة بذبول وكأنّ قلبها لا يريد العودة إلى هذا الواقع المؤلم مرة أخرى، فاقدة الشعور بكل ما حولها ومع كل هذا لم يفقد وجهها البرائة التى تشع منة وكأنة بدرا منيرا بليلة عتماء ولكن ما ينقصة فقط؛ هو إغلاقها لحبتيّ اللؤلؤ خاصتها

كان عقلها يجاهد بكل السبل أن يعود إلى الواقع مرة أخرى ولكن قلبها يأبى الانصياع إليه، ظل عقلها وقلبها فى صراع قوي حتى استطاع العقل التغلب على القلب هذه المرة بسبب ذلك النحيب الذي يصل إلى مسامع أذنها وكأنه طعنات فى قلبها فيساعد العقل على الانتصار ويجبرها على العودة إلى الواقع مرة أخرى.

رمشت عينيها ببطئ شديد وهى تحاول أن تسترجع آخر ما مر بها فى لحظاتها الأخيرة فتذكرت آخر ما وقع على مسامعها؛ فصرخت بانهيار هاتفه باسم والدها وهى تهب جالسة على الفراش بفزع.

نظرت حولها بخوف شديد تحاول أن تخبر قلبها أن ما رأته ما هو إلا حلما بل كابوسا وانتهى بمجرد صحوتها من نومها ولكن عندما نظرت إلى الجالسة أمامها تيقنت من مظهرها أن ما رأته ما هو إلا عين الحقيقة

نظرت إليها بعدما علا نحيبها بعيون متورمة من أثر البكاء بعد سماعها تصرخ باسم والدها قائلة:فاطمة اهدي بالله عليكِ مش عايزة أخسرك انت كمان أرجوك اهدي عشانى أرجوك

نظرت فاطمة إليها بضياع وشفقة قائلة ببكاء كان أشبه بالطعنات للأخرى
-فين بابا انا عايزة بابا يا أسما اللى سمعته دا مش حقيقى صح قوليلى مش حقيقى بابا عايش صح

لم تستمع سوى نحيب الأخرى الذي علا أكثر مما كان عليه فصرخت بها بانهيار قائلة:انتى بتبكى ليه متبكيش بابا عايش هو اللى لينا فى الدنيا دي مينفعش يروح ويسيبنا

استجمعت أسما قوتها وهى تمحى تلك الدموع القاسية العالقة فى عينيها
-فاطمة دا قضاء ربنا احنا هنعترض عليه؟ لازم نرضى هو قدره كدا مش بإيدنا دلوقتى إلا إننا ندعى له هو مش هيكون فرحان وإحنا بنبكى ولا هيفيده بحاجة لكن إما تدعى له هيكون مبسوط ودا اللى هينفعه أرجوكى اهدي انت بقالك ثلات أيام هنا على الحال دا لازم تكونى قوية
انهمرت الدموع من عينيها وتمسكت بالوسادة وضغطت عليها بشدة قائلة بحلق جاف من أثر البكاء:كلامك صعب عليا أوي أوووي بالرغم انه الصح بس صعب عليا بابا كان كل حاجة لينا بعد وفاة ماما الله يرحمها هيكون لينا مين
ابتسمت الأخري من بين دموعها قائلة :معانا ربنا هو القوي الرحيم هنعوذ ايه اكتر من كدا
لم تجد لها ردا سوى أنها دفنت وجهها بالوسادة وظلت تبكى وتنتفض بشدة تريد بعضا من الوقت حتى تستوعب حقيقة وفاة والدها الذي سافر إلى إحدى الدول برفقة صديقه وكان السبب مجهولا لديها وبعد شهر من سفرة فى اليوم السابق لعودتة استمعت إلى خبر وفاتة لا ليست وفاتة بل مقتلة !

براءة  الصيادDove le storie prendono vita. Scoprilo ora