براءة الصياد الرابع

12.2K 524 54
                                    

ارتسمت معالم الصدمه علي وجه حمزه الذي ينظر إلى رفيقه وهو يجلس ببرود شديد غير عابئا بفعلته
نظر إلى المتدربين وهم يفترشون الأرض ألما مما فعله علي بهم ثم عاود النظر إليه مره أخري يكاد يقسم أنه ستصيبه نوبة قلبية من بروده الذي يشبه الجليد
كان يشعر بنظرات صديقه الأبله تجاهه  فنهض قائلا بسخريه وهو يرمق المتدربين بلامبالاه : حمزه المتدربين بتوعك مينفعش يشتغلوا عندي في شركتي دول آخرهم يحرصوا قفص جوافة
اتسعت عيني الآخر بصدمه مما هتف أهو كان يريد منهم الصمود بعد كل ما فعله بهم لقد سمع أصوات تهشم عظامهم ، يجزم أنه رأى نظرات الندم بأعينهم جميعا على قرارهم المتهور بالعمل بهذه الشركه التي يملكها هذا المختل !!
فاق من شروده على أنين أحد المساكين المرميين أرضا فمسح وجهه بغيظ ثم استدعى أحد العاملين وأخبره بأن يطلب لهم سيارة الاسعاف فما أفسده صديقه لم يقدر على مداواته طبيب واحد

جلس على مكتبه بعد إهلاكه لهؤلاء المتدربين الضعفاء بالنسبة له ثم دق على شخص ما هاتفا : ربع ساعه وتكون عندي يا مصطفى ثم أغلق الهاتف دون أن ينتظر اجابة .
*********
احتلت المقعد الخلفي من السيارة جالسة بجوار شقيقتها التي تحتل الابتسامه معالم وجهها
فابتسمت هي الاخري قائلة :كنت متأكده انك لو جيتي هنا هتفرق معاكي كتير
نظرت إليها بإمتنان قائلة: فعلا شكرا بجد يا أحلى أخت في الدنيا
نظرت إليها فاطمه بضمير متألم قائلة وهي تمسك بإحدى يديها :أسما سامحيني 
رمقتها بإستغراب قائلة : أسامحك علي إيه
ابتسمت بحزن قائلة :عشان محستش  بيكي أنا آسفة
أزالت أسما تلك الدمعه التي تسربت هربا من عيني شقيقها قائلة : انتي دنيتي انتي مقصرتيش معايا في حاجه بس المرة دي الموضوع كان صعب علينا احنا الاتنين
فاطمة : عندك حق بس أكيد ربنا معانا ودي أكتر حاجه مطمناني
أسما : أكيد
تذكرت فاطمة شئ ما فهتفت : صحيح يا أسما مين كان واقف معاكي دا وانا بدفع الحساب لمحت شخص واقف معاكي بس مخدتش بالي من شكله
نظرت إليها بتوتر ففاطمة مازالت لا تعلم بشئ بينما الأخري نظراتها كانت تحسها على التحدث فهتفت قائلة وهي لا تنظر إلي عينيها:دا واحد كان بيسألني علي حاجه
فاطمه : بجد دا انا خوفت يكون حد بيضايقك
نظرت إليها  بإبتسامه متوترة فهذه هي المره الأولى التي تلجأ للكذب فيها على شقيقتها بسبب ذلك المختل ودت لو لكمته في وجهه الذي يتباهي بجماله وهشمته حتي يذهب عنها غيظها منه
********
أغلق هاتفه بتوتر ثم جمع متعلقاته الشخصية واتجه إلي شركة الحراصه الخاصة التي يملكها هو وأخية
كان يشعر بالقلق يتفاقم بداخله كلما اقترب من مكتبه يشعر بالذنب مما فعل لا يعلم كيف سيواجهه بالرغم من ان أخيه لا يدري بما فعل الا أنه يشعر بأنه طعنه في أعماق قلبه بفعلته وخيانته له فماذا فعل هو حتى يشعر بكل هذا تجاهه؟
********
بعد مرور يومين
كانت فاطمة تجلس بجوار شقيقتها في هذا الحفل الصاخب الذي أقامه إبراهيم بمناسبة خطبة ابنته الصغري
كانت فاطمه توزع أنظارها في المكان بدهشة مما تري فالأجواء هنا تختلف تماما عما اعتادت هي فهذا الحفل مليئ بالنساء العاريات حقا هؤلاء  هن الكاسيات العاريات اللاتي تحدث  عنهن الرسول صلى الله عيله وسلم  حتى أصوات الموسيقي التي تصدح بكل مكان بكلمات ليس لها معني التفتت بنظرها إلي العروس التي تجلس بجوار خطيبها بهذه الثياب التي تظهر ذراعيها وأسفل ساقيها وأخويها يبتسمان فرحان بخطبة شقيقتهما غير مهتمين بجلوسها هكذا أمام الرجال حتي أمام خطيبها هذا الذي مازال أجنبيا عنها ابتسمت بسخريه من نفسها فماذا كانت تظن أن تجد فشقيقي العروس يتفننان في اذلال والدهما وإهانته !!
نظرت إلي شقيقتها التي لم تكن صدمتها أقل منها هاتفه بضيق:أسما تعالي يلا نمشي
أسما :عمو إبراهيم هيزعل
فاطمة : لا مش هيزعل احنا عملنا اللي علينا وحضرنا تاني حاجه احنا مش هنقعد في الجو والاغاني دي نرتكب ذنوب وخلاص
أومأت لها أسما بتفهم بينما توجهت فاطمه  إلي مكان تواجد إبراهيم وأخبرته بمغادرتها هي وشقيقتها واعتذرت منه على عدم قدرتها علي البقاء أكثر من ذلك
********
كانت يارا تجلس جوار عمر بجمود وكأنها تشاهد مسرحية ممله أوشكت  علي الانتهاء لم تملك صديقة واحده تبقى معها بسبب شخصتها الانطوائية فبالرغم من وجود بنات عمها وعماتها حولها الا انها تشعر بالوحدة المميته هو وحده من كانت تشعر معه بالاكتمال بأنها لا تريد أحدا سواه ولكن ها هو يجلس بجوارها و لا يعيرها أي اهتمام وكأنها لم تكن رفيقة عمرة وقلبة يوما ما
كان ينظر إلي أصدقائة بنظرات شبيهه لنظراتها يتمني أن ينتهي هذا الحفل بأسرع وقت ابتسم داخله بسخريه أهذا اليوم الذي ظل سنوات عديده يتمناه فها هو أتي اليوم ولم يأتي  قلبه معه تمنى لو كانت الظروف مختلفه عما هي ولكن لا هي تستطيع مسامحته عما اعتقدت أنه فعل بها ولا هو يستطيع مسامحتها عما فعلت بقلبة الذي تمزق و روحه التي فارقته عندما عاد من سفره بلهفة إليها بينما هي كان غيرة يزين يدها بخاتم خطبته ود وقتها أن يصرخ
 ان يبكي بكل قوته حتي أنه تمني أن يقبض الله روحه بهذه اللحظة كل هذا الصراع كان بداخله ولم يفعل وقتها سوي أن توجه إليهم بكل  برود يبارك لهما لم ولن ينسي نظرات الانتصار التي كانت بعينيها وقتها وكأنها فرحة بانهيار قلبة أقسم وقتها أن يخرج حبها من قلبة وإن اضطر على نزعه بيده وها هو اليوم يجلس برفقتها وكأن لم يحدث شيئ وكأن لم يبكي قلبه دما عليها يوما ما ومع كل هذا تريده أن يغفر لها ويتعامل معها كأن لم تفعل شئ دائما كانت هذه عادته هو معها ولكن في هذه سيكون عفوه عنها جرحا اخر لقلبه الدامي واهدارا لكرامته المجروحه
فاق من شروده علي دخول رجل بعبائه سوداء يحمل دفترا بيده وعمه يسير بجوارة بسعادة كامله متجها إليه قائلا :ايه رأيك في المفاجئة دي
نظر عمر إليه بصدمه يتمني أن يكون أخطأ في ما توصل إليه عقلة ولكن كيف فنظرات الجميع المحمله بالسعادة لا تدل الا علي ما توصل إليه هو كان يعتقد أنها ستكون خطبة فقط وبعد تحسن حالة عمه الصحية سيخبره بأنه لا يمكنه الإكمال بهذه الزيجه ولكن ماذا سيفعل الآن أيخبره أمام كل هذا الحشد أنه لا يريدها حتي أنه لا يستطيع فعل هذا بها هي حبيبة عمره كيف له أن يجرحها بهذه الطريقة القاسية .
توجهت فاطمه للخروح هي وشقيقتها ولكن وهي علي أعتاب الفيلا وجدت شقيقتها تميل عليها فتمسكت بها بلهفة قائلة : ايه يا اسما في ايه هتقعي
نظرت أسما إلي قدميها قائلة بتألم مش عارفه شكل الجزمه اتقطعت اااه رجلي اتلوت
فاطمه بقلق وهي تشير علي أحد المقاعد القريبة منهم  : طيب تعالي اتسندي عليا اقعدي هنا
أسما بعدما جلست :همشي ازاي كدا اللي داخل واللي خارج هيبص عليا
فاطمه : طيب  تعرفي تستندي عليا لحد البيت بتاعنا
أسما :طب ازاي الجزمه مش هعرف امشي بيها
فاطمه : طيب خلاص استني هنا دقيقتين أروح اجيبلك واحده تانيه
أسما :ماشي متتأخريش  عليا مكسوفه اقعد كدا
فاطمه بحنان : متخافيش مش هتأخر
تركتها فاطمة وأسرعت في خطواتها لكي لا تتركها كثيرا بمفردها
كانت خطواتها أشبه بالركض نظرت خلفها تطمئن علي شقيقتها وكادت أن تنظر أمامها مرة أخري الا أنها اصتدمت بشئ صلب
نظر إليها بغضب شديد رافعا إحدي حاجبية
كادت أن تعتذر الا أنه أشار إليها بإحدي يديه كي لا تتحدث ثم تركها وغادر ببرود تام
نظرت اليه بذهول من بروده ثم سرعان ما ضربت رأسها بتذكر قائلة : مش دا الطور
ثم نفضت بيدها وتذكرت شقيقتها وهرولت إلي المنزل مره أخري كي لا تنتظرها كثيرا

براءة  الصيادWhere stories live. Discover now