براءة الصياد الثامن

10.5K 434 47
                                    

براءة الصياد الثامن
اتسعت عينيها من بروده الذي كاد أن يصيبها بذبحه قلبيه يالله ودت أن تصفعه عدة صفعات حتي يتخلي عن بروده هذا بينما الآخر كان ينظر إليها ببرود غير آبها بشئ
ضغطت علي قبضة يدها بعنف كاد أن يمزق عروقها ثم هتفت قائلة : انت ايه البرود اللي انت فيه دا بجد انت كدا ازاي دا زواج هو دا لعبة
اجابها ببرود مماثل لما قبله قائلا : انا لا اتجوزتك ولا كنت عارفك أصلا ثم أشار إلي أبيه الذي كان آتيا إليهم بعدما علم من الخادمة ما يحدث : اسألي الباشا هو اللي عمل كل حاجه وحلي عني بقا عشان أنا مش فاضي
ثم هم بالذهاب من أمامها ولكن نظرت إليه فاطمة بغضب قائلة: انت رايح فين أنا لازم أفهم في ايه والله حرام عليكوا اللي بتعملوه فينا دا انتو إيه ثم وجهت نظرها إلي ابراهيم الذي يقف بخوف من ردة فعلها : انتو ايه اللي عملتوه فينا انا وأختي دا انتو ليه كدا ثم أردفت بصراخ وهي تتذكر حديث علي لوالده  : ايه دا هو أنا اللي كان بيقولك استغليت أخويا وجوزتني طيب هو مش موافق وانت مش موافقه يعني الزواج باطل
أجابها علي الذي كان يستمع إلي حديثها بهدوء قائلا : أنا كنت عارف وموافق من أول لحظة
نظر إليه ابراهيم بصدمة فهتف إليه وهو يضحك بسخرية : بس مش عشانك انت آخر واحد أعمل له خاطر في الدنيا دي
نظرت فاطمة اليه باستغراب قائله : طب وافقت ليه انت لسه قايل انك مكنتش عارفني
أجابها ببروده الذي عهدته منه قائلا : والله ليا أسبابي محدش ليه دخل فيها
ثم فتح باب سيارته واستقل مقعد السائق وتوجه إلي الخارج تحت أنظارهم المصدومه
شعرت فاطمة بالدماء تغلي في جسدها من هذا الشخص الذي يبدو أن ما يسير بجسده ماء وليس دما من بروده  المبالغ فيه ودت لو خلعت حذائها وقذفته به حتي تهدأ أعصابها
بعد ذهابه نظرت فاطمة إلي ابراهيم بعتاب قائلة : ليه
نظر إليها بشفقة قائلا : والله يا بنتي أبوكي اللي طلب كدا ودي كان أول حاجه طلبها أول ما فاق من العمليه حتي كتبنا الكتاب في المستشفي وزي ما انتي شايفة علي مكانش موجود انا لحد دلوقتي مستغرب هو عرف ازاي
فاطمة : طب أنا مش موافقه يبقي الزواج دا باطل
ابراهيم بحزن : عندك حق صحته هتتوقف علي موافقتك انتي ادام علي كان موافق انتي من حقك تبلغي المحكمه وتلغي الموضوع بس دي كانت وصية أبوكي وقالي اما فاطمه تعرف قولها الجملة دي قالي قولها : أبوكي عمرة ما أذاكي ولا هيأذيكي وهو بيموت وزي ما كان سند ليكي في الدنيا هيختار لك خير السند
نظرت فاطمة إلي إبراهيم بقلة حيلة بعدما استمعت إلي الكلمات الأخيرة التي تلفظ بها والدها كيف لها أن ترفض شيئ رآه والدها ومالك قلبها الأول خير لها ولكن كيف تقبل بزيجه كهذه من شخص لا تعلم عنه شئ سوي أنه أقل ما يقال عنه جبل الجليد  شخص جميع الأوقات التي رأته بها يثور علي والده ويعامله بأسوأ ما يكون حتي وإن كانت له أسبابه الخاصه فكيف لها أن تعيش بهذا الوسط الذي لم تألفه من قبل فلا يوجد أي مقارنه بين عالمها سابقا وعالم هؤلاء الأشخاص
توجهت إلي المنزل الذي تمكث به هي وشقيقتها دون أن تنبت بحرف فلا يمكنها إضافة أي كلمة حاليا بهذا العقل المشتت
فتحت حقيبتها السوداء التي كانت تحتوي علي بعض أغراضها  الخاصه ظلت تعبث بأغراضها إلي أن توصلت لمبتغاها نظرت إلي ما في يدها كانت صورة لوالدها وهو يبتسم لم تملك سوي مبادلته تلك الإبتسامة ثم ظلت تنظر إلي الصورة بعتاب وانفجرت في البكاء علي ما أصبحت عليه هي وشقيقتها برقت عينيها عندما تذكرت شقيقتها كيف لها أن تنساها هكذا فهي من المؤكد أنها تنهار بداخلها كعادتها دائما
اعتدلت في جلستها وبحثت بعينيها علي شقيقتها فوجدتها تجلس علي المقعد أمامها ودموعها تسيل من عينيها بشرود
اتجهت إليها وجلست بجوارها ثم أمسكت يدها قائلة بمواساه : متزعليش أدام بابا عمل كدا يبقي دا الصح وأكيد في سبب انتي مش واثقه في بابا
شعرت أسما بكلام شقيقتها كأنه سهام تطعن قلبها فهي علي علم بكل هذا
تذكرت ذلك اليوم الذي كانت تجلس فيه في المشفي برفقة شقيقتها التي كانت غائبة عن الوعي منذ عدة أيام بعدما علمت بمقتل والدها
وجدت إبراهيم آتيا إليها يسألها عن حال شقيقتها فأخبرته بسوء حالتها فأخبرها أنه يريد أن يتحدث معها بشئ هام فأومأت له بإيجاب وجلست تستمع إليه
نظر اليها إبراهيم بحزن دفين قائلا : بصي يا بنتي انتي عارفه ان ابوكي فضل يومين في المستشفى قبل ما يموت
سالت دموعها بشدة حينما عادت إليها ذكري وفاة والدها مره أخري فأومأت إليه بايجاب فاردف حديثة قائلا : اللي انتي متعرفهوش بقا انه فاق قبل ما يموت بساعات
نظرت إليه بصدمه ورجاء بأن يستكمل حديثه فتابع قائلا : اللي أنا بقوله دا عارف انه مش هيكون سهل عليكي ولا علي أختك بس لازم تعرفيه عشان تساعديني
نظرت إليه تحثه علي متابعة حديثة فتابع قائلا : ابوكي فاق وفضل يقول اسمك انتي وأختك وكلام غريب كدا وانه مش هيكون مرتاح وانه عايز يحميكوا عشان ميكونش مصيركوا زيه  وكلام أنا مش عارف سببه المهم فضل يقولي مش عارف أعمل ايه لدرجة انه كان بيبكي من خوفة عليكوا قلت له اني هكون معاكوا وكدا بس هو كان خوفه أكبر من كدا في لحظة اقترحت علية تتجوزوا انتو الاتنين ولادي مش عارف ازاي اقترحت كدا وأنا عارف إنهم هيرفضوا بس اللي طمني وقتها ان مصطفي ابني كان معايا وسامع كل كلمة وكان ساكت لأنه كان مدرك الموقف المهم أبوكي وقتها فرح جدا أما سمع اقتراحي دا لأنه كان عارف ان الاتنين بيشتغلوا في الحراصه أصلا وواحد منهم ظابط فاتطمن وقتها طلب مني اني اجيب مأذون فورا وأولادي ويكتب الكتاب حتي وقتها لأننا كنا في ألمانيا مفيش مأذون  أصلا يمكن الزواج الاسلامي عندهم ممنوع مصطفي راح السفارة المصريه ولأنه كان عارف كل حاجه هناك عرف يتصرف
نظرت إليه أسما بخوف مما سيتفوه به  فأردف قائلا : وقتها فعلا مصطفي وافق يكتب ولأن انتي الصغيرة اتجوزك انتي وعلي طبعا مكانش موجود والصراحه أنا عارف انه مستحيل كان يوافق بس افتكرت انه كان عامل توكيل لمصطفي في كل حاجه عشان الشركة  وكدا طلبت منه انه يكتب بالوكاله دي طبعا مصطفي رفض في الأول لأنه كان شايف ان دي خيانه لأخوه وكدا بس في الآخر ادام دموع أبوكي وتعبه ورجائي أنا كمان وافق علي أمل انه هيكون زواج لفترة مؤقته وممكن علي يطلقها عادي
نظرت إليه اسما بذهول مما استمعت اليه قائلة : يعني ايه يعني أنا دلوقتي متزوجه وفاطمة كمان بس كدا زواج مش صحيح
إبراهيم :انتي زواجك متوقف صحته علي موافقتك وفاطمة بقا علي أصلا مش عارف دا تزوير بس أبوكي قالي انه بعد فترة معينه الخطر اللي عليكوا هيروح وانه بالنسبة لنا احنا كمسلمين الزواج مش صحيح لكن اللي الخوف منهم ميعرفوش أي حاجه وقال لي فهم أسما هتكون معاك لكن فاطمة  هتاخد وقت علي ما تستوعب وأنا يا بنتي عملت زي ما طلب مني وقالي علي رساله أقولها لفاطمة  هتخليها توافق
تصنمت أسما مما استمعت إليه ظلت تنظر أمامها عدة ثواني دون أن تنطق بشئ ثم وجهت حديثها إلي إبراهيم قائلة : معني كلامك ان بابا اتقتل بتعمد يعني مش بدون قصد زي ما قلتوا لنا ثم تابعت بنحيب : طيب ليييه هو عمل إيه عشان يحصل فيه كدا هو أصلا ايه علاقته بدا كله بابا كان راجل غلبان ملوش في جو القتل والكلام دا أنا حاسه اني بسمع مسلسل وبعد دقايق هينتهي وازاي هعرف فاطمة بكل دا دا مجرد ما قلتوا لنا انه اتقتل بدون قصد دخلت في غيبوبة والله أعلم هتفوق منها امتي ليه بيحصل كدا ياااارب يااارب أنا راضية بقضاؤك يارب يارب قد عظم بلائي فارحمني اللهم لا تحملني مالا طاقة لي به يااارب 
ظلت تنتحب وقتها وتدعو ربها بقلب مفطور وصوت مبحوح من شدة البكاء ظل إبراهيم يحاول تهدءتها بهذا والوقت ولكن لم يستطيع فجلس جوارها دون أن ينطق بكلمة حتي هدأت واستكانت تماما ولم يعد يصدر منها أي أصوات فقط دموعها تسيل علي وجنتيها وتنظر أمامها بشحوب
فاقت من شرودها علي صوت شقيقتها التي تحاول تهدءتها علي ما أخفته عليها فهتفت إليها قائلة : أنا وافقت
نظرت فاطمة إليها باستغراب قائلة : وافقتي علي ايه
أسما بهدوء : علي زواجي منه كفاية انه كان قرار بابا ازاي أرفض أخر قرار خده في حياتي
ابتعدت عنها فاطمة واستندت بإهمال علي المقعد ونظرت إلي السقف بشرود ولم تتحدث بشئ
ظلت اسما تنظر إليها تحاول أن تتوصل لشئ ولكن لم تستطع فأرادت أن تنفرد بنفسها هي الأخري فتوجهت إلي الخارج لكي تستطيع اخراج كل ما بها بعيدا عن شقيقتها.
*********
 استيقظت يارا من نومها علي أصوات هاتفها المزعجة نظرت إلي الهاتف بترقب فوجدت رقم لشخص مجهول هويتة رفضت المكالمة وحاولت استكمال نومها مره أخري ولكن لم تستطع بسبب ارتفاع رنين الهاتف مرة أخري أغلقت الهاتف تماما معتقدة أنه عمر  وارتدت ثيابها واتجهت إلي الأسفل 
وجدت والدها جالسا في بهو القصر برفقة عمر الذي تكررت زياراتة في هذه الفتره أرادت العودة مره أخري إلي غرفتها ولكن توقفت عندما استمعت إلي نداء والدها لها
أغمضت عينيها بقوه ثم التفتت إليه وتقدمت منه بإبتسامه مصطنعه قائلة ببرود وهي تجلس بجوار والدها ازيك يا عمر 
نظر إليها بإشتياق قائلا : الحمد لله
استمعت إلي رنين هاتفها مرة أخري وكان لذلك الرقم المجهول فنظرت اليه باستغراب فها هو عمر يجلس امامها اذا من يكون المتصل ؟
رفعت الهاتف إلي أذنها قائلة بخفوت : ألو
استمعت إلي صوت آخر شخص كانت تتمني أن تستمع إليه مره أخري وهو يهتف بإسمها 
برقت عينيها بصدمة عندما تعرفت علي صاحبه فكيف لها ألا تعلمه وهو من أذهب النوم من جفنيها ليالي طويلة ارتجف بدنها عندما مر أمام أعينها ما كاد أن يفعله لها ارتعشت يدها بشده حتي أن الهاتف سقط من يدها من كثرة ارتجافها
نظر إليها عمر ووالدها بقلق شديد كاد عمر أن يتحدث ولكن سبقه والدها وهو يتساءل قائلا : في ايه يا يارا مين بيكلمك
فاقت من شرودها وحاولت ضبط أنفاسها التي ازدادت سرعتها من شدة خوفها قائلة وهي تحاول السيطرة علي مفاصل يدها التي تهتز بعنف : مفيش حاجه دا دا ش شكلة ضرب علي الرقم غلط
أومأ لها والدها بإيجاب مع شعورة بالاندهاش الكامل من ارتجاف بدنها بهذه الطريقة ثم توجه إلي الأعلي قائلا : أنا هطلع اعمل كام تليفون وجاي
أومأ له عمر بإيجاب وظلت نظراته متعلقة به إلي أن اختفي من أمام عينية فوجه حديثة إلي يارا قائلا بشك : مين كان بيكلمك
أجابته بعنف لا بتناسب تماما مع حالتها قائلة : ملكش دعوة وياريت متدخلش في أي حاجه تخصني تاني انت فاهم
رفع أحد حاجبيه قائلا : علي صوتك أكتر
اجابته ببرود قائلة : أعلي براحتي  ايه اللي هيحصل يعني هتكرهني عادي  ايه الجديد
نظر إليها بأسف قائلا : يارا إنتي عارفه اني مكانش قصدي الكلام دا كان قصدي بس أ
صمت عندما لم يستطيع قول شئ فابتسمت إليه بسخرية قائلة : كان قصدك بس توجعني صح كان قصدك تهين كرامتي انت عارف أنا عارفة دلوقتي انك ندمان كنت هموت نفسي بس عشان تعيش بالإحساس دا طول عمرك وعمري ما هسامحك علي الكلام دا لأن بجد أنا اللي بقيت بكرهك عايز تعرف مين بيكلمني ملكش حق انك تعرف أصلا ويوم ما أواجه مشكلة مش هلجأ لك انت يا عمر هلجأ لإخواتي سندي في الدنيا دي اللي كرامتي عندهم اغلي حاجه مش بيعملوا أي حاجه عشان يذلوني  وعلي فكرة أما بابا يخف شوية كدا تبقي تطلقني لو كان الأول زواجي منك صعب فدلوقتي هو من أصعب المستحيلات
 
كان يشعر بقلبة يتمزق مع كل كلمة تنطق بها ألهذه الدرجه أصبحت تبغضة أهذة القويه التي تجلس أمامه هي يارا حبيبة عمرة ورفيقة صباه  انتبة إلي آخر كلماتها التي تفوهت بها فنظر إليها قائلا بجمود وهو يهم بالوقوف  : كلمة طلاق دي متنطقيهاش تاني لأن بجد هتندمي وصدقيني عمرها ما هتحصل حتي لو هنفضل كدا طول عمرنا بس بردوا مش هطلقك عارفة ليه عشان انتي ليا أنا وبس
توجه إلي الخارج حتي لا يفتك بها بسبب تلك الكلمات التي تلفظت بها شعر بالغيرة من شقيقتها أراد أن يقتلهم بهذه اللحظه حتي لا يكون لها ملجأ سواه
بينما هي شعرت بالسعادة تحتل قلبها بسبب تمسكه بها ولكن سرعان ما وبخت نفسها  علي تلك السعادة التي تشعر بها قائلة : غبية نسيتي هو عمل فيكي ايه انتي بتكرهيه بتكرهيه وبس هو خانك وجرح كرامتك مستحيل تسامحيه .
**********
شعرت فاطمة بالضيق الشديد ينهش من روحها فقررت الخروج إلي مكانها المفضل برفقة فتياتها فهي عندنا تجلس معهم لا تتذكر شئ يقلق قلبها
خرجت من المنزل وجدت شقيقتها تجلس علي الارجوحه بشرود والدموع تسيل من عينيها بلا توقف فقررت الذهاب دون أن تشعرها بشئ فهي علي أي حال تعلم مكانها

براءة  الصيادDonde viven las historias. Descúbrelo ahora