براءة الصياد الثالث عشر

9.8K 383 44
                                    

براءة  الصياد الثالث عشر
تابعت فاطمة خروج شقيقتها من السيارة أمام المبني المخصص لكليتها كلية الدراسات الإسلامية قسم أصول الدين والدعوة  بينما هي ظلت معة في السيارة بمفردها حتي يذهب بها إلي جامعتها هي الأخري
وجه حديثة إليها دون أن ينظر لها قائلا : وانتي الكلية بتاعتك فين
استمعت فاطمة إلي كلماتة ولكن تجاهلته ونظرت أمامها  بإستفزاز دون أن تجيبة فهي أرادت أن تذيقة بعضا مما يفغله بها
انتظر إجابتها حتي يتوجة إلي جامعتها وبعدها يذهب إلي شركتة ولكن طال صمتها فهتف بجمود مرة أخري معتقدا أنها لم تستمع إليه قائلا : فين الجامعة بتاعتك
نظرت إليه من طرف عينيها ثم تجاهلتة مرة أخري وهي تنطر أمامها بإنتصار  تنتظر أن يتذلل لها كي تعلمة عن وجهتها
نظر إليها من مرآة السيارة وزفر بضيق بعدما أدرك لعبتها قائلا بصوت وصل إلي مسامعها : فاضي أنا للعب العيال دا
ثم أمسك هاتفة وراسل أحدهم علي الواتساب وبعد دقيقة واحدة كان يتحرك بالسيارة متجها إلي الجامعة الخاصة بها
نظرت فاطمة إليه بإندهاش فإلي أين سيذهب دون أن تجيبة ولكن عادت ابتسامتها إلي وجهها مرة أخري معتقدة أنه بإنتظار إجابتها
بعد دقائق إتسعت عينيها بصدمة حينما وجدت نفسها أمام المبني الخاص بجامعتها فنظرت إليه بضيق ثم خرجت من السيارة وأغلقت الباب خلفها بقوة كادت أن تنزعة من مكانة
ابتسم بشرود بعد خروجها من السيارة وسرعان ما عادت نظراتة إلي الجمود مرة وهو يتحرك تجاه شركتة
بعد دقائق  من ذهابة ظهرت فاطمة مرة أخري أمام باب الجامعة وهي تتلفت حولها يمينا ويسارا ثم تنهدت براحة بعدما تيقنت من عدم وجود أحد يراقبها فأشارت إلي صاحب ذلك السرفيس الذي مر أمامها توا وصعدت إلي العربة وهي تجلس بجوار تلك المرأة العجوز التي نظرت إليها بإبتسامة
كانت فاطمة تشعر بالخجل من نظرات تلك العجوز التي تحدق بها بتفحص وكأنها تقوم بتقييمها لشئ ما
بعد دقيقة استمعت إلي تلك المرأة وهي تهتف إليها بتودد قائلة : انتي اسمك إية يا حبيبتي
أجابتها فاطمة  بإبتسامة فابتسمت إليها المرأة قائلة : وانتي مخطوبة بقا
توردت وجنتيها من الخجل ثم أجابتها بإبتسامة : لأ مش مخطوبة يا حاجه
اتسعت ابتسامة العجوز بسعادة ثم هتفت إليها قائلة : طيب يا حبيبتي معاكي نمرة والدك ولا أخوكي عايزاه في موضوع
كادت فاطمة أن تجيبها  بالرفض ولكن سرعان ما اتسعت عينيها بمكر قائلة ببراءة مصطنعة: اه يا حاجة معايا
أخرجت المرأة ذلك الهاتف الصغير من حقيبتها وأعطتة لفاطمة بلهفة قائلة : طب خدي يا حبيبتي سجلية هنا
فتحت فاطمة دفترها علي ذلك الرقم الذي دونتة لها أسما في الصباح  ونقلتة إلي هاتف المرأة وأعطتة لها بإبتسامة بينما نظرت العجوز إلي الهاتف بسعادة وكأنها عثرت علي أحد الكنوز الثمينة !

*********
كان مصطفي واقفا مع صديقة جون في المطار يتحدث معة في عدة أمور قبل سفرة فهتف إليه جون بحزن قائلا : سترحل وتتركني مرة أخري يا صديقي
ابتسم إليه مصطفي بهدوء قائلا : سأغادر لسبب هام يا جون فوردتي بحاجة إلي أشواكها كي تقوم بحمايتها من أيدي الغرباء
نظر اليه جون بعدم فهم قائلا : لقد أصبحت كلماتك غامضة يا رفيقي فلم أعد أستطع تفسيرها
تنهد مصطفي بهدوء  وهو يستمع إلي صوت المذياع وهو يهتف بأن طائرتة أوشكت علي الاقلاع  فهتف إليه بأسف قائلا : لقد حان وقت مغادرتي وداعا يا رفيقي سوف ألتقي بك عن قريب
احتضنة جون بحزن ثم هتف إليه وهو بتذكر شيئا ما قائلا : يا مصطفي وماذا ستفعل مع...
كان أن يكمل كلماتة ولكن قاطعة مصطفي قائلا : ليس لدي الوقت الكافي لأتحدث معك عن هذا الأمر حاليا وداعا
تابع جون مغادرتة أمام عينية ثم  ركل بقدمة المقعد أمامة قائلا بحزن : ليتك أنهيت ذلك الأمر قبل رحيلك يا صديقي حتي تتثني لي الفرصة بأن أفعل ما أريد دون أن أقع أسيرا لضميري
***********
استمعت يارا إلي رنين هاتفها فإستيقظت من نومها بانزعاج ونظرت الى الهاتف بضيق لكي تستعلم عن صاحب تلك الرنات وسرعان ما اتسعت ابتسامتها وهي تعلم هوية المتصل وأجابتة بلهفة قائلة  : نعم يا بشمهندس عمر
ابتسم الآخر بعشق قائلا : قلب البشمهندس صباح الخير
أجابتة قائلة بسعادة : تعرف يا عمر أنا مش مصدقة لحد دلوقتي اننا بقينا زي الأول حاسة اني بحلم وخايفة أصحي ألاقينا رجعنا لنقطة الصفر
بادلها الابتسامة وكأنها تجلس أمام مرمي عينية قائلا : لا مش بتحلمي ودلوقتي كمان بقيتي مراتي ثم أردف بجدية مصطنعة قائلا : بس قومي يلا يا مدام افطري معايا قبل ما أمشي علي الشغل
أجابتة بكسل قائلة : ما انت عارف يا عمر اني مش بحب افطر
أجابها بضيق مصطنع قائلا : خلاص براحتك هفطر في الشركة مع السكرتيرة
انتفضت من علي فراشها بفزع قائلة: لأ لأ خلاص جاية أهو
عمر : هعد لحد عشرة لو مكنتيش أدامي همشي
فتحت باب الغرفة وتوجهت إلي حجرة الطعام فوجدتة جالسا أمامها بأحلي طلة فابتسمت إليه بغضب قائلة وهي تشير علي مظهرها : عاجبك كدا يعني نزلت ازاي 
انفجر ضاحكا عليها فكشرت أنيابها بحزن فاقترب منها وقبل جبينها بحنان قائلا : قمر حبيبتي في كل الأوقات
استمعوا إلي حمحمة والدها تأتي من قريب فابتعد عنها بحرج بينما هي جلست علي المقعد بخجل يكاد يفتك بها من نظرات والدها الماكرة
شعر ابراهيم بالسعادة حينما استمع إلي عمر يتغزل بإبنتة فيبدو أن الأمور قد عادت لسابق عهدها فهتف إليهم بمرح قائلا : واضح ان الحلم عمل مفعول
شعرت يارا بالخجل وكانت أن تذهب إلي غرفتها فاستمعت إلي رنين هاتفها ونظرت إلي الشاشة فحدقت بها بتوتر ثم إلي عمر الذي يتابعها بإهتمام
أغلقت الهاتف دون أن تجيب فدق المتصل مرة أخري فنظر إليها والدها بإستعجاب قائلا : في ايه يا بنتي مش بتردي ليه
أجابتة بتلعثم وابتسامه مغتصبة قائلة : مفيش يا بابا دا رقم غريب
ضيق عمر ما بين حاجبية قائلا : طب هاتي وأنا أرد
شعرت بالفزع يتسرب إلي أوصالها فهتفت بتوتر قائلة : لا لا مش مهم ثم ابتسمت بقلق قائلة وهي تشير علي الهاتف : أهو قفل خلاص
أومأ لها والدها بإيجاب بينما نظر إليها عمر بغموض ولم يعلق
بعد دقيقتين نهض ابراهيم من أمامهم متجها إلي الخارج بينما ألقي عمر الشوكة من يدة ونظر إليها بتساؤل قائلا بهدوء : ها مين بيكلمك
توترت من هدؤه هذا وعلمت أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة فأجابتة بقلق : مفيش حد يا عمر دا دا حد مش مهم
حدق بها برهه ثم هتف بهدوء: من شوية كان رقم غريب ودلوقتي حد مش مهم  ،وفجأة  طرق علي الطاولة بعنف قائلا بغضب : اخلصي انطقي ميييين
شهقت بفزع من تحولة المفاجئ  ونظرت إليه بخوف فهتف وهو يضغط علي شفتية بغضب : صدقيني أنا لحد دلوقتي هادي وانتي عارفة اما بتعصب بكون عامل ازاي
وضعت يدها علي شعرها بخوف دون إرادة منها فأغمض هو عينية بقوة محاولا تهدئة نفسة: قولي يا حبيبتي متخافيش في ايه متخافيش
التمست الأمان في عينية ثم هتفت بخوف : دا خ خالد
رفع عينية إلي الأعلي بغضب جاذا علي أسنانة قائلا : وزفت بيتصل بيكي ليه
أجابتة بتلجلج قائلة : م معرفش هو بقالة فترة بيتصل بيا ويبعت لي رسايل ويفضل يقول ندمان وبحبك والكلام  دا
توقفت عن استرسال حديثها حينما رأت الشرر يكاد يخرج من عينية من شدة غضبة فأكملت بخوف : بس بس والله انا مليش دعوة من ساعة ما عرفت هو مين وأنا مبردش والله وكل ما اعمل له بلوك يكلمني من رقم تاني
كور قبضة يدة وضرب علي الحائط من كثرة النار المشتعلة في أعماق قلبة فهتف اليها بهدوء مميت : وريني التليفون دا
نظرت إليه بتردد فأخذ الهاتف من يدها بقوة ثم ألقاه علي الحائط بعنف فتحطم الهاتف إلي أشلاء صغيرة بينما وضعت يارا يدها علي أذنيها بفزع وهي تنظر إليه فالقابع أمامها ليس عمر الذي عرفتة بالمرة بل هو وحش كاسر يتجسد في صورة عمر حبيبها
نظر إليها بغضب وهو يحمل هاتفة ومفاتيح سيارتة قائلا : والحيوان دا حسابة معايا عسير
تنهدت براحة بعدما اختفي من أمام عينيها قائلة : الحمد لله عدت علي خير  . ثم نظرت إلي الهاتف المحطم حولها قائلة : مش خير أوي يعني بس الحمد لله
***********

براءة  الصيادWhere stories live. Discover now