براءة الصياد البارت العشرون

9.3K 369 22
                                    

حدقت فاطمة بعيني علي بنظراتها المصدومة لم تك تتوقع أبدا أن يتلفظ بهذا في الوقت الراهن نعم انتظرتها كثيرا كانت تدعو أن تتخلص هي وشقيقتها من تحت قبضتهم وتعود الي حياتها السابقة مره اخري ولكن لا تدري لما شعرت بها قاسية لهذة الدرجة لما شعرت بتمزق نياط قلبها لهذا الحد حينما استمعت الي كلماته راقبت انصرافة بهدوء أمام عينيها بعدما ألقي كلماتة القاطعة فهتفت بصوت مهزوز وصل إلي مسامعة : تمام وأنا ميشرفنيش اعيش مع قاتل أبويا
:خلصتي كلامك
ألقي كلماته  وهو ينظ إلي عينيها فأومأت اليه بتوتر فرفع هاتفة على إحدي أذنية بعدما عبث فيه قليلا قائلا بنبرتة الرجولية : ادخلوا 
نظر الجميع إليه بإستغراب بينما هو كان يترقب دخول الشخص الذي استدعاه  وسرعان ما هتف بخيبة وهو يشير إلي باب القصر : أبوكي عايش أنا معملتش أي حاجة غير إني حميته بس
ارتفعت شهقات الجميع بعد استماعهم إلي كلماته وسرعان ما ارتمت فاطمة علي الأرض بضعف بعدما خارت قواها من هول ما استمعت اليه نظرت إلي والدها الذي ولج من باب القصر بضياع مصحوب بالصدمه  ثم التفتت بنظرها إلي علي وهو يردف حديثة : اللي كان محسسني بالذنب بس هو اني أول مره في حياتي أستخدم الخداع وأخدعك انتي وأختك وأوهمتكوا انه مات بجد لإني جربت إحساس انك تفقد حد عزيز عليك بس مكانش في حل غير كدا ودلوقتي بعد ما عرفت شخصيتك إتأكدت إني كنت صح لأن لو كنتي عرفتي بإنه لسه عايش بالتهور بتاعك كانت كل حاجة هتضيع ويمكن كان هو كمان يموت بسببك
هرول جمال ( والد فاطمة ) تجاهها بلهفة وهو ينحني اليها بضعف ويأخذها في عناق ابوي شديد ولا يفعل شئ سوي بكائة وهو يعتذر لها عما آل إليه حالها هي وشقيقتها فعلي كان يخبره بكل صغيره تخصها
شدت فاطمة علي عناقها له بقوة وانهمرت دموعها بغزارة وهي تردد بضعف : بابا بابا
ابتعد جمال عنها قليلا ثم وضع وجهها بين راحتي يدة قائلا وهو يهتف بحنان : أنا آسف يا حبيبتي آسف مكانش أدامي حل غير كدا سامحيني
رفعت عينها إليه وهي تتلمس   جميع ملامح وجهه بإشتياق قائلة : وحشتني أوي يا بابا  هموت لو بعدت تاني هموت
عانقها والدها مره أخري وهو مازال يبكي علي جميع ما أحل بهم  ثم وزع نظراته علي الجميع قائلا بلهفة وهو مازال علي حالة : أسما فين يا فاطمة اختك فين
ارتفعت شهقات فاطمة وهي تشير إلي أحد الغرف في الدور العلوي قائلة : فوق يا بابا فوق
ابتسم إليها جمال ونظر الي غرفة ابنته الصغري بإشتياق وهو ينهض ببطء يساعد فاطمة علي القيام هي الآخري
كاد أن يصعد إلي الأعلي ولكن توقف بمحلة وهو يستمع إلي همس رفيق دربة بإسمة
التفت جمال إلي إبراهيم واتجه اليه بهدوء وهو يعانقة بإشتياق : وحشتني يا صاحبي
شدد إبراهيم علي عناقة بإشتياق مماثل قائلا : كدا تخبي عليا
ابتعد عنه جمال وهو يهتف بأسف : للأسف في حاجات بتكون غصب عننا مبنقدرش نتغلب عليها
ربت إبراهيم علي كتفة وهو يهتف بتفهم : عندك حق
التفت جمال إلي فاطمة قائلا وهو يحاوط كتفيها بأحد ذراعية مقبلا جبينها بشوق شديد  : تعالي نشوف أختك يا حييبتي
أومأت إليه فاطمة بشرود وهي تشعر بالتوتر من رد والدها بعدما يعلم بحالة أسما
صعدت فاطمة برفقة والدها أمام عيني علي الذي ضغط علي قبضة يدة بشدة وهو يتجة إلي الخارج برغبة منعدمة في كل شئ
دلفت  خلف والدها الذي هرول إلي أسما واحضتنها بشدة قائلا : وحشتيني يا  أميرتي
ظل يعانقها بشدة لعدة دقائق ولكن لم يجد منها أي استجابة فابتعد عنها بعض الشئ وهو يحدق في معالم وجهها قائلا : أسما
هنا شعرت فاطمة بتفاقم القلق في عقلها وسرعان ما شعرت بالصدمة وهي تستمع إلي صوت شقيقتها وهي تهمس بضعف :  بابا
التفتت فاطمة الي مصطفي الذي هتف بإسم أسما وهو يبتسم بسعادة ثم هرولت اليها واحتضنتها هي وأبيها معا  وهي تبكي بشدة من فرط المشاعر المختلفة التي تشعر بها 
بعد عدة دقائق ابتعدت فاطمة عنهم وهي تتابع خروج مصطفي من الغرفة امام عينيها بعدما اطمئن علي أسما ثم هتفت بمحبة وهي تنطر الي والدها : أنا مش مصدقة لحد دلوقتي ليه يا بابا عملت كدا ليه ليه وصلتنا لكدا
وزع جمال نظراته بينها وبين شقيقتها التي تطالعة بإندهاش قائلا بأسف : هتعرفوا كل حاجة
أومات اليه فاطمة بإيجاب ثم نظرت إلي شقيقتها بنظرات متفحصة فوجدتها تبتسم إليها بإيجاب
أعادت نظرها إلي والدها مره أخري قائلة : بابا خدنا من هنا خلينا نمشي نرجع بيتنا تاني
حدق بها عدة ثواني ثم نهض من مكانه قائلا وهو يتجه إلي الأسفل : طيب اجهزوا وانا مستنيكوا تحت
أومأت اليه فاطمة بإيجاب وهي تتابع خروجة من الغرفة أمام  مرمي عينيها ثم هرولت الي أسما بمجرد إختفائة من أمام نظرها قائلة بلهفة : أسما انتي كويسة انتي عامله إيه  أسما ردي انتي كويسة
ابتسمت اليها بهدوء قائلة : متقلقيش أنا بقيت كويسة   ثم أردفت بسخرية باين كدا الصدمة فوقتني هو بابا ازاي هنا انا حاسة اني بحلم وخايفة أصحي من الحلم دا ألاقية مش موجود تاني
عانقتها فاطمة وهي تبكي بسعادة قائلة : الحمد لله الحمد لله دائما وأبدا يلا بقا نجهز شنطنا عشان نرجع تاني لحياتنا  وبابا هيفهمنا كل حاجة
:فاطمة انتي كويسة
قالتها أسما وهي تنطر إلي عيني فاطمة بتفخص فأجابتها بمرح  وهي تخرج حقيبة شقيقتها: طبعا هو في حد ابوه بيصحي بعد ما بيموت انا هموت من الفرحة
طالعتها أسما بتمعن : مش عارفة حاسة انك فيكي حاجة بتحاولي تداريها
هتفت فاطمة وهي تضع الملابس بالحقيبة : لا متحسيش انا كويسة يلا ساعديني نلم هدومك انا شنطتي جاهزة أصلا
أومأت اليها أسما وهي تنظر إلي عينيها بعدم تصديق
بعد عدة دقائق كانت الفتاتان تغادران برفقة والدهما  من هذا القصر بعدما أحدثتا فيه العديد من الأمور وتربعت كلا منهما علي عرش قلب أبناء هذا القصر
كانت أسما تخطو خطوتها الأخيرة للخروج من هذا القصر فإستمعت إلي همسة رجوليه بإسمها تعرف صاحبها جيدا
التفت الجميع  بما فيهم هي ونظروا اليه بترقف فإقترب منها بهدوء وهو يهتف : راحة فين
نظرت أسما الي الجهة الأخري دون أن تجيبة فزاد من اقترابة منها قائلا : أسما سامحيني كل دا حصل قبل ما اعرفك متحاسبنيش علي حاجة انتي مكنتيش موجودة أصلا وقتها أنا قبل ما اعرفك كنت واحد ودلوقتي واحد تاني خالص
لم تجيبة أيضا فإبتلع ريقه بتوتر وهو يهتف برجاء : انتي عارفة أنا بقيت مش بسيب فرض وتوبت لربنا علي كل اللي عملته قبل كدا بحاول أقرب عشان ربنا وبعدين عشان أستاهلك

براءة  الصيادWhere stories live. Discover now