براءة الصياد التاسع عشر

9.5K 374 88
                                    

جاهزين
القي علي تلك الكلمة علي الحرس الواقفين أمامة بحزم فهتف الجميع بقوه : جاهزين يا فندم
أومأ اليهم بإيجاب وظل يشرح بمهارة لمجموعة منهم  جميع التحركات ويوزع المهام علي كلا منهم  بحرفية وتخطيط عاليين 
بعد عدة ساعات من التدريب النهائي اتجه علي الي مكتبه بعدما استدعي حمزة و تلك الفتاه التي لم يستطع تكملة حديثة معها بالمطعم
دلف حمزه اليه وهو ينظر اليه بغيظ شديد مما فعله به فهتف علي ببرود : في حاجة يا حمزه
أجابة الآخر وهو يجز علي أسنانة بغيظ : أبدا هو انت عملت حاجة
ابتسم علي وهو يهتف اليه بجدية : لو مرجعتش قول لابويا اني مسامحة

شعر حمزه بالقلق من حديث علي فاتجه اليه بمرح وعانقة قائلا : اتكل انت بس ومتشيلش هم
ابتعد علي عنه  ثم ضحك  بصوت مرتفع لأول مرة امام  عيني حمزه الذي ينظر اليه بذهول : ايه دا انت بتعرف تضحك زينا
نظر علي اليه بحدة فهتف حمزه : خلاص يا عم انت هتتحول تاني صحيح ليه مصطفي مش بيطلع معانا
اجابه بغموض :  انت عارف اني باعدة عن الامور دي خالص كفايه عليه المالية والادارة الداخليه وبعدين يا حمزه دا شغلنا احنا وانت عارف كويس ان دي مهمتي انا
اومأ إليه بتفهم وسرعان ما استمع الي طرقات هادئة فسمح للطارق بالدخول وسرعان ما ظهرت من أمامه مهندسة البرمجة
هتف علي بترحيب قائلا : اتفضلي
دلفت الفتاه علي استحياء وجلست علي المقعد المقابل لحمزة فهتف اليها علي : جاهزة
أومات اليه بإيجاب فهتف  بحذر : انتي هتوقفي جميع الكاميرات اللي في المكان واعتمادنا كله علي الموضوع دا لأن لو لمحونا اعتبرينا كلنا انتهينا
نظرت اليه الفتاه بتوتر وهي تشعر بالرهبة مما هي قادمة  عليه فنظر اليها علي بتساؤل  فأجابته مسرعة : متقلقش والله انا هقدر أنفذ كل حاجة ان شاء الله مستحيل أخاطر بحاجة زي كدا الا وأنا واثقة
اومأ اليها بإيجاب ثم رفع هاتفة علي  إحدي أذنية وهو يهتف : جاسر كل حاجة تمام نتحرك دلوقتي
استمع الي الطرف الاخر ثم هتف بإيجاب : تمام ساعتين وهنتحرك القي هاتفة ثم هتف بحمزه : التسليم اتأخر ساعتين بلغ القوات
اومأ إليه حمزه وتوجه إلي الخارج غالقا الباب خلفه فنهض علي من مقعدة زافرا بضيق من تصرفات صديقة التي لا تمت للعقل بصلة وفتح الباب مره أخري فنظرت اليه الفتاه بإعجاب جلي
********
نظرت فاطمة بقلق إلي شقيقتها ومظهرها  الغير مرضي لها وهرولت اليها قائلة : أسما مالك
انتظرت اجابتها ولكن لم تجيب الأخري فهزتها من كتفيها عدة مرات وهي تهتف بإسمها ولكن ما من مجيب
وجهت نظرها بتساؤل إلي  يارا التي  ارتسمت معالم القلق علي وجهها فانتقلت بنظرها الي مصطفي الذي سرعان ما نظر الي الأسفل بخزي
هتفت اليهم  فاطمة بهسترية وهي تنظر الي شقيقتها : ايه اللي حصل عملت في أختي ايه  ردوا عليا
تلجلجت يارا وهي تهتف :  هو موضوع قديم بس حصل تعالي نتكلم برا
هزت فاطمة رأسها بالرفض وهي تنظر الي مصطفي بحدة : لا طبعا انا مستحيل أسيب اختي معاه ثانية واحده قبل ما اعرف ايه اللي حصل
نظرت اليها يارا بتفهم ثم هتفت بمهاودة : طيب اهدي بس واقعدي وانا هفهمك كل حاجة
: هتفهموني ايه ردي عليا انتي شايفه هي عامله ازاي يا يارا عامله زي الميتين ثم صرخت بجنون : ردوا عليا قبل ما افقد اعصابي أختي مالها
نظرت يارا الي شقيقها بتوتر ثم وجهت حديثها إليها وبدأت في قص جميع ما حدث
نظرت فاطمة إلي يارا بتساؤل : طيب أسما  مالها ما يتجوز ولا هو حر كدا كدا الموضوع اللي مش فاهمين فيه حاجة دا هيخلص وهنتطلق
هنا ارتفع صوت مصطفي وهو يهتف بحدة : أنا مستحيل أطلقها  مش بعد ما لقيتها هطلقها
ضيقت فاطمة عينيها وهي تهتف بتساؤل : هو في ايه بالضبط
أجابتها يارا وهي تنظر الي أسما : في ان مصطفي بيحب أسما وتقريبا كدا أسما كمان حبته والا مكانتش اتأثرت أصلا بحاجة
سحبت فاطمة نفسا عميق بعدما تبين لها جميع ما حدث لشقيقتها ثم هتفت الي مصطفي بحدة : وانت متجوز بتلعب عليها ليه أدام متجوز ومخلف بتعلقها بيك ليه انت ايه
اجابها مصطفي وهو ينظر الي أسما بحزن : أنا كنت كنت متجوز وطلقتها بقالي كتير من قبل ما اعرف أسما أصلا أنا مكنتش بلعب عليها أنا بحبها بجد وبعدين احنا علاقتنا ببعض مكانتش لسه وصلت اني أحكي لها عن حاجة كنا لسه في البداية
هتفت فاطمة وهي تجلس بجوار شقيقتها وتقبل رأسها : طيب كويس انها لسه في البداية وكفاية أوي لحد كدا أظن مش هيحصل لها أكتر من اللي حصل
نهض مصطفي من مقعدة متوجها الي الخارج وهو يهتف بحدة وقول لا رجعة فية : اعملي اللي تعمليه بس صدقيني أسما هتفضل ليا لحد آخر نفس فيا
نظرت فاطمة الي أثرة بحنق ثم وجهت نظرها الي شقيقتها وهي تهتف بإسمها برجاء وتوسل  ولكن بقيت الأخري جامدة علي حالها لم يرمش لها جفن
: طيب الدكتور قال ايه  او المفروض نعمل ايه، هتفت بها فاطمة وهي تنطر الي يارا بتساؤل
: قال صدمة عصبية ومع العلاج والوقت ان شاء الله هتتحسن وترجع لطبيعتها تاني
أمسكت بيد شقيقتها  وظلت تلثمها بشفتيها ببكاء حار  وهي تعتذر منها لا تدري علي أي شئ ولكن كل ما تعلمة هو انها تهاونت في حقها وبشدة حتي تركتها لهؤلاء الاوغاد يستحلوا حرمة قلبها
ظلت تبكي جوارها فيما يقرب ساعة كاملة وبعدها نهضت من جوارها وهي تشعر بالضيق الشديد تريد أن تفعل أي شئ كي  تعيدها لسابق عهدها ولا تدري كيف
لمعت عينيها بفكرة وهي تتذكر قول الرسول صلي الله عليه وسلم  "داوو مرضاكم بالصدقة " تحسست ذلك السلسال الدهبي المعلق برقبتها وهي تنظر إلي شقيقتها بشرود ثم قبلتها من جبينها واتجهت الي الخارج عازمة علي بيعه والتصدق بثمنه عله يكون سببا في تحسن حالة شقيقتها
نهض مصطفي من مقعدة بفزح وهو يراها تتجه الي الخارج فحال ببنها وبين الخروج وهو يقف امامها قائلا : راحة فين
نطرت اليه بحدة قائلة : نعم !؟
: مينفعش تخرجي علي منبه عليا لو سمحتي اتفضلي جوه الوقت دا خطر عليكي
نظرت إليه بتهكم هاتفة وهي تتجه إلي الخارج : أظن مفيش خطر أكبر منك انت واخوك علينا ملكش دعوه بيا نهائي وسع كدا
هز رأسة برفض قائلا : انتي بتعاندي ليه مينفعش تخرجي بقولك خطر
تحركت فاطمة من أمامه واتجهت الي الخارج وهي لا تري أمامها سوي حالة شقيقتها وصمتها الذي ألم قلبها أكثر من أي شئ
اتجه مصطفي خلفها وهو يهتف بحدة : طيب عايزه ايه وانا اعمله
: ابعد عني بس مش عايزه غير كدا
القت كلماتها بحدة مماثلة ثم اتجهت الي الباب الخلفي  للخروج منه والذي لم يخطر علي بال علي أنها تعلم به فهو مغلق دائما لا يفتحونه الا للضرورة القصوي
خرجت فاطمة من الباب وهي تتنفس براحة بينما تبعها مصطفي وهو يقرر الذهاب خلفها حتي لا تتعرض للخطر
أشارت فاطمة إلي احد سائقي التاكسي ثم جلست بشرود وهي تهتف بالسائق : أي محل دهب لو سمحت
أومأ لها السائق بإيجاب بينما كان مصطفي يتبعها في الخلف بسيارته ويدعو الله  ألا تذهب عن مرمي  عينيه
ظلت تبكي وهي تنظر عبر نافذة السيارة كل ما مر بحياتهما من الصعب أن يتحمله بشر ذهب عقلها إلي علي وتجاهله لها تشعر بالقلق عليه بعدما علمت أنه ذاهب إلي احدي المهام الخطرة تشعر بالاحتقار لنفسها من هذا القلق الذي تشعره تجاهه فهو ليس الا قاتل أبيها فحسب هو من اعترف بذلك فلما لا تحمل تجاهه مشاعر الكره والانتقام
فاقت مش شرودها علي انحراف السائق بالسيارة عدة مرات متتاليه نظرت اليه بذعر قائلة : في ايه انت بتسوق كدا ليه ايه اللي حصل  ثم شهقت بإرتعاب وهي تري ذلك الرجل الآخر الذي ظهر أمامها يبدو أنه كان مختبئا بالأسفل ولم تلحظة أثناء صعودها
رفع الرجل أحد الأسلحة النارية أمام رأسها قائلا بتحذير :  ولا كلمة متنطقيش
ارتجفت فاطمة وابتلعت ريقها بفزع وهي تهتف بصوت مرتعش : في ايه انتو مين
أجابها الرجل بغلاظة : قلت اخرسي مش عايز أسمع نفسك فاهمة ولا لأ
أومات له فاطمة عدة مرات من فرط خوفها وهي تشعر بالندم الشديد لعدم استماعها لكلماته وخروجها دونه تذكرت  حينما لمحت مصطفي  وهو يتبعها بسيارتة ولكن سرعان ما شعرت بخيبة وهي تتذكر انحراف هذا السائق اللعين بالسيارة عدة مرات فيبدو أنه كان يحاول إضاعة الطريق عليه
ظلت تدعو ربها أن ينقذها مما هي فيه وألا يمسها هؤلاء المجرمين بسوء
ارتجفت بشدة حينما دعس السائق علي مكابح السيارة أمام إحدي المباني الصخمة المتهالكة
نظرت فاطمة الي الرجل الذي فتح لها الباب الخلفي وجذبها من معصمها بغلاظة لا تدري ماذا تفعل غير انها تعض اناملها من الندم فهي من فعلت بنفسها كل هذا وجعلت مجرمين لا قيمة لهم ينتهكون حرمتها ويجذبونها بهذة الطريقة المهينه
*************
جاهز يا حمزه
هتف بها علي وهو يقف جوار حمزه ومهندسة البرمجيات امام تلك البناية الضخمة بينما تتوزع القوات في كل مكان حول البنايه كلا منهم يتخذ المكان الذي أمره علي به لتنفيذ مهمته علي أكمل وجه
أومأ حمزه إلي علي بإيجاب وهو يهتف : جاهز
نظر علي الي الفتاه قائلا : كل حاجة تمام
: ايوة الكاميرات حاليا رجعتها بالزمن ربع ساعة عشان متتوقفش مره واحده ويحسوا بحاجة زي ما حضرتك امرت وبكدا علي ما يلاحظوا التغيير تكون انت ظهرت أدامهم
أجابها علي بغموض : جميل جدا حمزه روح  مكانك بسرعة واوعي ياخدوا بالهم منك وأنا هروح من الجهه التانيه
أومأ إليه حمزه بأيجاب بينما هو تحدث بذلك الهاتف اللاسلكي قائلا : حضرت الضابط جاسر هنتحرك فورا اجهز
أمر علي الفتاه بأن تجلس بالسيارة وتفعل ما أمرها به بينما هو ظل يتحرك بحذر وتمهل متجها لتلك البناية وأمامه حمزه من الجهه المقابلة ويلقي بعض الأوامر للقوات التي تتبع كل واحد منهم بهدوء
ظل علي يتسحب برفق إلي أن توقف أمام أحد الأبواب الخلفية التي كان قد أخبره بها صديقة جاسر والذي كان قد زرعة علي وسط العصابة منذ عام حتي يصبح واحدا منهم ويستطيع كشف جميع مخططاتهم
دلف من الباب بهدوء  وسرعان ما اختبأ خلف أحد العمدان وهو يري اثنين من الرجال ذو الهيئة الضخمة يقفان بصمود أمام أحد الابواب الحديدية
افتعل علي حركة بسيطة ليقوم بجذب انتباههم نظر الاثنين الي بعضهم بترقب هاتفا أحدهما إلي الآخر : سمعت
اومأ اليه بإيجاب قلق فهتف لصديقة : طيب خليك انت هنا وأنا هشوف في ايه
اتجه الرجل الي الجهه التي يقف بها علي فرجع علي خطوتين الي الخلف وهو يري الرجل يقف امامه يعطية ظهره فهزه علي من كتفه برفق فالتفت الرجل بسرعة ولكن سرعان ما وقع صريعا للموت بعدما أدار علي رقبته بحركة مدروسة مما أدي إلي كسرها علي الفور
تقدم علي بحذر وهو ينظر الي الرجل الأخر الذي ينظر الي الجهه الأخري بترقب  وسرعان ما التفت الرجل وهو ينظر الي علي بشك ويرفع سلاحة لقتله ولكن ركله علي باحدي قدميه فحاول الرجل لكمه بأحد يديه ولكن علي تفادها بسهوله فرفع الرجل يده الاخري  ولكمه علي وجنته بقوه فردها علي له وكاد الرجل أن يلكمه مره أخري ولكن كان علي قد أخرج سلاحة كاتم الصوت وصوبه برأسه وهو يضع يده علي فمه بقوه حتي لا يستمع أحد الي أي شئ
تنهد علي براحة بعدما قضي عليه وسرعان ما توجه الي تلك السلالم الداخلية بخطوات مدروسه بعدما تحدث في الجهاز بصوت منخفض : حمزه الطريق مأمن حمزه
: تمام يا فندم
توجه علي بعض الخطوات الي الاعلي وهو يوجه سلاحة أمامه ترقبا لظهور اي شخص أمامه وسرعان ما اختبأ مره أخري وهو يري أحد الرجال يقف أمامه في بداية الدور التاني
ففعل علي صوت مواء القطة فانتبه الرجل الي صوته وتقدم بحرص بملامح وجهه الغليظة وهو يتجه ناحية الصوت
ظهر علي أمام الرجل بعمد وهو يلكمة في عينيه فدافع الرجل عن نفسه بسرعه فقاتله علي بمهارة واخذه يكيل له اللكات ولكن بقي الرجل صامدا  يصارع علي بقوه فعلم علي أن خصمة ليس سهلا بالمره فجذب احدي قدمي الرجل بسرعة وبراعة فسقط الرجل بقوه  ولكن سرعان ما حاول جذب قدم علي هو الاخر فلكمه علي بمؤخرة سلاحة علي وجهه بسرعة وهو يتفادي جذبه له
سالت الدماء من جبين الرجل ومع هذا حاول النهوض بإستماته ولكن قبل أن ينهض كان علي قد لكمه عدة مرات بسلاحة الحاد فسقط الرجل أرضا
*********
في إحدي الساحات الواسعة بتلك البناية كان هناك رجلان يبدو علي معالم وجههما القسوه الشديده يتبادلان الضحكات العاليه ومجموعة من الحرس يلتفون حولهم
لمحهم علي من الغرفة الخاوية التي كان يقف بها شعر علي بالغضب الشديد يشتعل في عينيه وهو يري مجموعة من الأطفال يجلسون بإرتجاف شديد يبدو علي وجههن الذعر الشديد فرق قلبه لهم قائلا بقسوة  : بتتاجروا في  أعضاء العيال  كمان يا ولاد ال***

براءة  الصيادOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz