الفصل الثاني عشر

6 2 1
                                    


- هي سو : سيدي بما أننا نتحدث عن الإله ، اريد ان اطرح عليك سؤال !
تشاي- ماهو ؟
- اذا قابلت الإله في يوم من الايام و سألك لماذا قتلت والدك ؟ بما ستجيبه ؟
- ماذا ؟
- يجب عليك خلق عذر كافي ليغفر لك الإله !
- لماذا تتحدثين عن والدي!
- فقط من دافع الفضول سيدي !
- حسنا ، فالحقيقة انا لا اتذكر تفاصيل تلك الحادثة ..كل ما اتذكره هو انني قتلته ..لا انذكر سبب ذلك .لقد كنت مشوشا حقا ! ...و لكن..لقد قرأت فالانجيل ان الإله يغفر جيمع ذنوب البشر ..اظن انه سيغفر لي ..
- ماذا عن والدتك..هل غفرت لك ؟
- انتي ! كفي عن النبش في ماضي!
- حسنا سيدي (تبتسم)..لقد شارفت على النهاية اذهب لكي تغتسل !
* يدخل تشاي الى الحمام ، يغسل وجهه ينظر الى المرآة و لكنه يصدم بوجود صورة أبيه في انعكاس المرآة ، فبدأ بالصراخ بصفة هيستيرية " أرجوك ابي ! ابتعد عني ، ابي لا تضربني رجاء ! ..تسمع هي سو صراخه فتلحق به : سيدي مالذي يحدث ؟ هل انت بخير !
- انه ابي !
- ماذا؟
- ابي موجود الآن على المرآة !
*تلتفت "هي سو" الى المرآة ، تنزعها و تقوم بتهشيمها .
- هي سو : هل انت بخير الآن..لقد رحل والدك !
- هي سو ارجوك لا تدعيني وحيد ..انا خائف !
- سيدي ..لا تخف ، انا معك ..لن يصيبك مكروه و أنا بجانبك !..هلا ذهبنا الى التنزه ؟
* تقوم "هي سو " بحمل "تشاي" على كتفيها الضئيلان ..كان "تشاي " متكئا عليها و هو خائر القوى و منهك عقليا ..
- هي سو : سيدي سأصطحبك الى مكان جميل ..فقط لا تغمض عيناك!
* تصطحب "هي سو" تشاي الى حديقة بالقرب من نهر ما ..تجلسه بجانبها ، ثم تردف قائلة : سيدي ، هل انت بخير الآن ، تنفس بعمق !
- هي سو ..
- نعم سيدي!
- انا حقا متعب ..انا مريض للغاية ..في كل مرة اريد في المضي قدما ، تكون صورة ابي امامي بارزة ، و كأنه..يعاقبني ..انه لا يريد مني الغفران، بل يريد ان يجعل حياتي جحيما مشتعلا في داخلي ..الغريب فالأمر انه دائما ما يبتسم لي..و كأنه يستفزني !
- سيدي..لا تحاول التحدث كثيرا ، انا اعلم كل شيئ عنك و اتفهمك..و سأنقذك منه فالقريب العاجل ، حتى و ان استوجب مني الامر قتله مرة اخرى..
- هي سو ..
- نعم سيدي؟
- لقد اعتدت كبت تلك المشاعر و الذكريات في داخلي بعيدا عن المجتمع ، اردت بأن لا يعلم احد بوجودي ..اردت ان تكمل حثالة مثلي حياتها في تلك الزاوية المظلمة ..و لكنني ضعفت جدا امام هذا الماضي الحقير..اتعلمين مالذي افكر به حاليا؟
- ماهو سيدي ؟
- لقد ابتعدت عن الجميع و ابتعدت عن اسألتهم السامة حولي..و لكنني اجد نفسي مسلما لكي بكل تفاصيلي..لماذا اخبركي بهذا ؟ لماذا انتي بالذات؟
- لأنني ملاذك يا سيدي ..انا الشخص الوحيد الذي سيعالج جروحك ..ان الشخص الوحيد الذي سيحبك من كل اعماق قلبه ..لا تخف سيدي ، قريبا ستصبح شخصا اخر ..فقط ثق بي ..
* في تلك الليلة ، انقلب كل شيئ رأسا على عقب .."تشاي" ذلك الشخص الانطوائي و البعيد عن اضواء المجتمع يجد نفسه مصرحا بكل تفاصيل تجاربه الماضية لتلك الفتاة الغامضة ..لقد قضا الليل بطوله و هما يتبادلان اطراف الحديث حول "تشاي" و حول والده و حول جميع جوانب حياته الاجتماعية..محادثة كانت طويلة لدرجة ان تشاي شعر بأنه وجد شخصا مقربا له يتشارك مع همومه ..تحدث تشاي كثيرا و كثيرا ، حتى خارت قواه و استسلم الى النوم ..حضنته "هي سو" لها و ربتت على شعره "لا تخف يا سيدي ، انها فقط البداية "
* استفاق "تشاي" منذ صباح الغد و وجد نفسه مستلقيا على فراشه ، شعر بإحساس غريب و كأن تلك الليلة كانت مجرد حلم ..ابتسم بطلنا و قرر الذهاب الى منزل "هي سو" لالقاء التحية..كانت تلك اول مرة في حياته يشعر فها بالاهتمام حول شخص ما !
ذهب "تشاي " الى منزلها ، قرع الباب لمرات و لكن لا احد يجيب! ..لاحظ صاحب العقار وجوده المطول امام الباب فإقترب منه قائلا !
- هل تبحث على الفتاة التي تسكن هنا ؟
- نعم ..
- انا لم ارها منذ فترة ..غريب امرها ..تستمر بالاختفاء في كل مرة اقصدها للاجار!
- عذرا ؟
- تلك الشقية ! لماذا اجرت منزلي ان لم ترد دفع الايجار !
- يبدو بأن هنالك سوء تفاهم سيدي..انا متأكد بأنها ستعود قريبا .(يبتسم)
*يمضي "تشاي" في طريقه متسائلا حول مكان "هي سو" و فجأة يرن هاتفه ،
- مرحبا
- سيد تشاي ان الطبيبة اوه ، هل انت مشغول الان؟
- لا اطلاقا ..كما تعلمين انا عاطل عن العمل (يبتسم)
- حسنا ، هلا زرتني فالعيادة من اجل جلستنا ؟
- بالطبع ..سأكون هناك!
* مكتب الطبيبة "اوه" ..الجلسة الخامسة.
- سيد تشاي ..هل هناك تطورات جديدة في حياتك الاجتماعية؟
- نعم (يبتسم) ..
- اخبرني اذا ؟
- البارحة ..لقد كانت اول مرة لي اتحدث فيها مع شخص ما !
- من هو ؟
- تلك الفتاة المتطفلة !
- الم تقل بأنها انكرت معرفتك بها؟
- نعم ..و لكنها اعتذرت و قالت بأنه مجرد سوء تفاهم !
- تشعر الطبيبة بالغرابة : عن ماذا تحدثتما؟
- لقد تحدثنا عن والدي
- حقا ؟ الم تقول بأنك لا تريد الحديث عن ماضيك؟
- لا اعلم ...لقد ظننت هذا في اول الامر ..و لكنني اخبرتها بكل شيئ !
- و ماذا كان رد فعلها؟
- كان رد فعلها طبيعيا ..شعرت بأنها تفهمتني و تقبلتني كإنسان !
- و ماذا اخر؟
- لا شيئ لقد تحدثنا فقط عن هذا..و لكن اتعلمين ايتها الطبيبة ؟ انها تعلم بكل شيئ عني ..و كأنها ملاك مرسل من الإله ليسامرني و يؤنسني (يبتسم)
- هل تعلم كل شيئ حقا ! الم تقل بأنك لا تعرفها مسبقا؟
- نعم ..و لكنها تعلم كل شيئ ..هذا لا يهم..المهم هو انني وجدت اخيرا شخصا يتقبلني !
- و انت هل تعلم عنها ؟
- لا اعلم شيئ عدى اسمها !
- ما اسمها ؟
- هي سو
- اسم جميل(تبتسم بتصنع )...حسنا "تشاي" اريدك ان تبادر انت ايضا بمعرفة تفاصيلها ..هكذا ستدمج اكثر فالمجتمع.
- سأفعل ذلك.
- سيد تشاي
- نعم ؟
- هلا اخبرتني قليلا على تجربتك في اصلاحية سيوول ؟
- مالذي يهم في ذلك؟
- اعني ..لم نتحدث كثيرا عن سبب دخولك للاصلاحية !
- لقد تعرضت للتنمر فالثانوية..كان هنالك شخص ما يضايقني و يسخر مني ..حتى انه اخبر الجميع بأنني قتلت ابي ، ثم اتى فالفصل و صرخ عاليا امام الجميع "تشاي دو جين " انت قاتل بالفطرة !..فقمت بطعنه خمس مرات بقلم حبري..
- هل كنت تنوي قتله ؟
- لا اعلم ..لقد اردت فقط ان يصمت ..و لكن خرجت الامور عن السيطرة قليلا ..
- هل انت نادم على ذلك ؟
- لا اعلم..انا حقا لا اعلم..و لكن اتعلمين ماذا؟..عندما طعنته كان ابي واقفا امامي يبتسم و كأنه اراد مني فعل ذلك!
*تنتهي الجلسة و يغادر تشاي المكتب ..كانت الطبيبة اوه في حيرة من امرها ، استمرت بالهدوء لفترة ثم بدأت تكتب " تقريري الاولي حول المريض "تشاي دو جين" : لم يبدي المريض اي استجابة لجلسات العلاج النفسي ، بل ابدى ملامح فصام فالشخصية من نوع فصام المطاردة، و هلوسة و تهيئات ناتجة عن اظطرابات عادت له بسبب ماضيه ..سأبدأ في مرحلة العلاج الفعلي و سأستعمل ادوية مضادة للهلوسة و الاكتئاب"

10 Sessions - 10 جلساتWhere stories live. Discover now