الفصل العشرين

7 3 0
                                    


بالرغم من الماضي الأليم و من وهم الحاضر المرير ..قاوم "تشاي" و بشدة و أراد التأقلم مع كل تفاصيل حياته ..و لكن العائق الوحيد كان والدته .اراد التحدث معها لمرة حول تلك الحادثة ، اراد ان يسمع منها عذر مقنع يجعله ان يمضي قدما و الاهم من ذلك اراد ان يوبخها و يصب عضبه عليها لعله يرتاح من ذلك الثقل على كاهله..و لهذا قرر زيارة رفاتها.
- تشاي : ...ها نحن ذا، عندما وصلني خبر وفاتك فالإصلاحية .. لم يتسنى لي رثاك و الانتحاب على فراقك ..ذلك الفراق الذي بدأ منذ الطفولة الى ان تلاشيتي من هذه الحياة ..و لكنني هنا الآن لأرثيك..فالحقيقة انا مشوش قليلا.ايجب علي البكاء الأن ؟ انا حقا لا استطيع ذلك ! و لكن..اذا كان هناك شيئ قد يدعوني للبكاء هو تدميرك لي ! لماذا فعلتي هذا؟ لماذا حولتي حياتي الى جحيم مدقع ؟ هل انا استحق ذلك ؟ هل استحق ابي ذلك؟ لماذا دمرت عائلتي و انا في امس الحاجة لها ؟ انا متأكد من انكي تشاهدينني الآن ! هل انت سعيدة بما يحدث لي ؟ هل انتي سعيدة لأنكي حولتي ابنك الى قاتل ؟ (يبكي)...اتعلمين ماذا ؟ لقد كنت افضل منكي و اكرمت وفاتك بحفظ سرك داخل قلبي..حتى و بعد ان علمت بما فعلتيه ، فأنا لا ازال ادعي قتلي لوالدي ! سأتحمل قسوة المجتمع و لكن لن اتحمل تلك الصورة عندما مات ابي نتيجة لجشعك و انانيتك ..فلترقدي بسلام و لكني لن اغفر لكي ابدا
* يقاطعه موظف هناك ،
- من الجميل ان تحظى هذه الامرأة بزيارات عديدة ..لقد ظننت بأن رفاتها المهجور سيظل هكذا للأبد!
- عذرا ؟ هل قام شخص ما بزيارة والدتي عداي؟
- نعم..لقد اعتادت ان تزورها شابة في الايام القليلة السابقة .
- غريب ! من قد يزورها عداي؟ هل تعرف من هذه الشابة؟
- لا ليس حقا ..و لكنها انقطعت عن زيارتها منذ فترة ..
* استغرب تشاي الامر قليلا و لكنه سرعان ما تجاوزه .
* يعود تشاي الى منزله مرة اخرى ليلا ، حيث تناول الطعام و الدواء ثم استلقى على فراشه ، بينما كان يحاول النوم ، سمع شخصا ما ينادي ، "سيدي " .."سيدي" ..كان الصوت يأتي من خارج المنزل ..فتح الباب و فوجئ بجارته امامه .
- انسة بارك مين هل هناك خطب ما؟
- انا لست بارك مين..انا هي سو سيدي!
- ماذا ؟ (يغمض عيناه و يفتحها للتحقق مرة اخرى )
- لقد قلقت عليك سيدي ! هل كنت بخير
- ايها الدواء الغبي لماذا لا تعمل !(يصرخ)
- لا تخف سيدي لقد اتيت فقد للاطمئنان عليك ..يبدو بأنك تبلي جيدا من دوني الآن ..سأرحل اذا
-مهلا هي سو !
- نعم سيدي ؟
- هل سترحلين حقا ؟ هل ستتلاشين من ذهني ؟
- نعم سيدي ..اذا كان هذا ما تريده !
- هي سو..شكرا لكي على كل ما فعلتيه من اجلي ، اعلم بأنني لازلت مريضا بإعتباري انني اتحدث معك الآن ..و لكن بفضلك تعرفت اخيرا عن نفسي ..ان اكون مريضا يعلم حول نفسه افضل من ان اكون مريضا غامضا ..شكرا لكي حقا .
- لا داعي لشكري سيدي انا لم اقم بشيئ يذكر .. .سأرحل الآن ..
- هي سو ( متأثر) ..كم تمنيت حقا ان تكوني شخصا حقيقيا في حياتي !
- انا ايضا سيدي ..تمنيت ان اكون شخصا حقيقيا في حياتك..الى اللقاء.
* كانت تلك الليلة اخر ليلة يقضيها تشاي مع هلوساته و وهمه ..مرت ايام عديدة و ابدى تشاي ملامح الشفاء اخيرا ..تمكن من تجاوز حقبة ماضيه و تبديد هلوساته و السيطرة على فصام شخصيته ليتدرج رويدا رويدا نحو السلامة العقلية ..
* في يوم من الايام استفاق كعادته و خرج من المنزل و لكنه لمح شاحنة نقل بضائع و عمال يخرجون امتعة جارته بارك مين ، اثار فضوله ذلك فقرر التثبت من الامر ،
- مهلا ! مالذي تفعلونه ؟
- احد العمال : الا ترى ؟ نحن نقوم بنقل امتعة موكلتنا !
*تخرج بارك مين من المنزل ،
- سيد تشاي هل هناك خطب ما؟
- نعم فالحقيقة ..لقد ظننت بأنهم يفعلون هذا دون موافقتك! ظننت بأن صاحب المنزل قد طردكي!
- لا ..فالحقيقة سأنتقل بمحض ارادتي !
- و لماذا ؟
- ايجار هذه المنزل مرتفع جدا ، كما انه كبير جدا لفتاة تقطن لوحدها ..لقد وجدت شقة صغيرة و بايجار ضئيل سأنتقل لها ..
- هل حقا تريدين ذلك؟
- بالطبع ..و لكن لماذا تسألني حول ذلك ؟ الم تدفعني بعيدا في تلك الليلة ؟
- انا حقا اسف حيال ذلك ..لقد كنت مريضا ..على كل حال ، اتمنى لكي التوفيق ، كوني بخير من فضلك.
- سأفعل هذا (تبتسم) .
* يمضي تشاي في طريقه ..لقد كان سعيدا حول رحيل جارته ، لان تلك الملامح كانت دائما ما تثير حنينه ل "هي سو" ..وجهان لعملة واحدة و لكن لباطن مختلف ، شتان بين الوهم و الواقع ، و لكن في كلا الاحوال تلاشى الوهم و رحل الواقع .بالرغم من انه كان داخليا يشعر بالالم .
في يوم من الايام بينما كان يتسكع "تشاي " وحيدا كعادته صادفه حبيب بارك مين السابق فاستوقفه !
- انت مالذي تفعله هنا ؟ هل تريد اقراض مالك اللعين لشخص ما و من ثم تلاحقهم كالمهووس؟
- و ما شأنك بذلك ؟
- ايها الحقير ، انا لا اريد رؤية وجهك مجددا في هذه الارجاء ..اغرب عن وجهي !
* يهم تشاي بالرحيل ،
- مهلا ..و لكن كيف علمت بذلك ؟ هل اخبرتك تلك العاهرة بأمري ؟
- نعم..فالحقيقة ..لا و لكن ! (يبدو متفاجئا ) ..ماذا؟

10 Sessions - 10 جلساتWhere stories live. Discover now