الفصل التاسع عشر

6 3 0
                                    


في تلك الليلة عادت الذكريات ل "تشاي" و لكنها كانت ذكريات واضحة..تلك الذكريات الاليمة التي كبلتها صدمات تشاي النفسية عندما كان صغيرا..ساعدته هي سو على تذكرها ..تذكر تشاي اخيرا ماضيه ، ذلك الماضي المظلم و الحالك..كانت السبب في ظلامه والدته ، تلك المرأة التي قتلت زوجها و قدمت ابنها ككبش فداء ، صنعت منه مريض نفسي لا يكاد يتذكر تفاصيل طفولته..ثم قامت بهجره.
في تلك الليلة ، تذكر تشاي كل شيئ، اصيب بنوبات ذعر و غضب و صراخ و بكاء و الم ...غادرت هي سو بعد ان اخبرته بالحقيقة و استمر تشاي بالصراخ و تهشيم اثاث المنزل و البكاء في حالة من الهيستيريا ..كان يضرب بيده الجدران و يلكم نفسه و يصرخ بكل قوة " لماذا ! " لماذا يحدث لي هذا ! ..لماذا تذكرت هذا؟ ..ثم سقط مغميا عليه ..سمعت جارته بارك مين صراخه فذهبت له مسرعة وجدته ، فاقدا للوعي فاصطحبته للمشفى ..كانت حالته الصحية متعكرة جدا..و لكن بارك مين هذه المرة لم تتخلى عنه ، بقيت الى جانبه لايام و ايام تاركة عملها و مشاغلها و اعتنت به الى ان افاق اخيرا..يفتح تشاي عيناه بصعوبة و يلمح وجهها ،
- هي سو هل هذه انتي؟
تتردد ثم تتحدث- نعم سيدي انها انا ..ارتح قليلا ، سأعتني بك.
- هي سو..لماذا ..لماذا اخبرتني كل هذا !
- سيدي ..سنتحدث فيما بعد ، لا تنهك نفسك (تذرف الدموع من عيناها).
بعد فترة قضاها في المشفى، تلائم تشاي للعلاج و تمكن من الخروج..لقد احتاج الى التحدث حول ماضيه لشخص ما، ادرك بأن الوقت مبكرا على التحدث الى "هي سو " مجددا ، فقرر زيارة طبيبته النفسية "اوه"
الجلسة التاسعة :
- سيد تشاي ، هل كنت بخير ؟ لقد زرتك فالمشفى و لكنك كنت فاقدا للوعي.
- نعم انا بخير الان ..انا اعتذر ايتها الطبيبة ، لم اكن استعمل الدواء الذي نصحتني به و هذا ما سبب فانهياري ..
- انا اعلم ذلك ، بالمناسبة ..هل تعلم بأن هذه الجلسة هي القبل الاخيرة التي تجمعنا ؟
- نعم انا على دراية بذلك..ايتها الطبيبة لقد تذكرت كل تفاصيل ماضي اخيرا ..
- حقا ؟ اخبرني..
- لقد قتلت والدي لانني اردت المال لشراء الالعاب ..لقد كنت اعاني من نوبات غضب حادة ..شعرت باني فتى مدلل و لهذا كنت دائما ما اتطلع الى الكثير من والدي، و لكنه لم يوفر لي الالعاب لاننا كنا فقراء ..غضبت جدا منه ، و لهذا ذهبت الى المطبخ و اخذت سكينا و دخلت الى الغرفة و طعنته بينما كان نائما..انا اعلم انه سبب تافه...انا حقا شخص حقير..و لكنني نادم على ما فعلته و اتمنى ان يغفر لي والدي في يوم من الايام.
- سيد تشاي ، شكرا لصراحتك ..ان تبدي الشعور بالندم هو امر رائع و يدل على سلامة عقلك اخيرا ! انك فالاتجاه الصحيح ..حسنا و بالنسبة للطيف الذي تشاهده "هي سو" هل مازلت تلاحقك؟
- اطلاقا ! لم تعد موجودة في ذهني ! انا سعيد بذلك حقا ..
- هذا عظيم ..يبدو بأن جلسات العلاج اعطت اكلها اخيرا ..
- نعم اظن ذلك.
* تنتهي الجلسة التاسعة و يخرج تشاي ..لا اعلم كيف سأصفه الان ؟ هل تعلمون ذلك الشعور بالتناقض ؟ ذلك الشعور الذي ينتابك عند معرفة امر ما قاسي و مؤلم و لكنك تتصرف معه بكل هدوء و روية ؟ كانت تلك حالة تشاي ، الشخص الذي صوره الجميع كقاتل منذ صغره..الشخص الذي دمرت حياته منذ ان كان في سن الحادية عشر و لكنه لم يكن مذنبا في اي شيئ ! بل كان ضحية ! ضحية المجتمع و احكامه الجائرة و ضحية والدته الكاذبة.
يعود "تشاي" الى منزله ..قرر بأن يعود لتناول الدواء و مواصلة حياته..لقد ماتت فيه جميع المشاعر و الصفات ..وهمه "هي سو" فطر قلبه بذكره لتفاصيل ماضيه و لهذا لم يكن مستعدا لمقابلتها بعد اليوم..اغلق باب منزله و ذهب لفراشه من اجل النوم ..و لكن الباب يدق مجددا!
- يفتح الباب ، و يجد جارته !
- ايتها الحق...!
- انها انا جارتك بارك مين !
- ماذا ؟ هل انتي حقا جارتي بارك مين ؟
- بالطبع ..انا هل هناك شخصا ما غيري! ، هل كنت بخير؟
- نعم انستي انا بخير..شكرا لكي لسؤالك عني.
- حسنا اذا ..ساذهب الآن
- الى اللقاء انستي..
- هل تناولت الطعام ؟
- عذرا انستي؟
- يمكنني دعوتك على العشاء اذا اردت !
- شكرا انستي ..انا بخير .
- حسنا...
- بالمناسبة !
- عذرا؟
- لما اصبحتي تهتمين فجأة بي؟ اعني ..هل انتي معجبة بي ؟
- لا تسيئ الفهم سيد تشاي ..انا فقط اشعر بالاسى عليك..
- علمت هذا ..انستي ، اسدي لنفسكي معروفا و لا تشفقي على امثالي .

10 Sessions - 10 جلساتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن