The stranger girl|الفتاة الغريبة

الفصل الأول

بدرجة حرارة تقارب 66 درجة مئوية وبالحافلة التي كانت التي تعبر على الطريق السريع نحو لوس أنجلوس وقد تفجر منها صوت الموسيقى العالية وهتافات من فيها مرددين خلف إحدى أغاني الغرب الأمريكي لكيني تشيني والتي ناسبت تماماً ظروف رحلتهم الحارة.

على الصف الأول من كراسي الحافلة حيث السائق ـ الذي بدا في متوسط عقده الثالث ـ على اليمين يمسك المقود وبطريقة بلهاء يحركه يميناً ويساراً مسبباً التفاف الشاحنة معه وعلو هتافات من فيها، يكادون يقفزون من عليها حماساَ.

ألتفت للفتاة بجانبه والتي تعبث بهاتفها وقد غطت رأسها بقبعة قش تقيها من الحرارة وصاح ضاحكاً "هييه باربرا هيا يا فتاة نكاد نصل استمتعي بالرحلة قبل أن تصبحي مشردة وتعودي للديار"

رفعت رأسها نحوه ومضيقة زرقاوتيها قائلة بسخرية "لا تحلم جاك، لقد دبر لي فريدي شقة مشتركة بإيجار متأخر" واستقامت مربته على كتفه بخفة هامسة "ومن قال أننا نكاد نصل"

أطفئت المسجل مما أطفأ حماس الركاب قائلة بصوت واضح "سيداتي وسادتي ها قد أصبحنا على بعد 140 ميلاً عن وجهتنا الأخيرة لوس أنجلوس، ولكن لضمان استمتاعكم في رحلتنا ولمعرفتنا أن الأغلبية هنا من هواة التسلق و التصوير الفوتوغرافي قررنا أن نأخذكم في جولة أخيرة إلى حديقة جوشوا تري الوطنية وهذه الجولة مجانية بالكامل على حسابنا،فاستمتعوا بها" صرخت عالياً في نهاية حديثها وصاح من على الحافلة تزامناً مع انتهائها يعبرون عن حماستهم بهذه الجولة الإضافية المجانية.

..

"لما تبدلت خطتنا" تحدث جاك بعد أن تأكد من إنزال آخر راكب من الحافلة واتجه نحوها. تجولت هي بعينيها حول أشجار جوشوا الغريبة وبالأرض التي تمحو الاعتقاد الخاطئ لأي شخص بأن الصحراء مكان قاحل بلا حياة ثم زفرت قائلة "لا أعلم جاكي" أعادت عينيها عليه سائلةً "أخبرتك أني أرى الكوابيس مؤخراً صحيح؟ وهذه الأشجار دوماً ما تظهر فيها".

عبث بشعرها قائلاً "أظن أنه يجب أن تهتمي أكثر بأمر إفلاسك ومستقبلك الذي يشارف على الانهيار وتتجاهلي تلك الكوابيس".

"أعمل جاهدة على ذلك جاكي" قالت ثم لحقت بالآخرين فهي المشرفة عن هذه الرحلة ويجب عليها الاهتمام بالجميع.

بداية سنوات دراستها لعلم الآثار كانت رائعة، لكنها كانت كثيرة الحفلات و مهملة لحياتها ووقع ذلك سلباً على مستقبلها فها هي تحاول كسب لقمة عيشها بصعوبة بالعمل لأحدى شركات السياحة الصغيرة براتبٍ بسيط وتكافح لإيجاد مأوى لها بعد أن توقفت والدتها عن دفع الرسوم الجامعية مما تسبب بطردها من السكن.