الفصل الثالث

335 39 6
                                    

الخوف دوماً ما يكون حافزاً للسير نحو الأمام، لكن في حالتي هذه كان الخوف سبباً لتراجعي وزحفي للخلف ضد الشجرة.

أن تتحدث إلى أشخاص لا تراهم هو جنون حتمي. وفكرة أنني جننت وسأذهب قريباً لمصحٍ نفسي كانت تزيد من خفقان قلبي.

ورغم سوء الفكرة إلا أنني فضلتها أكثر عن أن من أحدثهم حقاً أشباح وموتي محقق على أياديهم.

لا أعلم كم مر من الوقت على جلوسي متكئة على لحاء الشجرة والأفكار بعقلي تتصادم في معركة سأعلم من سيفوز فيها إن عاد الفتى الشبح مجدداً.

أياً يكن كيانهم فهما قد اتفقا على أن يغادر الفتى لأخبار زعيمهم والفتاة ستراقبني بحذر حتى يأتي.

ابتسمت حينها بسخرية. أنا من علي الحذر منهم. لم يفعلون العكس؟

أنا حتى لا أراهم فكيف بإمكاني أذيتهم؟

قطع الصمت الذي دام طويلاً صوت الفتاة تتحدث بتوتر "أنتي غريبة"

أنا فعلاً غريبة.

لا المصطلح المناسب هنا أنني مختلة. فتاة جنت تخترع وجود أشخاص حولها لتحدثهم.

أهذا ما ينتج عندما تكون اجتماعي زيادة عن الحد وفجأة يختفي الناس من حولك؟ هل اختلاقي لأشخاص حولي طبيعي لأنني لا أستطيع العيش بدونهم؟

"لا يفترض بك سماعنا كيف استطعتِ؟" تحدثت مجدداً قبل أن تزفر وتردف "تعلمين.. أنتي لا تبدين خطرة على أي حال"

اكتفيت بالصمت فحسب هذا أفضل في حالتي. إن كنت قد جننت بالفعل فيجب علي أن أصمت كيلا أزيد حالتي سوءاً. حين لم تجد مني جواباً زفرت مجدداً قبل أن تقول "سأريك جسدي لكن عديني أنك لن تؤذيني".

اتسعت عيناي بتوجس. ستريني جسدها!! إنها شبح واللعنة! كيف ستفعل؟

لا باربرا غبية.. إنها مجرد تخيلات برأسك تجاهلي ما سمعتي. فقط تجاهليه وأغمضي عينيك ستستيقظين حتماً.

"حسناً أعدك" وجدتني أخبرها متجاهلة كل قراراتي الداخلية.

أنا مختلة أو أنها حقاً شبح. كلا الفكرتين لم ترقني ولكني أردت معرفة الحقيقة. أردت أن تتوقف الأفكار في رأسي وستفعل إن اكتشفت الأمر.

لا زالت عيناي مغمضتين أخشى أن أرى شبحاً لفتاة مقتولة ربما بلا رأس وجسد هزيل وبشرة شاحبة كالزومبي والدماء قد لونت ملابسها. لكن تلك الأفكار تلاشت حين أخبرتني أن أفتحهما لأراها.

The stranger girl|الفتاة الغريبةWhere stories live. Discover now