الفصل التاسع

261 43 14
                                    

إذاً أصبحت مطلوبة الآن! هذا محمس جداً.

أعني أخيراً أصبحت حياتي مليئة بالأكشن وأشخاص يبحثون عني. أعيش كأبطال أفلام الحركة أتجول هنا وهناك. الناس سيصفونني بالغامضة.

أحب الغموض.

حاولت أن أتماسك كيلا أقفز من الحماس أمام الناس لا أطمع للفت الانتباه أكثر من ذلك. جلت بعيني على من حولي، يبدوا أنني أتيت للمستقبل مجدداً.

من الرائع رؤية أننا تطورنا كل هذا القدر. أعني أنه في حاضري قد أستمر العلماء بالقول أن انقراض البشر سيحدث بعد مائة عام لا محالة، لكن أنظروا هاهم قد اجتهدوا ووجدوا لهم أماكن آمنة في الفضاء.

الشاشات التي تطوف في الهواء مظهرة بعض الإعلانات توقفت عن العمل حين ظهر عليها شخص ما. رجل ربما بالخمسين من الشيب الأبيض في شعره لكن ملامح وجهه وجسده بدا بأواخر الثلاثينيات. قامة طويلة وعضلات بسيطة متماسكة برزت من بدلته البيضاء.

"ها قد مر على الأرضيين 230 عام بعد الأجلاء الكبير. 230 عام مر علينا لمفارقة أرضنا الحبيبة تألمنا في كل يوم لما حدث لها حضاراتنا وأهلنا ذكرياتنا وكل ما أحببناه. ولكن أيضاً 230 عام من التطور والعمل حتى امتلكنا مستقبل لم يتخيل السابقون منا الوصول حتى لنصفه. ومن هنا وبصفتي المتحدث بإسم البشر أوجه شكري العظيم لكل حكام ومواطني كوكب أدودتشي لاستقبالهم لسابقينا وإنقاذنا من الهلاك شكراً لكم".

توقف البث من على الشاشات وظهرت الإعلانات مجدداً. الناس عادوا لتحركهم مجدداً بعدما استمعوا لحديث الرجل ولم يخفِ عني همساتهم بشتم البشر ولعنهم.

لم يكرهون البشر!

صرخ رجل ببشره شديدة البياض وأعين فضية من بين الحشد "اللعنة على البشر الشياطين، فلتموتوا لجرائمكم، ما كان يجب علينا أستقبالكم أنتم شياطين" بدا على الرجل أنه مخموراً،يترنح في مشيه ولسانه ثقيل.

أعين من حولي كانت تؤيده لكن شفاههم صامتة، للحظة بدو عاجزين أعينهم تشع سخطاً، لكن من ماذا؟

هل يعقل أن البشر لا يزالون يستخدمون عنصريتهم وحروبهم المعتادة؟

تفرق الناس من حول الرجل حين طفت فوق رؤوسهم مركبات محلقة تلاها قفز أربعة آليين إلا الأرض وقد أحاط ثلاثة منهم بالرجل المخمور يقبضون عليه . والرابع أخذ يمرر شعاع أحمر حول الجميع حتى مر بي.

ابتلعت حين توقف المسح علي وظهر على شاشة خوذته "مطلوب للنفي". شهقة مِن مَن حولي تلاها ابتعادهم عني وتمتمات بعضهم ب "الفتاة الغريبة" ثم تقدم آليين للإمساك بي.

The stranger girl|الفتاة الغريبةWhere stories live. Discover now