الفصل الثاني

417 46 16
                                    

ضربت الأرض بقدمي بعد أن مللت الجلوس في هذا المكان وحدي. لا أعلم حقاً كم مضى من وقت ولكن أعلم أنه لم يكن بالقليل.

فالجلوس ومشاهدة هذه التماثيل التي تبدو أنها تنظر لعينيك مباشرة ليس أمراً مريحاً. ثم إن المكان هادئ جداً هدوء لم أعتد عليه أبداً.

لكني أّدركت أمراً واحداً من بقائي بهذا المكان أن لا أشباح ولا بشراً هنا. فلا عاقل سيبقى تحت الأرض بعيداً مئات الميلات عن سطحه. هذا إذا فرضنا أن الأشباح كيانات لها إدراكها كالبشر.

تجولت بعيني على النقوش التي على الجدران للمرة الألف ولم أفهم منها شيئاً. ليست لغة قديم وإلا لكنت عرفت ترجمتها مسبقاً.

أنا حقاً خائفة.

أخشى أن أظل عالقة هنا للأبد فلا أحد رآني أسقط ويبدو أن لا أحد يعرف بأمر هذا المكان.

حركت رأسي رافضة أفكاري الغبية ثم نهضت بثقلي على قدمي بعد أن خف ارتجافهما، وزفرت بيأس، عليّ أن أتأكد من هذه النقوش التي تغيرت أشكالها حين لمستها مسبقاً.

اقتربت من التمثال الجالس مجدداً ومررت يدي بخفة على النقش في كرسيه وفوراً ما تغيرت النقوش مجدداً كالمرة السابقة.

لم أفهم ما تعنيه أيضاً لذا مررتها مجدداً متجاهلة ضربات قلبي العنيفة وذلك الصوت الذي كان يخيرني أن ما يحدث إما بفعل أشباح أو سحرٍ ما. تغيرت النقوش لمرة ثالثة مختلفة عن المرة السابقة ولم أفهم شيء منها.

استمررت بلمس النقوش مرة تلو الأخرى ومشاهدة التغير الذي يطرأ عليها بسبب الفكرة التي خطرت برأسي والتي دعوت أن تصيب، ومع لمس يدي للنقوش للمرة الثانية والعشرون تغيرت النقوش للغة أعرفها جيداً اللغة الإنجليزية والكلمات أصبحت مفهومة بعقلي.

أي أن النقوش السابقة كانت لغات لا أعرفها وحين مررت يدي عليها كانت تعيد ترجمتها، ابتلعت من فكرة السحر التي فرضها عقلي عليّ بسبب ما يحصل وركزت على الكلمات المكتوبة على الكرسي لعله تتواجد فيه كلمة سرٍ مثلاً كآبركادابرا أو أياً من جمل هاري بوتر الغريبة.

" أمام اليوكا تعاهدنا

لحماية العالم قررنا

فليقتل الآرك

أقتل الآرك"

عقدت حاجباي بغرابة من الجمل التي لم توضح شيء، لكني اتجهت لوسط الغرفة ووقفت وسط التماثيل الشامخة على جانبي لتنفيذ فكرتي الغبية للغاية.

صرخت بصوتٍ عالي بالكلمات التي قرأتها "أمام اليوكا تعاهدنا، لحماية العالم قررنا، فليقتل الآرك، أقتل الآرك" ألتفتت حولي للمكان الذي لم يتغير فيه شيء، لم يفتح باب ، ولم يظهر شبح ولا جني، ولم يتحرك أحد التمثال جراء كلماتي.

The stranger girl|الفتاة الغريبةWhere stories live. Discover now