الفصل السابع

249 38 2
                                    

ربما إن حدث ما حدث لشخص آخر غيري لربما ركض لقسم الشرطة ليخبرهم بما واجهه ولبكى أمامهم ليساعدوه، لكن بحالتي أنا حين وجدت نفسي أمام جامعتي لم أهتم بأي شيء. لا بالغرابة التي عشتها بالساعات الأخيرة، ولا بملابسي وشكلي ولا حتى بنظرات الطلاب المستنكرة من حولي.

كل ما اهتممت بأمره هو الكافتيريا. الساعات الأخيرة سرقت من طاقتي وأردت التعويض عنها ببعض الطعام وكافتيريا الجامعة هي أفضل مكان لهذا.

"أفضل شطيرتان بيض لديك كارا" أخبرت كارا التي تعمل في الكافتيريا .

"دولار ونصف."

"سأحضر لك المبلغ لاحقاً كارا"

"غير مسموح"

"ماذا بك كارا قلت سأحضرها لاحقاً، ألا تثقين بي؟"

"لا لا أفعل"

بحثت في وجهها عن تعابير المزاح ولكنها كانت جادة كالجحيم "أهكذا تعاملينني بعد أن علمتِ أنني لم أعد أمتلك المال؟ إنسيتي سنين رفقتنا الطويلة؟"

"ما هذا الهراء، ابتعدي هناك من ينتظر دوره"

ابتعدت عن الصف حين رأيت شخصاً خلفي ينتظر دوره متجاهلة شعور الغرابة الذي انتابني من حديثها.

هذه نذالة بما للكلمة من معنى.

جلت بعيني حول الكافتيريا أبحث ع أحد أصدقائي ليدفع ثمن الشطيرة وفي اللحظة التي وجدت بها سال صديقتي المفضلة هرولت نحوها ولم أفكر لثانية حين رأيتها تمسك بشطيرة فالتقطتها من يدها وشرعت بالتهامها وسط صدمتها بمظهري.

"اللعنة ما الذي تفعلينه؟"

"آسفة سال لكن النذلة كارا لم تقبل إعطائي واحدة بدون نقود وأنتي تعرفين أن صديقتك مفلسة."

فتحت فمها وأغلقته تحاول الحديث لكنها لم تقل شيء فأخبرتها "سأشرح لك سبب مظهري هذا لاحقاً" وتابعت تناول الشطيرة التي لاحظت طعم الكاتشب فيها، منذ متى وسال تحب الكاتشب!

"لا تشرحي شيء فقط ابتعدي"

"أتشمئزي من صديقتك المفضلة؟" أخبرتها مازحة لأخفف التوتر الذي أجهل سببه.

"مفضلة! عذراً يبدوا أنك أخطأتِ أنا لا أعرفك"

ابتلعت ما تبقى من الشطيرة وقلت بفم مملوء بالطعام "لا تكوني نذلة أنتي الأخرى سال هذا أنا باربرا صديقتك من وقفت بجانبك دائماً"

"ماذا هناك حبيبتي؟"

التفت للصوت المألوف خلفي وكان ذلك فريدي. لحظة هل سال وفريدي يتواعدان؟؟

"منذ متى وأنتم تتواعدون يا رفاق؟"

اتسعت عينيها قائلة "نتواعد! فريدي خطيبي. ثم من هم الرفاق ابتعدي عن طريقي أنا وحبيبي وإلا سأريك ما سأفعله بك"

حسناً فليتوقف الجميع لحظة!

أمر غريب يحدث، سال وفريدي خاطبين!

هناك حلقة مفقودة بكل ما يحدث، وعقلي يحلل ويستنتج كما لم يفعل سابقاً لكن المضمون الناتج لا يستهوني أبداً.

جاكي سابقاً لم يتعرف عليّ أيضاً!

هل يعقل أن أكون قد مت وكل الذكريات عني في عقول من أعرفهم قد حُذفت!

..

اتجهت للحمامات وقمت بأخذ حمام سريع عدت بعده لنفس ملابسي القديمة لأنه وللغرابة لا وجود لي في حياة الجميع وهذا يتضمن أن غرفة السكن التي كنت أقطن فيها لم تعد لي الآن.

أتعلمون حين قلت سابقاً أنني لم أذهب للشرطة لأنني لم أكن خائفة. حسناً هاهي فكرة الذهاب إليهم أخذت تدور فوق رأسي، لكن ماذا أخبرهم. أنني باربرا التي لم يعد لها وجود!

باربرا التي تتجول بالشوارع كالمشردين لا تعرف ماذا تفعل. وتلك الشرارات اللعينة لم تأتي لتأخذني مجدداً.

ضوء قوي ظهر أمامي والذي ما كان سوى ضوء الشاحنة المسرعة باتجاهي وكل شي حدث بسرعة البرق، الضوء الذي اقترب مني صوت صراخ من حولي ب انتبهي الألم الذي ضرب كل جزء في جسدي شعرت به أن عظامي قد تهشمت والشرارة التي ظهرت قبل إغماضي لعيني وغيابي عن الوعي.

The stranger girl|الفتاة الغريبةWhere stories live. Discover now