الفصل الخامس

284 38 5
                                    

"بالتأكيد أمتلك المال" تحدثت بنبرة مهزوزة هي نفسها لم تصدقها وستعذر المرأة إن كذبتها بسببها فقد خرجت أشبه بصوت معزة تحتضر وتخرج آخر كلماتها.

التفت بعنقها نحو الباب لتقيس المسافة التي عليها ركضها للهروب خارج الحانة لكن الجسد الضخم الواقف بجانب الباب والذي يدل على استعداده لفعصها كإحدى الذباب المحلقين حوله.

ابتلعت متراجعة عن فكرتها السخيفة بالهروب والتفت مجدداً نحو المرأة التي ترمقها بنفاذ صبر "هل يمكنني العمل هنا مقابل ما شربت" افتعلت وجه القطة والذي بدا أقرب لوجه كلب مسعور بسبب مظهرها.

قلبت المرأة عيناها منادية لشخصٍ ما ب جاين وما كان سوى رجل الذباب الذي على الباب. تحرك نحوها جاعلاً الأرض تهتز بسبب ضخامته التي نشرت جواً مخيفاً لمن في المكان حتى الزبائن الذين لم يكن لهم شأن بما يحدث ابتلعوا وصلوا لرحمة المسكينة صاحبة الحظ البائس.

تمتمت الأخيرة تحت أنفاسها المفزوعة "شرارات، هيا أظهري يا لعينة، خذيني من هنا سيفعصني".

انتظرت لثانية ثانيتان ولم تظهر. حينها ابتلعت وصلت بما استطاعت أن يكون موتاً رحيماً. لكن كرة حديدية تدحرجت من أسفل باب الحانة لوسطها، تخرج دخاناً أسود كثيف غطى الحانة بالكامل قبل أن تسمع صاحبة الحانة تلعن خلف الدخان ويد صغيرة جافة أمسكت بساعدها وتجرها خلفها.

ظلت تركض خلف من يمسك بيدها بردائه الطويل المتسخ والذي غطى رأسه بقبعة. لم ترى منه شي ولا تعرف عنه سوى أنه فتى صغير من حجمه ويده المليئة بآثار جروح ملتئمة.

انعطف إلى زقاق خاليٍ لا أحد فيه وسحبها خلفه يشاهد من الحافة ما إذا تبعه أحداً ما. لحظات حتى استدار ذلك الجسد كاشفاً ردائه ومظهراً طفلة تحته.

شعرها الأشقر تناثر على وجهها وابتسامتها اتسعت مظهرة أسنانه الأماميتان الفارغتين وقد تحدثت بغرور ظريف "لا داعي للشكر أفعل هذا لجميع المحتاجين".

تصنمت للحظات لتستوعب عمر هذه الفتاة فقد بدا من أسنانها الأمامية إنها في التاسعة أو العاشرة ربما لكن جسدها بدا أكبر.

ظنتها بالسابق فتىً بالثالثة عشر أو الرابعة عشر بسبب حجمه لكن أن تكون طفلة. حينها شعرت بكبريائها ينكسر كيف يمكن أن تنقذها طفلة!

لكنها فوراً ما تجاهلت كبريائها حين أدركت أنه هذه الطفلة أنقذتها من الموت وهذا هو المهم.

وفي اللحظة التي قررت فيها الرد صوتٌ قوي صرخ قائلاً "عاد مركب الشمال، عاد مركب الشمال".

The stranger girl|الفتاة الغريبةWhere stories live. Discover now