أنا آسف

263 17 2
                                    

الفصل الثالث

فتحت عينيها ببطئ ، تعاني من صداع رهيب ، إنها آثار الثمالة ، لقد وعت أخيراً ..

الآن هي في غرفتها وعلى سريرها وهناك رجلاً ما يحتضنها ويحاوط خصرها بإحكام ، وجهها يقابل رقبته وصدره ، حركت رأسها قليلاً وحرصت على أن لا تتسبب بإيقاظه .. لقد تأملته بتمعن ، لديه حواجب وفك حادين ، تشعر بأنها ستجرح يدها لو لمست فكه وأيضاً يمتلك بشرة برونزية مثيرة .
نعم إنه خطيبها الوسيم ! يا لها من مضيعة ، حتى لو كان مؤقتاً إنها تشعر بأنه كثيرٌ جداً عليها ، مجرد النظر إليه تشعرها بضآلة .

جفلت عندما رأت عينيه مفتوحتان تنظران إليها

قال بدون مقدمات " آنسة واين .. هل تملكين ميولاً إنتحارية ؟ أرجو أن تكوني صادقة "

مهلاً ! إنه يحتضنها ولا يفصل بين وجهيهما إلا إنشات بسيطة ويخاطبها بهذه الرسمية ؟ ما هذا الهُراء
ثم هل هكذا يبدأ الناس صباحهم؟ أين صباح الخير ؟ بونجور على الأقل !

" أنا آسفة " أنزلت بصرها تشعر بالذنب
" لم أطلب إعتذاراً " قال بحدة وأضاف " هل هناك ما يجب معالجته ؟ سأحجز لكِ موعداً عند المختص النفسي .. أنتِ بحاجة إلى المساعدة " "

" اوه لا ، لا أرجوك " نفت بسرعة " إنه فقط ..."

إقترب من أذنها ليضيف نوع من الرهبة متعمداً وتسارعت نبضات قلبها بعنف " لقد إتصلتِ بي البارحة بينما كنتُ أعمل على صفقة مهمة وكنتِ تبكين بشدة ولقد أخبرتني كلمات غير مفهومة وأنكِ خائفة جداً ولا تريدين الإنتحار "
إبتعد ونظر إلى عينيها ..وأكمل بتردد
" لقد ظننتُ أنكِ في خطر وأن هناك شخصاً ما يجبرك على الإنتحار ! "

هل فعلتْ ذلك ؟ يا للهول .. إنها مُحرجة بالكامل
ليس لديها عذر لتبرر ما فعلت ، سيكون عليها التحدث بخصوص أشياء لا ترغب في تذكرها بتاتاً ، إختبأت خلف جدار الصمت
و نكست رأسها بإحراج ، هو كان يتأملها بفضول
وراحت يدها تلعب بزر قميصه من دون إدراك منها .
لقد تشتت تركيزه، إستوعب أنهما قريبان جداً وأن الوضع حميمي وهي لا تساعد !

الحافةWhere stories live. Discover now