رسالة وحب

178 13 8
                                    

الفصل الخامس والعاشر
                            

عزيزي الكثير جداً ..

أولاً لقد إشتقتُ لك كثيراً ، وثانياً  إنني آسفة لأنني أطلت البقاء في اليونان ولأنك يا عزيزي ريكاردو فأنت ستتفهم ذلك .
اليوم لقد إتفقتُ والعم هكتور لجعل منزل والدتي داراً يأوي الأطفال الغير المحظوظين أمثالي سابقاً ، أقول لكَ هذا لكي تكون فخوراً بي .
وأيضاً لقد غفرتُ لوالدتي ما سبق ، يمكنني أن أقول بأنني تخطيتُ ما عشناه معاً ؛ لأنني علمتُ أن أسوء شي قد يحصل لأي شخص هو عدم إتساع قلبه للمغفرة .. وهذا ما حدث لوالدتي .

في الماضي عندما أنام كنتُ أرى أفكاري كأطفال يدورون حولي حاملين مطارق يكسرون أثمن أشيائي، مشاعري ؛ويعيثون الفساد في حياتي ، ولكنك يا ريكاردو  عندما قلت لي بأنك تهتم لأمري لأول مرة ، لقد جعلهم هذا يتعلموا  المسير في أرجاء عقلي حاملين الزهور لكي تجذب الفراشات إلى أحلامي .

ولقد سمحتُ لنفسي بأن أقتبس بعضاً من كلمات والدك السيد فورد لأقول لكَ بأنني كنتُ أذهب إلى العمل وأعود ولا أرمي بنفسي من السطح لأن هناك ريكاردو في المنزل ينتظرني . فإنك كنت في أحلكِ الأيام تزيحُ عني حزني فقط مثلما تزيح شعري إلى خلف أذني .

إنك يا ريكاردو منحتني أعظم شيء يمكن أن يمنحه أي إنسان، لقد منحتني فرصة لحبّ ذاتي وأعطيتني الكثير من المساحة لذلك إنني لايسعني سوى أن أقول بأنني أحبك جداً سيد فورد .
___________

عزيزتي السيدة فورد ..

اللعنة عليّ لو كنتُ سأتصالحُ مع غيابك ، إنهما أطول أسبوعان قضيتهما في حياتي يا إمرأة !
ونعم،لقد قمتُ بتغيير لقبكِ في عقلي ، إن هذا عزائي الوحيد في غيابكِ ، فكرة أنكِ في مدينةٍ بعيدة جداً في العالم ترتدين خاتم الزفاف الذي أهديته لكِ وتنتمين إلي تدفئني جداً .

تقول إيميلي ديكنسون " إذا استطعت أنْ تُحسِّن حياة إنسان واحد، أو تخفِّف ألماً واحداً، أو تُرشد طائراً إلى عشِّه.. ما ذهب عمرك سُدى"
ولهذا يا عزيزتي اليثيا لا تعلمين مقدار فخري بكِ وأنا أراكِ تحاولين جاهدةً تخليص الآخرين من فوضاهم وتقديم المساعدة لهم ، إنني فخورٌ بكِ جداً .

وأنا أيضاً لقد سمحتُ لنفسي بأن أقتبس من كلماتك لأقول لكِ بأنني وقبل أيام شعرتُ بأنني على حافة الهاوية أسند ظهري على الهواء ولكن جاءت رسالتكِ لتطير بي إلى السماء ، إنني أعيد قراءتها كل يوم في الصباح والمساء .
إنني لم تكن لدي أفكار تدور كأطفال في عقلي ، لقد كنتُ أملك فراغاً ، الكثير منه ؛ مثل ساعةٍ رملية خالية من الرمل .. هي ليست مكسورة وليست مجروحة ولكنها خالية ! هل تفهمين صعوبة الأمر ؟ إن الطريقة الوحيدة لإدخال الرمل إليها هي بكسرها.

إنكِ يا اليثيا وبشكلٍ مبهر لم تقومي بكسري بل إستخدمتِ سحركِ الخاص لإيصال الرمل إلى ساعتي وجعلتها تعمل من جديد بعد أن كان الزمن عندها متوقفاً . هاهي الآن تحسب الدقائق والثواني منتظرة وصولكِ إليها بفارغ الصبر .

حبيبتي الموسومة بالحقيقة لقد منحتني أكثر ممّا منحتنه أنا لكِ ولذلك فإنني بالتأكيد أحبكِ أكثر سيدة فورد .








.

____________

.



.
رسائل إلكترونية بين اليثيا وريكاردو

.
رأيكم ؟

.

توقعاتكم ؟

.

بقي فصل واحد وستنتهي رحلتنا مع قصة الحب هذه



.

كل الحب .

.

الحافةTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang