مثل معطف أحمر

224 13 5
                                    

                                    الفصل السادس

" ما الذي جاء بك إلى هنا على أية حال " قالت تناوله كوب القهوة وجلست على الأريكة

" لقد ألغيتُ موعدكِ مع الطبيب " قال بضيق

" حقاً! يا لها من أخبارٍ سارّة " قالت بإبتسامة عريضة

" إنها ليست كذلك سوف نسافر إلى إسپانيا ظهر اليوم " قال لها جاعلاً إياها تشرق بالقهوة !
" ماذا  ؟.. إسپانيا ؟ لماذا ؟ " أمطرت عليه بالأسئلة
" لكي تقابلي عائلتي "

" هذا مفاجئ ! هل عليّ أن أقلق ؟ "

" لا ، إنهم يتوقون للتعرف عليكِ " بما أنهم سبب الخطوبة ، لقد ألحت عليه أمه إلحاحاً لا يُحتمل بأن يقابل العديد من النساء .. إنها تعتقد أنه يضيع حياته في العمل هباءاً
فأخبرها كذباً بأنه يواعد إحداهن وسيخطبها ، ولكنه فقط زاد الأمر سوءاً
فهي ضغطت عليه بأنها تريد رؤيتها فما كان له إلا أن يجد له خطيبة حقيقية . 

نظر إليها وهي تحتسي قهوتها وتذكر لقائهما الأول في حفل رجال الأعمال ، حيث كانت تعمل كسكرتيرة لرئيسها السابق . لقد لاحظها منذ بداية الحفل ، امرأة بيضاء ذات قوام ممشوق بملامح بسيطة ناعمة وذات شعر بني يصل إلى أكتافها ، ولكنها مميزة ، إنها جذابة هنا يكمن جمالها .

إنها مثل معطف أحمر بين الكثير من المعاطف البيضاء
من المستحيل تجاهلها ، تمتلك جاذبية آسرة .
تماماً مثل ما وصفها الشخص الذي كلفه بجمع المعلومات عنها ، لأنه كان يبحثُ عن فتاة بمواصفات معينة وقد كانت هي من ضمنهن.
والآن هو يريد خطيبة وهي ستكون مثالية لهذا الدور . إتجه إلى المكان الذي كانت تقف فيه وبيده كأس من الشمبانيا..
" مرحباً " قال متودداً
" أهلاً " ردت بإبتسامة ، على الرغم من أنها ليست بحاجة لذلك بعد الآن ولكنها ظلت متمسكة بلطفها تجاه الآخرين في الحفل .

" لماذا تقفُ آنسة جميلة مثلكِ وحدها ؟"  ولماذا يقولُ وسيم مثلك كلماتٍ كهذه .
إنه ليس خبيراً في المغازلة ، في الغالب وسامته توفر عليه الكثير ، ولكنه الآن في موضع يفرض عليه ذلك ، الآن فقط إكتشف كم هو مريع في المغازلة !

" لأنني آنسة جميلة خسرتْ عملها " قالت "هل ترى ذلك الشخص ؟" وأشارت إلى مديرها السابق " إنه رئيس عملي لقد سكبت عليه الشراب للتو ..إنه وغد " بما أنه آخر يوم لها فإسترسلت بالكلام على راحة ، فهي تظن بأنها لن تقابل هؤلاء الغرباء مرة أخرى .

الحافةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن