chapter-19-

339 36 14
                                    

رفعت رأسي ونظرت نحو صاحب القدمين الحافيتين وبلحظه شعرت ان الزمن توقف بي ، وجميع الكائنات تتحرك الا انا ، ابتلعت ريقي وتوترت أكثر حين مدت شفتيها ورمقتني بتلك النظرات
نظراتٍ غريبة لم اشهدها في زجاج عينيها الا الان
خصيلاتها الطويله تطير مع مجرى الريح وبيدها اليمنى ورده ذات اشواك طويله تؤذيها ؛ لكن رغم هذا لم تفلتها حتى الان
عيناها كانت متعبه وبشرتها كانت شاحبه
كانت بحال مزريه لي لأول مره منذ التقاءنا الاول
وقفت على قدماي سريعاً وسئلت بدافع القلق
"س-سيده ..ناكاهارا هل انتِ بخير ؟ م-ماذا يجري احصل خطب ما ؟"
رغم كل ماقلته لمحاوله جعلها تفصح بما حدث ظلت صامته ولم اسمع منها صوتاً عادى صوت تقطير الدم من يدها اليمنى المُصابه
لم تسمح لي بأسعاف يدها لكن تحركت كجثه تعيسه وجلست حيث كنت انتظر قبل مجيئها .
ولأصادقكم القول هذا اغرب ليله تمضي علي
سطع القمر منتصف السماء ولا تزال تحتفظ بسر حالها لنفسها وانا ايضاً لم ادري كيف أتعامل مع حالةٍ كهذه
فأني لا اعرف ما خطبها او لما اتت لي حتى ، فقد كان بأمكانها ان تذهب لوصيفتها وتبكي قليلاً او تتحدث لكن هذه قد اتت نحوي مُباشره واحتلت مكان جلوسي بصمت وكأني شبح غير موجود وكأن مكاني قد اعجبها لتجلس فيه تحديداً .
ضمت ركبتيها الى صدرها وضغطت على الورده التي تحمل الشوك أكثر وقد افزعني هذا لدرجه اني اخذت تلك الورده منها لان هذا الفعل التي تفعله جعل جظعي يفيض ككأس ماء تم ملئه فوق حدوده الواضحه .
نظرت الي بفراغ ثم نظرت الى الوردة التي سلبتها منها ثم نظرت ببطئ الى يدها المُصابه التي حملت داخلها اغلب الشوك من الوردة التي كانت تحملها منذ هنيئه قد مرت ، ثم عادت لصمتها ولتصرفها مثل تمثال باهض في قصر فسيح فغضبت منها لأول مره وامسكت كاتفيها وسئلتها بصوت عال
"ماذا حدث بحقكِ ؟! أتنوين الصمت هكذا واثاره قلقي اكثر من هذا ؟
اهذه خطتكِ ؟!
ان كنتِ تنوين فعل هذا طوال الليل حتى الصباح فأني مستعد لهزكِ حتى تعودين لوعيكِ تماماً !
وانا جاد في هذا كُلياً "
لم تستجب لغضبي الذي أظهرته لها الى الان بل حدقت اكثر في يدها المُصابه .
*معرفف ليه تذكرت كيوكا !*
شعرت انه من الخطأ الصراخ بشخص حزين لتلك الدرجه اليائسه فأفلتها وقلت بندم
"أعتذر لصراخي للغايه ..لم اتعمد ذلك "
لم تجبني ايضاً في بادئ الأمر لكنها عادت لوضعيه  ضم الركب الى الصدر ونطقت اخيراً بصوت مُبهم
"لا عليك"
فرحت لانها تحدثت لكن تبددت فرحتي حين رأيتها تبكي بصمت مجدداً
احبطت عضلات وجهي الفرحه بسرعه وفعلت مثل وضعيتها وقد خطر لي خاطر بأن اتواصل معها كطريقتها
فقلت بصوت منخفض
"اذن ماذا حدث ؟"
لم أتلقى جواباً لعشر دقائق ثم خرقت طبله اذني جوابها الهادئ
"لا يجب ان تعلم "
التفتت ناحيتها ونطقت
"ماذا ؟"
حدقت بي وقالت مجدداً بذات طريقتها السابقه
"قلت لا يجب ان تعلم "
"لكن انت على هذه الحال منذ وقت وانا لا اعرف ماعلتكِ حتى ايمكنكِ التوقف عن هذا واخباري بما يجري من فضلكِ ؟"
رفعت رأسها ناحيه الغيوم التي اخفت نور القمر الذي توسط السماء قليلاً ثم اعادت بصرها نحوي ونطقت
"اذا كنت تريد مشاركتي حزني لتلك الدرجه اذن "
قطعت كلامها ثم نهضت واخذت ورده اخرى من احدى الشُجيرات المنخفضه وعادت وقالت مستأنفه ماقطعت من حديثها
"تمسك بهذه لنهايه طلع هذا الفجر الجديد وان لم تفلتها فسأخبرك بكل شيء "
وضعت نظره صارمه في عيناي واخذت الورده من يدها وقلت
"اتعدينني ؟"
وضعت بسمه لا تكاد تُرى وقالت
"اعدك "
ثم اخذت نفسها وغادرت كما اتت وجعلتني وحدي مجدداً
اهذا ماارادته مني فعلاً ؟
اشعر وكأني يتم التلاعب بي بكل سهوله لكن لربما لديها غرض من كل هذا
وارجو ان يستحق السبب التشبث بهذه الورده ذات الاشواك لنهايه اليوم .
بقيت متعلقاً بمكاني حتى اشرقت شمس الصباح المُزعجه ودفعتني الى الدخول الى الداخل ، صادفتني فتاه كانت تحمل سله بها الكثير من البيض واظنها فزعت لاني ظهرت فجأه في طريقها ، قالت وهي تحمل ملامح مرتاحه
"ياللهول سيدي هذا انت وحسب ، لقد افزعتني للغايه "
هذا الصباح لم تتواجد لدي تلك الرغبه المعهوده دوماً  بالابتسام صباحاً لأي شخص اصادفه في طريقي فقد فقدتها .
ابتعدت عنها وهي رغم ندائها لي لم  اجبها او التفت لندائها حتى وهي بدورها لم تتوقف عن اظهار تلك الملامح القلقه على وجهها ثم ابتعدت بسله البيض لحال سبيلها ، كانت حال صحتي تسير نحو الافضل بالفعل  الا ان هذه الورده التي اعطتني اياها تشويا عملت كحاجز للسعاده خاصتي
*معليش يسطا اذا اكتئبت معهم كلنا في الهوا سوا*
بقيت احدق في الورده طوال ساعه كامله حنى طُرق الباب ووجدت اليكس خلفه فأبتدأت الحديث وقالت بملامحها الرزينه المُعتاده
"سيد اوسامو عليك اللحاق بي الى المكتبه بعد خمس دقائق ، اراك هناك "
هززت رأسي ثم رحلت وبعد مضي تلك الدقائق الخمس اتجهت نحو المكتبه وجلست الى كرسي كان وسط السجاده المنقوشه البيضاء ووضعت ركبه فوق ركبه انتظر ماذا ستقول لي تلك ال -اليكس
بعد هنيئه فتحت الباب وخلفها شاب ابيض الشعر ، ذو قصه غريبه وحُله نبيله شابه
تحدث الشاب بقلق
"اهذا المكان الصحيح سيدتي ؟"
قالت وهي تنظر الى اوراقها بهدوء
"نعم هذا هو ، وذاك هو الرجل الذي ستعمل معه
انه دازاي اوسامو احدث الاجساد العارضه الشابه لدينا وانت ستكون منظم جداوله وجلساته  ، سأترككما للتعرفا الى بعضكما ، استميحكما عذراً"
خرجت مُغلقه الباب خلفها ثم التفت الي ذلك الشاب الذي يملك ملامح اسيويه ثم انحنى بسرعه وبقلق وقال بالانجليزيه ظناً منه اني لا اجيد لغته اليابانيه
"ا-ادعى ناكجيما اتسوشي ! سررت بالعمل معك !"
*معرف ليه دخلت عتسوشي بس لازم ا
دخله يعني لازم 😼*.
انه ابله بعض الشيء ليتصرف بتلك الطريقه ولغته الانجليزيه سيئه وبها الكثير من الثغرات ولكنته تفضح كونه اجنبياً قد اتى حديثاً الى البلاد
قلت مقاطعاً اسلوبه المرتبك باليابانيه
"تمهل يارجل انت مرتبك للغايه "
رفع رأسه من انحنائه ثم بحلق بي لدقيقه ثم صاح بأرتياح
"واخيراً وجدت من يتحدثها  ! "
انه ساذج بالفعل لكنه بسيط
لم اعلم لماذا لكن فمي يرفض الابتسام لذالك تخليت عن الابتسام وقلت
"اذن ناكاجيما اتسوشي كن ، انت السكرتير الخاص بي
ايمكنك البدئ بالتعريف عن نفسك لي ؟"
تقدم بسرعه ووقف الى امامي وقال بلهجه مستعده
"ادعى ناكاجيما اتسوشي
عمري 18 عاماً
احمل شهاده في علم رياده الاعمال
ولدت في اليابان وقد اتيت لايجاد عمل في مجالي "
"اه ااتيت من اليابان ؟ اذكر ايامي هُناك حتى مجيئي الى هنا كانت اياماً مُشرقه "
قال بلهجه متحمسه
"سعيد لاني وجدت من يفهمني سيدي !"
"يمكنك دعوتي بدازاي يافتى فقط "
"دازاي سان سعيد لعملي تحت يديك من فضلك اعتني بي !"
"اجل ابذل قصارى جهدك يافتى "
انتبه الى الورده التي احملها فقال بقلق
"دازاي سان يدك !"
نظرت اليها وقلت
"انا اريدها هكذا لا تقلق "
"لكن انها تنزف !"
"قلت لا تقلق يافتى انه مجرد شيء بسيط "
وضع ملامح مرتبكه على وجهه ثم قال
"الا بأس حقاً ؟"
"نعم ثم اشعر بأن هذه الورده ستقودني للحظ الجيد "
شعر بالحيره والارتباك بالطبع من كلامي لكن شعر بالاحراج اكثر حين اصدرت معدته صوت قرقره عالٍ وسط هدوء المكتبه القاتم
نظرت اليه وقلت
"ماذا تريد على الافطار اتسوشي كن ؟"
شعر بالحرج ثم قال وهو يضم يديه
"طبق من التشيزوكي من فضلك "
ضحكت رغم طاقه الورده الكئيبه وقلت
"سكرتير جائع يريد طبقاً من التشيزوكي ؟ هلم يافتى لنحضر لك اربعين طبقاً !"
*واضح انه ابغى لقاءهم زي اللي في الانمي 😭👈👉*
اخذته الى افضل مطعم يقدم طعاماً يابانياً وطلبت له مايريد من كفايه لاطباق التشيزوكي الاربعين التي قد وعدته بها وحين انهى طعامه اتكئ ظهره على الكرسي وقال وهو يمرر يديه على بطنه
"اشعر بالامتلاء لدرجه اني لا اريد رؤيه اي طبق تشيزوكي لمده عام كامل "
وضعت يدي الاخرى على خدي وقلت
"سعيد لانك تشعر بالشبع لكن من المفترض انه قد بقي على استراحه الطعام هذا خمس عشره دقيقه حتى اول جلسه "
افلت عيدان الطعام الخشبيه من يده بسرعه وقال بذعر
''نسيت هذا تماماً ! لنذهب من فضلك بسرعه قبل ان نتأخر !"
دفعت الحساب وخرجنا بسرعه عودةٍ الى القصر وحينها وجدنا اليكس تقف امام الباب وتنظر حولها ..وبحكم طريقه وقوفها ونظراتها انها غاضبه واعلم ممن هي غاضبه ..
منا بالطبع صحيح ؟
من الواضح انها تنوي قتلنا لاستهتارنا بالوقت
-‐- . ...
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
*ماش ..طولت الفصل مره😭*

I have tightened my love around herDove le storie prendono vita. Scoprilo ora