Chapter ::20::الاخيرة

2.6K 182 283
                                    


"نبحث عن دواخلنا بكل شخص نقابله في حياتنا .. ربما لنرى ان كنا بخير ام اننا مازلنا تائهين بأعماقنا و مازلنا نخطئ بما نفعله بأنفسنا ؟، فرؤية أنفسنا من خلال الاخرين قد تصدمنا يوماً ببشاعة دواخلهم التي زرعوها فينا ."

يسير بأرجاء القصر منذ إستيقظ صباحاً .. شعوره بفقدان شهيته كان يلازمه فلم يوافق علي الجلوس معهم صباحاً علي مائدة الافطار بل فضَّل العزلة بحديقة القصر بعدما دلُّه أحد الخدم عليها .. و الان هم يعلقون الزينة و يصنعون له حفلة عيد ميلاد رائعة لكن ذلك أيضاً لم يندب جرح قلبه حتي! .. هو يريد ذلك من أخيه و ليس منهم !

توقف عند حديقة مليئة بالازهار الدابلة بسبب الشتاء ليجلس يتلمس بتلاتها بابتسامة باهتة استقرت علي شفتيه المشققتان !

" جميلة أنتِ أيتها الزهرة .. تزهرين بأوقاتٍ كما يحلو لكِ لكن تذبلين بسرعة إن قطفك أحد .. "

تنفس بعمق ثم أكمل بينما يجلس بجانب الحديقة متربعاً :

".. أنا مثلك تماماً أيتها الزهور .. أخي كان سبب توهجي لكن الان أصبح سبب إنطفائي بسبب إبعاده لي عن حياته بيديه ."

أسند جبينه علي يده بملل لكن عيناه شاهدت مكان ما فعُقدت حواجبه إستغراباً قبل أن يقف و يذهب لذلك المكان .. كان جانب مظلم .. مكان يلفه حديقه تتصل ببوابة حديدية عالية مغلقة بالاقفال .

توقف أمام البوابة .. كان المكان يلفه الخوف و الرهبة بسبب الظلام لكن ذلك لم يمنع آلين من الوقوف أمام هذا الجزء الخلفي من القصر فضولاً لمعرفة ما يحتويه هذا المكان كما دفعه ذلك الفضول لمد يديه يتلمس القفل الكبير و ...

" يا فتي ! لما جئت هنا ؟! هذا ممنوع ! "

جفل و حدق بالخادم بصدمة و إستغراب لكن الخادم أمسكه من يديه و جذبه خلفه دون سماعه لرد الطفل الذي زاده الفضول لمعرفة ما تواريه تلك البوابة !

بالمساء .. أنيرت الانوار و إمتلأت القاعة بالموسيقى و المدعويين للحفل سيقدمون فيه آلين كإبن لهم و كليلة عيد ميلاد رائعة له .

وقف بالغرفة أمام المرآة ببرود بينما إحدى الخادمات تضع له اللمسات الاخيرة و بجانبها زوجة برايدن ' كاميليا ' و قربها وقفا فتاة و فتى بعمر الحادية عشرة يشبهان بعضهما ، توأم .. ' كاي و كايا ' .

ابتسمت كاميليا بخفة و رقة بينما تبعد الخادمة برفق و تجلس أمام آلين تعدل له رباط العنق الذي كان عبارة عن فيونكة حمراء :

" طفل ظريف آلين ، كم أحببتك مثل كايا و كاي .. لما لا تتعرف عليهم ؟ "

" لا أريد ."

قالها بخفوت مبعداً وجهه عنها بخجل في حين ابتسمت كايا بمرح و اقتربت تشد خداه قائلة :

سَــنَد "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن